بعد ثلاث سنوات من الإغلاق "الرسمي"، بسبب تسرب المياه إلى طابقه السفلي، تعود الحياة رويدا رويدا إلى المركز الثقافي المغربي بمونتريال، تحت إشراف إدارة جديدة، وحلة تعكس الطابع المغربي الأصيل. لم تمر سوى أشهر معدودة على تدشين المركز من لدن الأميرة لالة حسناء، قبل أربع سنوات، حتى أوصد أبوابه بسبب تضرر قاعة الآلات التي تحتوي آليات التدفئة والتبريد، مما دفع بشركة التأمين إلى رفع التغطية عن دار المغرب إلى حين استجابتها لشروط السلامة. وللاطلاع على حالة المركز الثقافي، قامت هسبريس بزيارة مفاجئة للمقر، للوقوف عن قرب على حالته ومدى تقدم الأشغال الضرورية، لإعادة الحياة إليه من جديد، وبداية استقبال الزوار، فيتبين أن دار المغرب قد اكتست حلة حمراء خضراء، وتزينت لتكون في مستوى تطلعات مغاربة كندا. لقاء مقتضب جمع هسبريس بمدير المركز الثقافي، جعفر الدباغ، استعرض فيه هذا الأخير آخر المستجدات والترتيبات التي تم اعتمادها لاستئناف العمل، خلال الأيام القليلة المقبلة، من خلال برنامج تشاركي مع المجتمع المدني يروم تشجيع المبادرات الثقافية الهادفة التي ستساهم في الرقي بمستوى خدمات المركز. وفي اللقاء ذاته، أشار الدباغ إلى أن هناك مجموعة من الأنشطة الثقافية المبرمجة للأسابيع القادمة، وأن المركز منفتح على كل مكونات المجتمع المدني المغربي بكندا، دون إقصاء أو تهميش لأي مبادرة تستحق التشجيع. تجدر الإشارة إلى أن المركز يتوفر على مكتبة ذات مؤهلات عالمية، تم تزويدها عند الافتتاح بأكثر من 10 آلاف كتاب من مختلف العلوم والعديد من الثقافات، عمل على اختيارها طاقم من ذوي الخبرة الثقافية تحت إشراف الدكتور علي الإدريسي، كما يتوفر المركز على عدة أجنحة تعكس الطابع المغربي، وتسمح بتنظيم لقاءات وعروض ثقافية. الجالية المغربية المقيمة بكندا تتميز عن مثيلاتها في دول أخرى بمستواها التعليمي العالي، وهي في أمسّ الحاجة إلى فضاء تلتئم فيه بين الفينة والأخرى، تغذي فيه الفكر، وتوطد أواصر "التامغرابيت". ودار المغرب بمونتريال تتوفر فيها كل المؤهلات لتلعب دور "جامعة الشمل" لجالية عانت لعقود من الشتات والقطيعة بين مكوناتها.