إنها الصحفية الوحيدة التي قابلت كل الرؤساء الأمريكيين من ريشارد نيكسون إلى بوش، وينتظر زعماء العالم الظفر بدعوة منها. خصصت لها نجمة في جادة المشاهير بهوليود. وعن عمر 78 سنة، مازالت الصحفية المخضرمة متمسكة بمهنة المتاعب وترفض التقاعد. لم تؤمن باربرة والترز يوما بالمثل القائل إنه كثيرا ما نرى الأشياء على غير حقيقتها لأننا نكتفي بقراءة العنوان، حاولت فقط الإيمان بأن الإخفاق يعلم أكثر مما يعلم النجاح. أثارت مقدمة البرامج الشهيرة باربرة والترز أكثر من فضيحة في كتابها الجديد «تقييمات»، حيث إنها لم تكتف بالحديث عن حياتها الشخصية وعلاقاتها العاطفية، بل أدخلت القراء إلى كواليس العمل التلفزيوني لتروي خبايا ما كان يحدث بينها وبين كلٍّ من ستار جونز وروزي أودونيل. وتحدثت والترز بإسهاب عن علاقتها السابقة بالسيناتور السابق عن ولاية ماساشوستس إدوارد بروك في السبعينيات من القرن الماضي، التي كادت تطيح بمهنتي الاثنين. وفي تلك الفترة، كانت والترز قد تزوجت وطُلقت مرتين، وكانت مذيعة أخبار تلفزيونية صاعدة. وكان بروك أول سيناتور أسود يصل إلى مجلس الشيوخ الأمريكي منذ مرحلة «إعادة البناء»، وأغرم بوالترز إلى درجة أنه طلب الطلاق من زوجته. وحاولت هذه الأخيرة فضح علاقة زوجها بوالترز في برنامج «ناشيونال إنكوايرر» من شدة غضبها. إلا أن أحد أصدقاء الإعلامية الشهيرة نصحها بقطع علاقتها بالسيناتور سريعاً، لأن وظيفتها قد تكون معرَّضة للخطر. وذكرت والترز في كتابها ما نصه: «بدأت أسأل نفسي بهدوء ما إذا كان يمكننا أن نتزوج يوماً ما. هل سيدمر مثل هذا الزواج مهنته السياسية؟ أو هل سيدمر مهنتي الإعلامية؟». الفصول المثيرة للكتاب تحمل القراء إلى تجربة والترز مع زميلتها السابقة في برنامج «ذي فيو» ستار جونز. وقالت إنه عندما رفضت جونز الاعتراف علناً بأنها خضعت لعملية «ربط المعدة» بهدف فقدان الوزن، أجبرت العاملين معها على الكذب. وانهارت مهنة جونز عندما أعلنت زواجها من آل رينولدز عبر البرنامج، وقبلت الحصول على هدايا مجانية بمناسبة الزواج مقابل الترويج للمحلات التي أرسلت الهدايا على الهواء. وهذا الزواج حوَّل جونز من أكثر شخص شعبية في البرنامج إلى أكثر شخص مكروه. وقررت شبكة «آي بي سي» في ذلك الحين عدم تجديد عقد جونز التي قالت إن الشبكة طردتها من عملها إفساحاً للمجال أمام بروز روزي أودونيل للعمل في مكانها. لكن حسب والترز، فإن نهج أودونيل التهريجي دفعها إلى الظهور بمظهر «المغنية الشهيرة» على المسرح وخارجه. هذا، وقد دخلت أودونيل في صراع مع الملياردير الشهير دونالد ترامب، وغادرت بعدها الاستعراض بعد أن أبلغت والترز، عبر البريد الإلكتروني، أنها لن تعود إليه أبداً. في مذكراتها «امتحان الظهور»، غاصت الكاتبة، التي قابلت كل رئيس أمريكي من ريشارد نيكسون إلى بوش، في أعماق انشغالاتها لتبدو امرأة معذبة تخشى أن يصل منافسوها إلى الشخصيات التي تود استجوابها. استطاعت استجواب كل من الرئيس الليبي معمر القذافي والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وشاه إيران محمد رضا بهلوي، إلا أن الأمريكيين مازالوا يتذكرون أشهر لقاءاتها على الهواء مع مونيكا ليوينسكي التي كادت فضيحتها تطيح بالرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وتابع تلك الحلقة 76 مليون مشاهد في أكبر نسبة مشاهدة يحظى بها برنامج تلفزيوني في أمريكا. اعترفت لأول مرة أن والدها كان صاحب نواد ليلية سرعان ما كان يفلس في مقامراته، رزق بابن مات في عامه الثاني بسبب داء السل وابنة معوقة ماتت سنة 1985 بسبب سرطان الرحم. لم تخف باربرة أنها كانت تكره وجود شقيقتها ولطالما أخفتها عن رفيقاتها أثناء زيارتهن لها في البيت. ارتادت باربرة ثانوية البنات ببرونكسفيل بنيويورك وحصلت على إجازة في اللغة الإنجليزية سنة 1953. فرصة العمل الأولى التي حصلت عليها كانت مساعدة لمدير الإعلانات لإحدى القنوات التابعة لقناة «إن بي سي»، لتنتقل بعدها إلى «سي بي إس» حيث عملت في إعداد التقارير الصباحية بالقناة. سنة1961، عادت والترز مرة أخرى إلى «إن بي سي»، لتعمل كباحثة وكاتبة بالبرنامج الشعبي توداي شو. اشتغلت والترز وراء الكواليس في تحرير الأخبار الخاصة بمشاكل واهتمامات النساء. وبعد عدة أشهر، أتيحت لها فرصة زيارة الهند وباكستان مع السيدة الأولى لأمريكا آنذاك جاكلين كينيدي. استمرت في إعداد البرنامج لمدة إحدى عشرة سنة، استطاعت خلالها أن تفرض تقنياتها الخاصة في محاورة الضيوف الحاضرين في البرنامج، وسرعان ما تم اختيارها سنة 1972 لتكون ضمن الوفد الصحفي الذي رافق الرئيس نيكسون في زيارته التاريخية إلى الصين. بعد عودتها، انهالت عليها العروض من كل جانب قبل أن تقرر التوقيع لقناة ABC بعقد قياسي بلغ حينذاك مليون دولار، لتصبح بعدها أول صحفية تقدم النشرة الإخبارية المسائية في أكتوبر 1976. تلك الحظوة أثارت غيرة زملائها الذكور الذين لم يستسيغوا أن تحصل امرأة على تلك الفرصة بذلك الراتب المغري. تناسلت بعدها الشائعات والأقاويل التي كانت تشكك في كفاءتها، وحاربها زميلها الصحفي والتر كرونكيت وهاري ريزونير.. أخطاء الآخرين دائما أكثر لمعانا من أخطائنا، هكذا ظلت تردد باربرة في وجه خصومها.. تلك الضغوط لا يبدو أنها أثرت في ثقة الصحفية الأمريكية التي استهلت في دجنبر 1976 أول برنامج خاص بها أجرت في سنته الأولى لقاء مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر وزوجته روزالين كارتر. وفي السنة التي تلتها، حضر إلى بلاتو البرنامج لأول مرة في تاريخ الإعلام الأمريكي الوزير الأول الإسرائيلي مناحيم بيغن والرئيس المصري الراحل أنور السادات، حيث قامت في تلك الحلقة بتغطية شعرها بوشاح فيما ظل السادات يناديها بعزيزتي باربرة.. سنة 1979، التحقت باربرة بالبرنامج الإخباري 20/20، لتنجح بعدها في الظفر بحوار حصري مع الرئيس الأمريكي ريشارد نيكسون في أول ظهور إعلامي له بعد استقالته سنة 1974. ارتبطت باربرة في بداية مسيرتها المهنية برجل الأعمال روبرت هنري كاتز سنة 1958 لينفصلا بعد سنة، ثم لتتزوج سنة 1963 من المنتج المسرحي لي جوبر، ودامت الزيجة 13 سنة أثمرت العلاقة ابنتها الوحيدة المتبناة جاكي. الابنة عاشت مراهقة صعبة بسبب غياب الأم وتركت البيت. تجاوزت الأزمة سريعا ونجحت الآن في إدارة جمعية لمساعدة المراهقات. سنة 2004 حصلت باربرة على تقاعد جزئي ووقعت عقدا بلغ 12 مليون دولار سنويا بعد أن استبعدت فكرة التقاعد من مخيلتها وحصلت على أوسكار خاص لتكريم مسيرتها التي امتدت على مدى 50 سنة وما تزال.. سيرة: 1930 – ميلاد باربرة والترز 1953 – إجازة في اللغة الإنجليزية 1961 – عادت إلى قناة إن بي سي بعد انفصال 1972 – رافقت الرئيس نيكسون في رحلته إلى الصيف 2004 – حصلت على تقاعد جزئي