تزوج الرئيس المصري الراحل أنور السادات مرتين، الأولى من إقبال ماضي وأنجب منها ثلاث بنات وطلقها عام 1949 ليتزوج من جيهان رؤوف صفوت التي عرفت باسم جيهان السادات، وأنجبت له بدورها ثلاث بنات وأضافت ولداً واحدا. وتورط الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في فضيحة أخلاقية كادت تخرجه من البيت الأبيض وتحطم أسرته لولا دهاء زوجته هيلاري، ورؤساء كثيرون استطعموا لعبة الزواج والطلاق، فيما باتت حكايات زواج وانفصال الأمراء الأوربيين مادة مفضلة للمجلات المتخصصة، هذه بعض من نماذج تلك القصص، لعل آخرها وأشهرها انفصال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن زوجته، أشهرا قليلة بعد بلوغه الحكم. ساركو سيسيليا.. آخر العنقود الآن وقد هدأت العاصفة وأسدل الستار على فصول مسرحية إعلامية وسياسية لعب أدوار البطولة فيها كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته السابقة سيسيليا، بات يحلو للبعض الحديث عن «لعنة الإيليزيه» بدل الالتفات إلى بعده التاريخي والسياسي كمركز لصناعة القرار الفرنسي على أعلى مستوياته. حيث راحت ذاكرة الفرنسيين تسترجع ما عاشه هذا القصر من فصول الحياة الزوجية لمن تعاقبوا عليه، وبات يبدو أن مقر الرئاسة الفرنسية على موعد دائم مع المشكلات الزوجية للرؤساء، انطلاقا من قصة دانييل ميتران زوجة الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، التي تخلت عن زوجها، وأعلنت تمردها وانسحابها من حياته العاطفية المليئة بالعشيقات، منهن تلك التي أنجبت له مازارين، الابنة التي أعلن رسمياً أبوته لها قبيل وفاته. عكس زوجة سلفه فاليري جيسكار ديستان، التي قبلت التعايش مع المغامرات النسائية لزوجها الرئيس، ولعبت دورها كسيدة أولى لفرنسا متجنبة إثارة فضول الصحافة والإعلام حول حياة زوجها الخاصة. فيما ظلت قصص مماثلة لبعض الوزراء وسامي المسؤولين السياسيين الفرنسيين أقل إثارة لفضول الصحافيين، مثل رئيس الحكومة السابق، ميشيل روكار، الذي طلق زوجته بعد تقلده المنصب الحكومي وتزوج بعدها، وكذلك الاشتراكي ليونيل جوسبان الذي انفصل عن زوجته وارتبط بأستاذة جامعية. فيما كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد كشفت ضعف البيت الداخلي للمرشحة الاشتراكية سيغولين روايال قبل غريمها ساركوزي، وسرعان ما أعلنت انفصالها عن والد أطفالها فرانسوا هولاند، ملحقة إياه بسلفه جاك أتالي مستشار الرئيس فرانسوا ميتران. قصة ساركو وسيسيليا بدأت أواسط التسعينيات، حيث كانت لكل منهما ذكريات حزينة من علاقة زوجية فاشلة خرج منها ساركوزي بابنين، واحتفظت سيسيليا منها بابنتين، فيما أثمر زواجهما ابنا واحدا هو لويس. ورغم طبقات المساحيق السميكة التي حاول الفريق الإعلامي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وضعها فوق واجهته التواصلية كرجل مستقر يحسن تدبير شؤون بيته الداخلي وعلاقته العاطفية بزوجته سيسيليا، فإن الكثيرين استبقوا الإعلان الرسمي عن قرار الانفصال وجزموا بتوتر علاقة ساكن قصر الإليزيه الجديد مع زوجته، متجاوزين مفعول بعض المناسبات الاجتماعية والسياسية التي كان ينظمها واضعو خطط الماركتينغ السياسي لرجل فرنسا الأول، للتخفيف من وقع التكهنات المتواترة بقرب تخليه عن السيدة الأولى، ووضع نهاية لأزيد من إحدى عشرة سنة من زواجهما، بما تخللها من فترات جفاء متقطع أبرزها شهور الانفصال المؤقت التي فرقتهما خلال سنة 2005، ظهرت خلالها سيسيليا المتمردة على صفحات الصحافة العالمية رفقة عشيقها ريتشارد ايتاس، المسؤول التنفيذي في إحدى شركات الإعلان الفرنسية، ظهور كلّف الصحفي المسؤول عن نشر الخبر في مجلة «لوفيغارو» منصبه بالمؤسسة بفعل تدخل ساركوزي القوي واستغلاله لنفوذه. فيما لم تنل الشائعات حول ارتباط ساركوزي بصحفية بذات المؤسسة في علاقة عاطفية حظها من التمحيص والتدقيق. يعترف ساركوزي بأن سيسيليا هي امرأة حياته التي أسهمت في تحقيق طموحه السياسي، ويرى الملاحظون أنه كان يتمنى استمرارها بجانبه. فيما يرى آخرون أنها الشيء الوحيد الذي استعصى عليه، رغم أنه سخر في سبيل الفوز بها واسترجاعها الجهود نفسها التي بذلها للفوز بالرئاسة. فكان انفصاله عنها أولى الضربات الموجعة التي تلقاها بعد تقلده سلطات الجمهورية الفرنسية. بعد أن ظلت العلاقة صامدة مع توجه الفرنسيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار خليفة شيراك، في الجولة الأولى للانتخابات، إلا أن سيسيليا غابت عن الواجهة في الدورة الثانية التي حسمت فوز ساركوزي بالرئاسة، لتعقب هذه الحادثة سلسلة غيابات ملحوظة في مناسبات رسمية يفترض فيها أن تكون بجانب زوجها باعتبارها السيدة الأولى، مثل تخلفها عن تلبية دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش وزوجته، وهي الدعوة التي لباها ساركوزي متأخراً وعلل غياب زوجته بمرضها، فيما شوهدت تتسوق في اليوم التالي، كما اختصرت إقامتها خلال قمة الدول الثماني التي استضافتها ألمانيا، ووقفت بعيدة عن زوجها في الصورة الجماعية لرؤساء القمة وزوجاتهم، كما رفضت مرافقة ساركوزي إلى بلغاريا لتسلم الوسام الرفيع الذي منحته لهما تقديراً لجهودهما في تحرير الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني من السجون الليبية، كما امتنعت عن الظهور في برنامج تلفزيوني استضاف وزيرة العدل الفرنسية... منعم كارلوس.. سيسيليا بعد سليمة سيسيليا أخرى كانت مصدر إزعاج رئيس الأرجنتين السابق، ويتعلق الأمر بسيسيليا بولوكو، الشيلية التي حازت لقب ملكة جمال الكون والمنشطة التلفزيونية التي استضافت منعم كارلوس في برنامجها التلفزيوني، فخرجت به زوجا لها. حيث تهافتت الصحف العالمية على نشر صورها العارية رفقة رجل الأعمال الإيطالي لوسيانو ماروشينو، فيما كان منعم يجري آخر استعداداته للترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية في بلاده. لينطلق الحديث عن بوادر طلاق آخر في حياة أحد أكثر الرؤساء تعميرا في قمة السلطة في الأرجنتين. والذي ارتبطت فترة رئاسته بالفساد والرشوة، ولم ينجح طوال فترة حكمه، التي امتدت من عام 1989 إلى عام 1999، في تحقيق حلم الأرجنتينيين بحياة أحسن وأوضاع معيشية مريحة. فيما كان قد شغلهم بطلاقه من زوجته الأولى زوليما يوما دي منعم، وبعدها بزواجه من ملكة جمال الكون التشيلية سيسيليا. رفع منعم كارلوس أولى دعاوى الطلاق ضد زوجته الأولى زوليما، وهي مثله سورية الأصل اسمها الحقيقي «سليمة»، سنة 1987. لكنه سرعان ما عاد إلى مصالحتها وطي صفحة الخلاف. قبل أن تتحول المشاكل إلى وجبة يومية يتناولها السوريان اللذان يحكمان الأرجنتين، لتبادر هي هذه المرة إلى رفع دعوى الطلاق سنة 1991 متهمة إياه بإهانتها الشديدة أمام الملأ، بإقدامه على منعها من دخول القصر الرئاسي واستنفار الحرس المسلح في بيونس آيرس لهذا الغرض بناء على أوامره. وقيل حينها إن سبب الخلافات يعود لعدم تحمل زوليما لأصدقاء زوجها، ثم قيامه بطرد مساعدتها التي نعتت مستشاريه بالفاسدين، في حين أن السيدة الأولى اعتادت التهجم على سياسات زوجها ومخططاته. قامت «سليمة» في أحد فصول تحديها لزوجها الرئيس بدعوة صحافيين إلى حفلة شواء في الهواء الطلق بهدف انتقاد طريقة حكمه بينما كان كارلوس خارج البلاد، واستغلت مظاهر البذخ لإثارة نقمة الأرجنتينيين ضده، مثل سيارته الفيراري الحمراء الفخمة وطائرته الخاصة التي تساوي 66 مليون دولار أمريكي. وفي دعواها لطلب الطلاق، ذهبت زوليما أبعد من ذلك واتهمته بالخيانة. لتنتهي العلاقة سنة 2001 إلى طلاق أفضى إلى زواج سريع لمنعم كارلوس من الحسناء الشيلية، صمد بدوره ست سنوات فقط. الملك حسين .. مثنى وثلاث ورباع ارتبط الملك الأردني الراحل، حسين بن طلال، بأنطوانيت غاردينر وهي ابنة نقيب بريطاني متقاعد كان يعمل في الأردن في 25 مايو 1961. وغير اسمها إلى الأميرة منى الحسين،و أنجبت له ابنه عبد الله الذي ورث عرشه، لكنها لم تحصل على لقب ملكة لعدم اعتناقها الإسلام وطلقها عام 1972، ملحقا إياها بسابقتيها اللتان طلقهما قبلها. حيث لم تمنع الصفة الملكية بما تفترضه من انضباط والتزام على المستوى الشخصي من انقياد الملك للعبة الزواج والطلاق مثله في ذلك مثل شخص عادي. ولم يستقر وضعه العائلي سوى مع آخر زوجاته، التي وبعد عامين من تخرجها من الجامعة وحصولها على بكالوريوس في العمارة والتخطيط المدني، وأثناء وجودها في أحد المطارات الأمريكية رفقة والدها الذي كان يعمل في مجال الملاحة الجوية، التقت بالملك حسين الذي كانت تربطه علاقة صداقة بوالدها.. ومنذ اللحظة التي شاهد فيها الملك حسين «ليزا»، أحس بالانجذاب إليها. وكانت الظروف مهيأة لزواجه منها بعد وفاة زوجته السابقة بمرض خطير، لتحمل لقب الملكة نور بدل «ليزا»، فور إسلامها. وعرف عنها أنها كانت تشجع زوجها الملك حسين على بذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق «السلام» في الشرق الأوسط. وأنها وجدت في زوجها الملك رمزاً للاعتدال في كل شيء، وكان إلى جانبها يشجعها على ما تبذله من جهد متواصل في الأنشطة الخيرية إلى جانب رعايتها لأبنائها الأربعة، حتى أنها أثناء مصاحبة زوجها الملك في رحلاته خارج البلاد كانت تحرص على أن يكون أولادها بصحبتها. ليجد الملك أخيرا سبيله إلى الاستقرار العائلي. انفصال الأمراء يصدّع القصور الملكية في أوربا عشرات العدسات المصورة ومئات الأقلام والتعاليق طاردت الأميرة ديانا وهي تعيش فصول علاقتها العاطفية الشهيرة مع زوجها الأمير تشارلز. ولم تتوقف آلة الصحافة عن اجترار الحكاية حتى بعد وفاة الأميرة في حادث مأساوي ما زال الغموض يكتنف تفاصيله وملابساته الحقيقية. ذلك أن أضواء الزفاف الأسطوري الذي لم شمل الأميرين سنة 1981 لم تستطع إخفاء التوتر والصراع الذي سرعان ما لف العلاقة الزوجية الاستثنائية في القصر البريطاني، لما شابها من علاقات عاطفية وخيانات زوجية أساءت إلى العائلة الملكية قبل أن ينفصلا في التاسع من دجنبر 1992، وسط شائعات عن خيانة كل منهما للآخر. فيما كان ثمن ذلك بالنسبة إلى الأمير 17 مليون جنيه كتعويض لديانا عن لقبها كأميرة الذي جردت منه. فيما اختصرت الأميرة ستيفاني، أميرة موناكو، المسافة ولم يستمر زواجها عام 1995 من حارسها الشخصي السابق دانيل دوكروت إلا سنة واحدة بعد نشر صورة له يمرح مع راقصة العري المشهورة فيلي هوتمان التي أصبحت ملكة جمال العري في بلجيكا. فيما عاش الأمير الهولندي بيرنهارد، المولود في ألمانيا ووالد الملكة بياتريس، قصة انفصال مؤقت عن زوجته الملكة جوليانا، لكن الانفصال لم يصل إلى مرحلة الطلاق. رغم أن لبيرنهارد ابنتان غير شرعيتين، الأولى من فنانة تصويرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والثانية من امرأة تعيش في فرنسا. وفي الدنمارك، طلق الأمير خواكيم زوجته ألكسندرا عام 2005 بعد زواج استمر 10 سنوات، ليحدث بذلك أول طلاق في أقدم نظام ملكي في أوروبا منذ 160 عاماً. حيث كان آخر طلاق تعرفه هذه العائلة سنة 1846 عندما طلق الملك فريدريك السابع الأميرة كارولين شارلوت ماريان. وجردت ألكسندرا من لقبها الملكي بعد الطلاق، مخلفة ولدين من هذا الزواج. نيلسون مانديلا ينجح في النضال ويفشل في الزواج تزوج نيلسون مانديلا ثلاث مرات، وهو أب لستة أبناء منحوه عشرين حفيداً. وكانت إيفيلين نتوكو مايس أول زوجة لمانديلا له منها ولدان وابنتان، انفصل عنها عام 1957 بعد 13سنة زواجاً بسبب غياباته العديدة والتزامه الثوري، ليتزوج مانديلا للمرة الثانية من ويني مانديلا عام 1958. ويني ماديكيزيلا مانديلا، المعروفة ب»ويني» مانديلا، هي أولا سياسية جنوب إفريقية ولدت في السادس والعشرين من شتنبر 1936، بدأت مسار تكوينها بشهادة العامل الاجتماعي من مدرسة جان هوفمير، قبل أن تحصل على الإجازة في العلاقات الدولية. ارتبطت بنيلسون مانديلا وتحولت بسرعة إلى رمز لمناهضة الأبارتايد خلال فترة اعتقال زوجها الطويلة، فتعرضت بدورها للإقامة الجبرية وحرمت من زيارته أكثر من مرتين في السنة. فنالت لقب أم الأمة رغم تبنيها لخطاب متطرف يشجع على العنف والعمل المسلح. اتهمها أحد حراسها وعشيقها السابق بإعطائه الأوامر بتصفية أحد الشبان الذي اشتبهت في تجسسه لصالح حكومة البيض، وتلطخت سمعتها جراء توالي فضائحها. لكنها حاولت استرجاع مشروعيتها بتأبطها ذراع زوجها المغادر للسجن سنة 1990، وهو بدوره أبدى وفاءه لها بمؤازرته إياها بعد اتهامها بالاختطاف والقتل، قبل أن يصدر الحكم بإدانتها بالسجن ثم بالغرامة فقط. ليعلن نيلسون مانديلا انفصاله عنها سنة 1992 بعد 38 سنة من الزواج قضى منها 27 سنة خلف القضبان. انفصال لم يمنعها من تقلد منصب نائبة وزير الفنون والثقافة في أولى حكومات زوجها السابق لما بعد الأبارتايد، لكنها سرعان ما استقالت لاتهامها بالارتشاء. وآخر مستجداتها، إدانتها سنة 2003 بأربع سنوات سجنا بتهم الغش والسرقة، فيما اختار مانديلا دخول تجربة زواج ثالث جمعه بكراكا ماشيل، أرملة الرئيس السابق للموزمبيق.