يواصل مغاربة العالم احتلال مراكز متقدمة في ترتيب أكثر المهاجرين تحويلا للأموال نحو بلدانهم الأصلية، حيث تظهر معطيات البنك الدولي أن المهاجرين المغاربة رفعوا من قيمة تحويلاتهم خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما جعلهم المهاجرين الأكثر تطورا من حيث المبالغ التي يبعثونها لدولهم. وكشف التقرير الأخير عن تحويلات المهاجرين في العالم أن مجموع ما أرسله المغاربة إلى المملكة خلال العام الماضي بلغ 64 مليار درهم، ما جعلهم يحتلون المركز الثالث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلف المهاجرين المصريين الذين بلغ مجموع ما حولوه لبلدهم حوالي 200 مليار درهم، وذلك بالنظر إلى عددهم الكبير، فيما جاء المهاجرون اللبنانيون في المركز الثاني بقيمة تحويلات بلغت 74 مليار درهم، بينما تبقى تحويلات المهاجرين الجزائريين ضعيفة مقارنة مع المغاربة حيث لم تتجاوز 20 مليار درهم. وقدم البنك الدولي رصدا لتطور تحويلات مغاربة العالم خلال الفترة الممتدة بين 1970 وسنة 2014، حيث ارتفعت هذه التحويلات ب12 مرة في ظرف 44 سنة. وتظهر معطيات البنك الدولي المساهمة الكبيرة لتحويلات مغاربة العالم في الناتج الداخلي الخام؛ حيث تمثل أموال المهاجرين المحولة للمملكة حوالي 6.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهي سادس أعلى نسبة مسجلة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين تبقى مساهمة تحويلات المهاجرين المصريين الأعلى بتشكيلها لنسبة 17.3 في المائة من الناتج الداخلي الخام لمصر. ومع ذلك، فقد أكد البنك أن التحويلات إلى كل من مصر واليمن والأردن قد تضررت نظرا لاعتمادها على المهاجرين المقيمين في دول الخليج التي تقوم بمراجعة شاملة لنفقاتها، كما أن بعضا منها بات يفرض ضرائب على المهاجرين. ومن المتوقع أن تواصل أموال المهاجرين المغاربة تحقيق ارتفاع في تدفقها على المملكة خلال العام الحالي، وذلك بالنظر إلى استمرار اقتصاد الاتحاد الأوروبي في التعافي، وإن بشكل متباطئ. وخلال العام الماضي ساهمت تحويلات مغاربة العالم في الرفع من احتياطي المغرب من العملة الصعبة التي تغطي حاليا حوالي 7 أشهر. وبصفة عامة، فإن مجموع تحويلات المهاجرين عبر العالم بلغت 581 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو ما يشكل تراجعا بالمقارنة مع سنة 2014 التي عرفت تحويل 592 مليار دولار.