شغلت أخبار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المغاربة خلال اليومين الأخيرين، لم تقتصر الأخبار على أسباب الزيارة وأهدافها، بل امتدت إلى الحديث عن أسباب طلاقه بزوجته سيسيليا. ساركو، كما يناديه الفرنسيون، استقبل في مدينة مراكش استقبال الملوك، إذ خرج آلاف المراكشيون لتحيته وتحية ملك المغرب محمد السادس حاملين علم البلدين وصور المسؤولين، كما اختار البروتوكول الملكي المغربي فرقا خاصة لتقديم التحية إلى ضيف المغرب الكبير. كانت المملكة المغربية منذ مدة تعد لهذه الزيارة وأدارتها أن تكون زيارة دولة وأن تمتد لمدة ثلاثة أيام. وكان آخر من خصص له مثل هذا الاستقبال الكبير بمدينة مراكش الملك خوان كارلوس. "" وكالة الأنباء الرسمية كتبت في موضوع هذه الزيارة قائلة "لم يتم ترك أي شيء للصدفة، من أجل إعطاء هذا الحدث بعده الحقيقي، لاسيما وأن زيارة السيد ساركوزي للمملكة تأتي في الوقت المناسب من أجل إعطاء زخم جديد للعلاقات المتميزة بين البلدين ومنح دينامية مفيدة للتعاون الاقتصادي بينهما". وكان التركيز على إعطاء الاستقبال بعدا تاريخيا من خلال الحرص على كل ما له علاقة ب"التقاليد المغربية العريقة المرعية في مثل هذه المناسبات والتي تعكس كرم الضيافة وحسن الوفادة اللذين توارثهما المغاربة أبا عن جد"، كما أوضحت وكالة الأنباء الرسمية. الطريق الرابطة من مطار لمنارة بمراكش والقصر الملكي بالمدينة نفسها، تحولت إلى لوحة فنية تختزل تراث المغرب الثقافي والفني، أهازيج ورقصات لكل المناطق من شمال المغرب إلى جنوبه، ولم ينس المغاربة عزف الوصلة الموسيقية المخصصة لكبار رجال الدولة وإطلاق 21 طلقة مدفعية تحية للضيف وإيذانا بانطلاق الاستقبال الرسمي الذي يقيمه جلالة الملك على شرف ضيف المملكة الكبير. امس الثلاثاء بمدينة الرباط خصص للرئيس الفرنسي استقبال مماثل، عشرات الأشخاص ظلوا في انتظاره أمام مجلس النواب حيث كان يلقي كلمة هناك، ولما غادر المجلس ألقى التحية، مثل ملك البلاد، على هؤلاء الأشخاص الذين كانوا في انتظاره. ساركوزي اسقبل في المغرب استقبال الملوك لا الرؤساء، هذا الاستقبال سيكون له تأثير على العلاقات بين البلدين، أولى ثماره ما أعلنه ساركوزي بنفسه في البرلمان، إذ قال إن , "لقد وقعنا عقودا بقيمة ثلاثة مليارات أورو". وشكر المغرب قائلا إنه "ينظر الى ماضيه برؤية واضحة. ولدينا شراكة جديدة يتعين علينا إرساؤها سويا" واصفا زيارة الدولة التي يقوم بها للمملكة ب"الرائعة".