اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بجملة مواضيع في مقدمتها العلاقات العربية العربية ، والأزمة اليمنية ، واستمرار الممارسات الإسرائيلية التعسفية ضد الفلسطينيين، والوضع في لبنان. ففي مصر واصلت الصحف اهتمامها بالاحتفال بالذكرى 34 لاسترجاع سيناء فكتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (أعيادنا القومية) متسائلة عن سبب تزامن الاحتفال بهذه الذكرى مع دعوات للتظاهر وقالت بالخصوص " وهنا يكون السؤال: هل نحن أمام خطة ممنهجة لإفقاد المصريين ثقتهم فى إنجازاتهم..". وأكدت أن المطلوب من جموع المصريين التنبه إلى تلك "اللعبة الحقيرة، وهى محاولة تحويل أعيادنا القومية إلى مناسبة للاضطراب والفوضى، وألا نسمح لهؤلاء الأشرار بسرقة أفراحنا وفخرنا وزهونا بجيشنا الوطني". وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال لها أنه مع الاحتفال بهذه الذكرى " يجب علينا ان نتذكر بكل الفخر والاعزاز والتقدير الرئيس الراحل انور السادات بطل الحرب والسلام، الذي خاض بكل الجسارة غمار الحرب وعبر بقواتنا المسلحة فوق مهانة الهزيمة ومرارة النكسة وحقق النصر وحرر الأرض ". وأضافت أن المناسبة تفرض أيضا الإشادة ب"الجهود الجبارة الجارية الآن لتعمير وتنمية سيناء(..)في ذات الوقت الذي تخوض فيه قواتنا المسلحة حربا مقدسة لتطهير سيناء من الإرهاب". وفي سياق متصل كتبت صحيفة (الجمهورية) على صدر صفحتها الأولى بعنوان بارز (الشعب يهزم قوى الشر) أنه وسط الدعوات المتتالية من "المتربصين بالوطن" للنزول للشوارع والتظاهر ضد النظام السياسي الحالي، قررت الأسر المصرية التصدي لتلك الدعوات بالخروج للتنزه والاحتفال مع القوات المسلحة في الحدائق والمتنزهات بأعياد سيناء "ليعلنوا للعالم أن تلك الدعوات ما هي إلا وسيلة لنشر الفوضي وضرب الاستقرار وإضعاف الدولة". وفي البحرين، أولت الصحف اهتماما كبيرا لزيارة الأخوة والعمل التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمملكة البحرين، مبرزة الاستقبال الرسمي الذي خصص لجلالته بالمناسبة، والمباحثات التي أجراها مع صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وترؤس عاهلي المملكتين حفل توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون بمناسبة الزيارة الملكية. كما اهتمت الصحف بالزيارة التي يقوم بها عاهل البحرين لمصر، اليوم، حيث أكدت جريدة (الأيام) في افتتاحيتها أن هذه الزيارة تأتي لترسخ العلاقات الطيبة والأخوية التي تربط بين البلدين على الدوام، وتندرج في إطار "سعي القيادتين إلى تعزيز التضامن العربي في ظل التحديات والظروف غير المسبوقة التي تشهدها الساحة العربية حاليا"، مبرزة أن العلاقات البحرينية المصرية "أعمق وأقدم وأكثر تجذرا، وهي تزداد يوما بعد آخر رسوخا وتمضي بسلاسة وطمأنينة نحو المستقبل". ومن جانبها، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن زيارة عاهل البحرين لمصر تأتي لترسيخ العلاقات الثابتة بين البلدين منذ عقود طويلة، والتي تشهد الآن تحولا جذريا، لأنها نابعة من مخاطر مشتركة، مشيرة إلى أن "مصر استطاعت أن تخرج من براثن المؤامرة الأجنبية مثلما استطاعت البحرين أن تهزم المؤامرة الإيرانية وتخرج قوية بفضل حنكة وقيادة جلالة الملك المفدى في التعامل الذكي مع الأزمات والمخاطر الأمنية والسياسية". و في قطر أكدت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية، مبرزة أن مشاورات السلام في الكويت "خطوة إيجابية، وفرصة أخيرة للفرقاء اليمنيين لوقف الحرب وإنهاء الصراع " و مشددة على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 ووقف إطلاق النار وتثبيته وتسليم السلاح للدولة . وترى الصحيفة أن المبادرة الخليجية وضعت الأساس للحل وإنهاء الانقلاب الحوثي، وعودة الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، موضحة أنه يمكن لأطراف الحوار في الكويت البناء على هذه المبادرة ومخرجات الحوار الوطني، والالتزام بمشاورات السلام . على صعيد آخر ، طالبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، معتبرة أن التأكيد الصادر من رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين بوجود نحو 7 آلاف أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال بينهم أكثر من 450 طفلا قاصرا دون سن 16 عاما، "دليلا واضحا على فشل المجتمع الدولي في حماية الشعب الفلسطيني، كما أنه دليل دامغ على الممارسات الإسرائيلية اللاإنسانية تجاه هؤلاء الأسرى خاصة الأطفال". ودعت الصحيفة إلى حماية الطفولة الفلسطينية وإلزام إسرائيل باحترام اتفاقية حقوق الطفل والحقوق الأساسية للأطفال وفق القانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بتطبيق الحماية القانونية والإنسانية للأسرى الفلسطينيين وتوسيع نطاق الحملة الدولية لحماية هؤلاء الأطفال الأسرى، وضرورة وضع الحكومة الإسرائيلية تحت طائلة القانون والمحاسبة . وبلبنان، ذكرت صحيفة ( النهار ) بالذكرى ال 11 لانسحاب القوات السورية من لبنان، وعلقت بالقول " لعله سها عن بال الجمهورية الغارقة في فراغها وأزماتها (..) أن اليوم يصادف الذكرى الحادية عشرة لانسحاب القوات السورية من لبنان في 26 ابريل 2005". وأبرزت أن هذا الحدث دخل التاريخ اللبناني من بابه العريض بعد الاغتيال الدراماتيكي المزلزل لرفيق الحريري في 14 فبراير من العام نفسه كما أنها تحل " ولبنان لا يزال داخل القفص ولو بظروف مختلفة وبأوضاع مأزومة قد يكون الأشد قسوة فيها أن معظم اسبابها ودوافعها ومنطلقاتها متصل بقصور داخلي قياسي عن اثبات أهلية القوى السياسية والمجتمع المدني سواء بسواء على إقامة الدولة المستقلة السيدة الحرة (...) ". أما ( الجمهورية ) فتحدثت عن مشاركة لبنان في " مؤتمر الأمن الدولي الخامس " ، الذي سينعقد اليوم بموسكو، ناقلة عن مصدر رفيع في القيادة العسكرية الروسية تأكيده أن الجيش اللبناني " شريك أساسي في مكافحة الا رهاب العالمي، وبدوره في منع تمدد ( داعش ) الإ رهابي الى شاطىء البحر الأبيض المتوسط ". وبالإمارات، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أنه بالرغم من تعدد التحالفات الإقليمية والدولية ، فإن أفضلها هي التي تضع نصب أعينها أمن واستقرار الدول الأعضاء والمنطقة التي تضم التحالف، وذلك بعيدا عن السياسات والأهداف العدوانية التي تهدد الدول الأخرى وتتدخل في شؤونها الداخلية . وأوضحت الصحيفة أن سياسة الإمارات الخارجية لم تعرف العدوانية في تاريخها، ولم تدخل قط في تحالفات تهدد أمن واستقرار البلاد الأخرى وشعوبها، مضيفة أنه عندما تقرر دولة الإمارات الدخول في تحالف فلابد وأن يكون تحالفا عربيا ومعتدلا يدافع ولا يهدد ، ويحمي أمن واستقرار البلاد العربية، ويبعد عنها شرور التدخلات الأجنبية والتهديدات الطائفية. وشددت الافتتاحية على أن الإمارات تؤمن بأن تحالفها مع دولتي المملكة العربية السعودية ومصر هو الشكل المطلوب لهذا التحالف المعتدل الذي تنشده. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن تحرير المكلا (اليمن) من تنظيم (القاعدة) الإرهابي، يؤشر بوضوح وقوة، إلى "مستقبل اليمن الذي ربما تعددت مساراته وإن كان عنوانه الأساسي تمكين قيادة اليمن الشرعية من السيطرة الكاملة" على البلاد. وأكدت (الخليج)، على أن تحرير المكلا من براثن (القاعدة) ليس إلا البداية القوية لتطويق هذا التنظيم وأمثاله في الحالة اليمنية وهي، كما يدرك الجميع، حالة معقدة على هذا الصعيد.. وفي الموضوع ذاته، أبرزت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، على أن عملية المكلا التي "نفذها أسود التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، هي أكبر ضربة للإرهاب منذ سنوات"، موضحة أن الرسالة الأهم في هذه الضربة، التي خلصت العالم مما يقرب من ألف إرهابي ينتمون إلى تنظيم القاعدة، أنها عربية خالصة، برجال العرب وسلاح العرب وحدهم، بلا أي تدخل لقوات أجنبية. وأضاف كاتب المقال أن هذه الرسالة تؤكد أن قدرات العرب على دحر الإرهاب لا حدود لها إذا تكاثفوا وتلاحموا واتحدوا ، كما أنها تؤكد أن الحرب العربية الخالصة على الإرهاب انطلقت بقوة، ولن تنتهي إلا بكتابة سطر النهاية الأخير لهذه الآفة الخطيرة.