طلقت قوات الأمن المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع، اليوم الجمعة، لتفريق متظاهرين تجمعوا للاحتجاج على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاص بنقل ملكية جزيرتين في البحر الأحمر إلى المملكة العربية السعودية، في أول موجة كبيرة من احتجاجات الشوارع منذ أن أصبح قائد الجيش السابق رئيسا للبلاد في 2014. فرقت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين بالجيزة القريبة من القاهرة، حيث تجمع متظاهرون في موقعين بعد صلاة الجمعة، بالقرب من مسجدي مصطفى محمود والاستقامة، قبل أن ينطلقوا في مسيرة نحو ميدان التحرير بوسط العاصمة. حمل كثير من المتظاهرين لافتات مكتوب عليها "الأرض عرض"، ونددوا بتسليم الجزيرتين، فيما هتف آخرون قائلين "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط حكم العسكر"، كما ألقي القبض على أكثر من 40 متظاهرا في القاهرة والإسكندرية، وفقا لمسؤولين أمنيين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مسؤول لم تحدد هويته قوله إن المحتجين كانوا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة وأنهم رددوا "شعارات مناهضة للنظام". وقال المسؤول إن قوات الشرطة ردت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع بعد إلقاء المحتجين الحجارة عليهم. وفي مظاهرة أخرى احتشد نحو 2000 محتج على سلالم نقابة الصحفيين في وسط القاهرة، على بعد أمتار من مجموعة من السيارات المدرعة ومئات من رجال شرطة مكافحة الشغب الذين أغلقوا الشوارع المحيطة. وردد المحتجون هتافات "باعوا أرضنا للسعوديين". وعدا حفنة من الملتحين والسيدات اللائي ارتدين النقاب، لم تكن هناك إشارة تذكر على الحضور الإسلامي المنظم وسط المظاهرات. وقال علاء مرسي، أحد المحتجين وهو يردد شعارا انتشر بشكل كبير عن "بيع السيسي الأراضي المصرية مقابل دعم مالي سعودي يحتاجه بشدة لتأمين حكمه كرئيس:" إذا تنازلنا عن الأرض فلن يكون هناك ما يتنازل عنه بعد ذلك للبقاء في السلطة لعدة أشهر أخرى"، ومع حلول الليل، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وطاردت المتظاهرين في الشوارع. ما أثار ثائرة الكثيرين كان سرية الاتفاق وتوقيته، إذ أعلن عنه في نفس الوقت الذي تعهد فيه الجانب السعودي بتقديم مليارات الدولارات لمصر في شكل قروض، ما دفع النقاد بل وحتى بعض مؤيدي السيسي السابقين لاتهامه بالتنازل بشكل مهين عن الأرض. وقالت المحامية المحتجة رانيا رفعت، 28 سنة، "كان عليه أن يبلغنا قبل الاتفاق". وكانت تحمل لافتة تقول "السيسي باع أرضه، ارحل"، بينما دافع الرئيس المصري عن قراره بشأن الجزيرتين وحاول سحب فتيل العاصفة التي أثارها القرار. وقال السيسي في كلمة استمرت 90 دقيقة يوم الأربعاء، "لم نتنازل عن حقوقنا، لكننا أعدنا حقوق الاخرين. مصر لم تتنازل حتى عن حبة رمل"، في وقت تقول الحكومة إن جزيرتي تيران وصنافير عند مدخل خليج العقبة تابعتان للسعودية التي طلبت من مصر عام 1950 حمايتهما من إسرائيل. واحتلت إسرائيل الجزيرتان إبان حرب 67 لكنها سلمتهما لمصر في معاهدة السلام التي أبرمت عام 1979 .. وردا على ذلك، نشر المصريون عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، صور خرائط قديمة لإثبات ملكية مصر للجزيرتين. بالرغم من أن الجزيرتين محدودتا المساحة نسبيا، فإن الاحتجاجات تأتي في توقيت يهدد بتوترات عامة وإجراءات امنية مشددة تبرز تزايد السخط العام إزاء حكم السيسي منذ انتخابه رئيسا في صيف 2014. وقال بيان لحزب التحالف الشعبي "الشعب المصري أثبت قدرته على كسر خداع الرئيس". وقال محمد منتصر، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة على حسابه على تويتر، "لن نتنازل عن شبر واحد من أرضنا".