دعا التجمع الوطني الأندلسي، وهو كيان مطالب بانفصال الجنوب الإسباني عن السلطة المركزية بمدريد، إلى إقامة دولة مستقلة تشمل إقليم الأندلس ومحافظة مورسيا، وجزء من جنوبالبرتغال وجل مدن الريف بالمغرب؛ وذلك في إطار مشروع يهدف إلى "استرجاع أراض تنتمي إلى سيادة الإقليم قبل الغزو الإسلامي ووصول الملوك الكاثوليكيين إلى سدة الحكم"، بتعبير الواقفين وراء هذا المطلب المثير للجدل. وكشف التجمع الانفصالي ذاته، من خلال تغريدات على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، نية إقامة ما أسماها "الجمهورية الفيدرالية الأندلسية" التي لم تستثن جزء مهما من تراب المملكة المغربية؛ وذلك سيرا على خطى الحكومة المحلية لإقليم كتالونيا التي سبق لها أن تقدمت بمقترح خاص يتعلق بإجراء استفتاء انفصالي. وفي سياق ذي صلة قال بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، رئيس التجمع المذكور، في تصريحات نقلتها صحيفة "Gaceta" الإسبانية، إن إقليم الأندلس عانى التهميش من قبل السلطة التنفيذية المركزية، بالرغم من أنها جنة تزخر بالثراء الثقافي المتنوع، مشيرا إلى أن "خطوة إحداث تجمع يدعو إلى انفصال الإقليم جاء استجابة لمطلب تاريخي متمثل في إقامة دولة حرة جنوب المملكة الأيبيرية". وأوضح المتحدث ذاته، ضمن تصريحاته، أن استقلال إقليم كتالونيا ستليه مباشرة إقامة جمهورية مستقلة بمنطقة الأندلس بدعم من المجتمع المدني، مؤكدا أن "أندلوسيا هي أيضا أمة تسعى إلى إقامة دولة ذات سيادة تحمل اسم جمهورية ديمقراطية واجتماعية، لا سيما في ظل الدعم الذي تحظى به من قبل تنظيمات سياسية، من قبيل حزب Somos Andaluces، المعروف بدفاعه عن مبادئ القومية الأندلسية". "أعداد المنخرطين بالتجمع الذي أتزعمه في تزايد ملحوظ، وحكومة زعيم الحزب الشعبي مريانو راخوي لا تملك إلا خيار التفاوض مع المطالبين بالانفصال بإقليمي كتالونيا والأندلس"، يقول ألتاميرانو، الذي أضاف أيضا أن "الشعب الأندلسي يستطيع تحقيق أهدافه عندما يصبح مستقلا، والتي يناضل من أجلها منذ سنة 1977"، في إشارة إلى واقعة مقتل الناشط غارسيا كباروس على يد عناصر أمنية. صحيفة "غاسيطا"، التي أوردت الخبر، ذكرت أيضا أن القيادات الانفصالية التي تنشط داخل التجمع تربطها علاقات وطيدة بكارلوس بوديمونت، زعيم حكومة إقليم كتالونيا، إضافة إلى أنها تعبر عن دعمها الصريح للمقترح الخاص بإجراء استفتاء تقرير مصير الكتالونيين، مضيفة أن "قادة هذا التنظيم لا يترددون في توجيه أقدح النعوت إلى المعارضين لفكرة الانفصال بوصفهم بالمتشددين والمحافظين وقاطني الكهوف".