صدر مؤخرا كتاب جديد للصحافي الإسباني إغناسيو سمبريرو، المختص في الشأن المغاربي، بعنوان: "La España de Alá"، ومعناه باللغة العربية "إسبانيا مِلك لله"، يتحدث فيه عن تنامي أعداد المهاجرين الأجانب بالجزيرة الأيبيرية، خاصة بكتالونيا، إذ بلغ عددهم قرابة مليوني فرد، وكذا عن مخاوف الأوروبيين من التحولات التي ستشهدها أوروبا مستقبلا، لاسيما في ظل ارتفاع أعداد اللاجئين. ويرى الصحافي الإسباني أن "فكرة كتابة هذا المؤلف هي نتاج معرفته الدقيقة بقضايا شمال إفريقيا، وخاصة المغرب"، وقال إن "هذا العمل موجه للمهتمين بشؤون المسلمين والإسلام بالجارة الشمالية وأوروبا"، مضيفا أن "معدلات الفارين من جحيم الحرب والفقر والمجاعة بسوريا والعراق، الراغبين في الوصول إلى القارة الأوروبية، ستعرف ارتفاعا، خاصة مع وجود أناس فقدوا الأمل بمخيمات اللاجئين"، وفق تعبيره. وتابع الصحافي بجريدة "إلموندو" الإسبانية بأن "إسبانيا تحظى بوضع متميز، على غرار الدول المجاورة، وذلك بفضل نجاعة قواتها الأمنية واستقبالها لأعداد قليلة من المهاجرين واللاجئين، إذ إنها لم تحاول فرض سياسة معينة لاستيعاب الجاليات المسلمة المقيمة فوق ترابها". كما حاول الإصدار تسليط الضوء على صعوبة اندماج المسلمين لغياب النخبة، مع إعطاء بعض التوجيهات لتفادي تنامي المد الراديكالي. الزياني يعمل لصالح انفصاليي كتالونيا وخصص الكاتب إغناسيو شقا مهما من كتابه للحديث عن المغرب، وذلك عبر استحضار واقعة طرد رئيس اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية بمقاطعة كتالونيا، نور الدين الزياني، من إسبانيا، بناء على قرار المحكمة العليا، بتهمة "التجسس والتعاون مع جهاز الاستخبارات المغربية منذ سنة 2000"، إذ قال إنه "كان يعمل قبل ذلك لخدمة مصالح الانفصاليين الكتالونيين بغية استقلال الإقليم عن مدريد". وأضاف أن "مدير مؤسسة Nous Catalans، أنخيل كولوم، المعروفة بمواقفها المدافعة عن الطرح الانفصالي، قام بتعيين المغربي نور الدين الزياني على رأس "الفضاء المغربي-الكتالوني" لتولي مهمة استقطاب المهاجرين المسلمين خدمة للمشروع الانفصالي، كما أن الأخير قام بنقل مقر الجمعية التي أسسها ويترأسها إلى منطقة "سانتا كولوما" ببلدية Gramenet، بمحافظة برشلونة شمال إسبانيا". المهاجرون واستقلال إقليم كتالونيا ويرى الصحافي الإسباني المثير للجدل ضمن مؤلفه، الذي نقلت مضامينه صحيفة "إلموندو" الإسبانية، أن "دور المهاجرين يبقى مهما في نظر القوميين الكتالونيين، لاسيما أن عشرات الآلاف من القاطنين بالإقليم يحملون الجنسية الإسبانية ويملكون حق التصويت في استفتاء تقرير المصير، إذ إنه فقط في السنتين الماضيتين تم منح الجنسية ل36.952 مهاجرا، فيما يبلغ العدد الإجمالي بالمنقطة نصف مليون". وأوضح المتحدث أن "الرباط عبرت عن انزعاجها من تحركات انفصاليي كتالونيا، إذ إن ظهور دول جديدة بالقارة الأوروبية سيحشد المزيد من الدعم لمؤيدي جبهة البوليساريو التي تطالب بإجراء استفتاء تقرير المصير، وهو ما يتضح من خلال مراسلة لبدر الدين عبد المومني، مسؤول بسفارة المغرب بإسبانيا، والتي يتأسف فيها "عن استغلال القوميين الكتالونيين لمناسبات وطنية للمطالبة بالاستقلال"". انفصال كتالونيا وقضية الصحراء وقالت المهاجرة المغربية لطيفة الحساني، مديرة التواصل بمؤسسة "Nous Catalans"، ضمن آراء أوردها إغناسيو في كتابه: "استقلال كتالونيا لن يكون له تأثير على الصراع في الصحراء، لأنه لا مجال للمقارنة بين الأمرين". وزاد الكاتب أن "انفصال الإقليم عن العاصمة مدريد سيشكل ضعفا للمملكة الأيبيرية، وهو ما سيمنح الفرصة للرباط للمطالبة باسترجاع ثغري سبتة ومليلية"، على حد قوله. وخلص الخبير في الشأن المغربي إلى أن "استقلال المنطقة لن يشكل أي خطر على مملكة المغربية، بل العكس، إذ يبقى من صالح الرباط بروز دولة كتالوينا، وهذا ما كان قد عبر عنه الناشط الإسباني إميليو غيرا، ومنسق حزب التقدم والديمقراطية بمدينة مليلية، حين قال: "إن تمزق الدولة الإسبانية سيترك الثغر ومستقبله في سياق ضعف وعجز أمام المملكة المغربية المتسمة بالخطورة"".