قام المفكر العربي منير شفيق بزيارة لمقر مركز مغارب بالرباط، حيث التقى بمجموعة من الباحثين، الذين تجاذبوا معه أطراف الحديث حول جملة من القضايا التي تشغل بال الباحثين، ابتداء من الأحداث الجسام التي تعرفها المنطقة العربية الإسلامية وانتهاء بالقضية المركزية، القضية الفلسطينية. وقد تفاعل منير شفيق مع المتحدثين، حيث بدأ كلمته بالحديث عن ضرورة البحث في الاستراتيجيات المتغيرة في العالم اليوم، والتركيز على موازين القوى لفهم السياسة، بالنظر إلى أن السياسة هي القدرة على تدبير موازين القوى بالأساس. كما توقف المفكر الفلسطيني عند الوضع في فلسطين اليوم، خصوصا انتفاضة السكاكين، معتبرًا إياها انتفاضة حقيقيةً، وقد أكّد أن هذه الانتفاضة منعت محاولة نتنياهو بالإخلال بما أسماه "الستاتيكو" الحالي، وهو منع غير المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى. وبعد ذلك انتقل منير شفيق للحديث عن الوضع العربي اليوم بمآسيه وحروبه، حيث شدد على أهمية العمل على تصحيح هذا الوضع داخل الإطار العربي الإسلامي والابتعاد عن أي تدخل خارجي كيفما كان نوعه، واقترح في هذا الإطار ضرورة تفاهم إيران وتركيا والبلدان العربية، خاصة السعودية ومصر، من أجل الخروج من المأزق، وبذل أقصى ما يمكن من الجهود من أجل إجراء مصالحات داخلية، بعيدا عن الانحيازات الطائفية والإثنية. فالحل، من وجهة نظره، يتمثل في إقامة نظام عربي إسلامي جديد تؤسسه دول المنطقة، دون تدخلاتٍ أجنبيةٍ، وهذا ما يتطلب إقامة نظرية جديدة في العلاقات الدولية. وفي الأخير ختم المفكر العربي كلمته بالتأكيد أن العالم يعيش اليوم حالة من الفوضى، بحيث لا توجد استراتيجيات دولية محددة، كما لا توجد أولويات مقررة كما في السابق، فهناك حالة من السيولة قد تسهل تحقيقَ تقارب عربي حقيقي، والحدَّ من مأساة الوضع المتأزم في العالم العربي.