قال رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، اليوم الأحد، إن الاستفتاء على انفصال كتالونيا هو "استهزاء بالجوهر الأساسي للديمقراطية". وأثنى راخوي على تدخلات الشرطة ضد الاستفتاء، بالرغم من انتقادات واسعة النطاق جراء إصابة مئات الأشخاص إثر اشتباكات مع الشرطة، بينما أفادت حكومة كتالونيا بأن 850 شخصا أصيبوا جراء الاشتباكات العنيفة مع الشرطة. وذكر رئيس الحكومة الإسبانية، عقب انتهاء التصويت من مقر إقامته في مدريد: "كان علينا أن نفعل ما فعلناه .. اليوم سادت الديمقراطية لأنه تم دعم الدستور"، كما استدعى جميع الأحزاب السياسية لبحث الأزمة، وقال: "لن نغلق أبدا باب الحوار"، "لكن دائما في إطار القانون والديمقراطية". من جهتها أبدت أحزاب المعارضة الإسبانية اليوم قلقها وانزعاجها من الحكومة على خلفية أعمال الشغب التي وقعت بين المواطنين وقوات الأمن خلال الاستفتاء على استقلال إقليم كتالونيا. وعلى العكس من ذلك، فإن الحزب الشعبي الحاكم (يمين الوسط) يرى أن المسؤولين الوحيدين عن ما يحدث هم رئيس كتالونيا، كارليس بويغديمونت، وشركائه الداعمين للاستقلال في حكومة الإقليم بسبب إجرائهم المتعمد لاستفتاء غير قانوني، أوقفته المحكمة الدستورية. وقعت الأحداث عندما حاول أفراد من الشرطة الوطنية -التي أصيب 11 من أفرادها بإصابات خفيفة- مصادرة صناديق اقتراع وإغلاق مراكز اقتراع بأمر من المحكمة. ومن جانبه، أبلغ الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي، حزب المعارضة الرئيسي، بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني المحافظ، ماريانو راخوي، "شعوره بالضيق" بسبب ما جرى اليوم في كتالونيا. وأعرب سانشيز في اتصال هاتفي دار بينهما عن قلقه إزاء "الصورة السيئة" التي "نقدمها للخارج"، وفقا لمصادر اشتراكية. كما دعا، في رسالة نشرها على موقع (تويتر) إلى "الهدوء والحوار" في "يوم حزين على الديمقراطية" اليوم، وطالب ب"مسار سياسي" لحل التحدي الانفصالي في كتالونيا. ومن جانبه، أفاد الأمين العام لحزب بوديموس "نستطيع" (ثاني أحزاب المعارضة) اليساري، بابلو اغليسياس، على حسابه على (تويتر) بأن "الاستراتيجية القمعية للحزب الشعبي وحلفائه قد فشلت"، واتهم الحزب بالدفاع عن الديمقراطية ب"العصا"، وكذلك خيانة قوات الأمن ب"إجبارهم على التحرك ضد المدنيين". ووصفت الأمين العام لحزب يسار كتالونيا الجمهوري (الانفصاليين الكتالونيين اليساريين)، مارتا روفيرا، تدخل الشرطة الوطنية والحرس المدني بأنه "عنف دولة" في العديد من المدارس (مراكز الاقتراع) "ضد بعض المواطنين" الذين كانوا "ببساطة يريدون ممارسة حقهم في التصويت والديمقراطية". ومن جهته، اقتصر رئيس حزب ثيودادانوس "مواطنون" الليبرالي ألبرت ريفيرا، على إبداء قناعته بأن غالبية الكتالونيين "ضد الانقلاب الانفصالي". كما قال وزير الداخلية الإسباني، خوان اغناسيو زويدو، أن الرئيس الكتالوني هو "المسؤول الوحيد"، لذا "لا يمكن أن نلقي باللائمة على الآخرين. وتجدر الإشارة إلى أن آلاف المواطنين الإسبان خرجوا إلى الشوارع في عدة مدن إسبانية لدعم وحدة البلاد، كما هو الحال في مدريد وريال سرقسطة، بينما كنت هناك مظاهرات داعمة للاستفتاء في بامبلونا وفيتوريا وسان سيباستيان.