بعد تفكيك الخلية "الجهادية" التي كانت تخطط لتنفيذ هجمات بإقليم كاتالونيا، خرج وزير الدّاخلية الإسباني، خورخي فرنانديث دياث، بتصريحات إعلامية، ينتقد فيها ترويج مؤسسة الكاتالانيون الجدد Nous Catalans التابعة لحزب CiU، لاستقلال كاتالونيا بين الجاليات المسلمة التي تعيش بهذا الإقليم. واتهم المسؤول الحكومي المؤسسة ذاتها بأنّها تضمّ بين أعضاءها متطرفين، وذكر قضية نور الدين الزياني، الذي كانت له علاقة مع هذه المؤسسة، قبل أن يجري ترحيله إلى المغرب، بتهمتي الترويج لأفكار سلفية متطرفة، والانتماء إلى جهاز المخابرات المغربية. وجدد وزير الداخلية الإسباني انتقاداته لمؤسّسة "الكاتلانيون الجدد"، التي تنادي باستقلال كتالونيا عن إسبانيا، عندما صرّح بأنه "لا يجب المغامرة مع الجهاديين"، وبأنّ أنشطة هذه المؤسسة "محفوفة بالمخاطر"، لأنها تروّج لقضية انفصال كتالونيا عن إسبانيا بين "أشخاص محدّدين". وقال وزير الداخلية الاسباني "أعلم أنّ انفصال كتالونيا ليست له علاقة بالحركات الجهادية إطلاقا، ولكنني أعلم جيّدا أنه لا ينبغي اللعب مع هذه الأخيرة، وأن الترويج لقضية انفصال كاتالونيا بين بعض الأشخاص لا يعدّ أمرا محمودا، كما أنّه ينطوي على مخاطر جمّة". وتابع بأنه "في كاتالونيا ثمّة اسمها الكتلانيون الجدد، يديرها أنخيل كولوم، تعمل على استمالة المسلمين القاطنين بكاتالونيا لقضية انفصال هذا الإقليم عن إسبانيا"، مضيفا أنّ "كتالونيا وحدها تضمّ نصف مليون مسلم، لذلك فإن هذه المؤسسة تعمل على الترويج لقضية انفصالها بين هذه الفئة". وأورد الوزير الإسباني قضية نور الدّين الزّياني، الذي ارتبط اسمه بهذه المؤسسة قبل أن يتم طرده "بتهمة الإخلال بأمن الدّولة حسب وزارة الدّاخلية الإسبانية"، معلقا على ذلك قائلا "رئيس المؤسسة، يعرف هذا الشخص جيدا، وباستطاعتي أن أضيف معلومات أخرى، إلاّ أنني أفضل أن أتوقّف هنا". وأمّا بخصوص العملية التي قام بها أفراد الشرطة بكاتالونيا، الأربعاء، والتي انتهت بتفكيك خلية جهادية كانت تنوي القيام بهجمات داخل كاتالونيا، قال وزير الدّاخلية الإسباني "تلك العملية تدخل في إطار المجهودات التي تبذلها أجهزة الأمن مؤخرا، لاسيما بإقليم كاتالونيا". واستطرد بأن "هذه العمليات مكنت من جعل إسبانيا في المرتبة الأخيرة، من حيث تصدير الجهاديين إلى سوريا والعراق"، مردفا "يمكن أن نقارن وضعنا بما هو عليه الحال في بلدان أخرى يخرج منها المئات أو الآلاف من الجهاديين، في حين أنّهم في إسبانيا لا يتجاوزون المائة". وفي المقابل، ردّ أرتور ماس، رئيس الحكومة الكاتالانية على تصريحات وزير الدّاخلية الإسباني بأنه "لا يجب أن نسيء إلى العالم الإسلامي"، وقال: "ثمة استثناءات لمتطرفين إسلاميين في كاتالونيا، كما في جميع بلدان الاتحاد الأوروبي تقريبا". ومن جهة أخرى، وصف رئيس مؤسسة الكتاليون الجدد Nous Catalans، آنخيل كولوم انتقادات الوزير الإسباني للمؤسسة، بكونها اتهامات "بشعة" و"غير مسؤولة".