ينشط الطلبة والباحثون المغاربة في الديار الصينية بشكل دائم من أجل فرض الحضور المغربي في مجال البحث العلمي، خاصة منه الجانب المتعلق بالعلاقة بين البلدان الآسيوية، ولاسيما في المجالات التي يمكن أن تشكل قاعدة صلبة للتعاون الأسيوي المغربي بصفة عامة، والتعاون الصيني المغربي بصفة خاصة. ففي سابقة من نوعها، تمكن الطلبة المغاربة، بتنسيق وتعاون مع السفارة المغربية ببكين، من الحصول على حق الولوج إلى قاعدة بيانات مكتبة محمد السادس بجامعة الأخوين، وهي الخطوة التي لقيت استحسانا كبيرا في أوساط الباحثين بمختلف الجامعات الصينية. فضلا عن ذلك، تبدو الجالية المغربية بالصين منسجمة بين كل مكوناتها الى أبعد الحدود، فبعد التنبه إلى الفرص التي قد توفرها المبادرة الصينية "طريق واحد.. حزام واحد"، قام مجموعة من الأساتذة والباحثين والتجار بمبادرة تستحق الالتفات إليها، وهي إعلان "جائزة المسيرة الخضراء". وتتفرّع الجائزة إلى 10 جوائز مالية يتم توزيعها على أفضل البحوث التي تتناول المواضيع التي يمكنها تعزيز وتقوية العلاقات المغربية- الصينية، أو تساعد على فهم التجربة التنموية الصينية. وتزيد القيمة الإجمالية لهذه الجوائز عن 10 آلاف دولار، يتأتى ريعها من دعم التجار المغاربة بمدينة "إيوو". ومن المقرر أن يتم تسليم هذه الجوائز بالتزامن مع إحتفال المغاربة بعيد المسيرة الخضراء في نونبر من كل سنة، وذلك رغبة في استثمار هذه المناسبة للتعريف بالقضية الوطنية الأولى لدى المواطنين الصينيين، وكذا لدى الجاليات الأخرى القاطنة في الصين. ويسهر على هذه المسابقة، من الناحية التنظيمية، مركز "خدمة الطلبة للعمل والمقاولة" بجامعة "سان يان سات"، الذي يرأسه أحد الأساتذة المغاربة. أما لجنة التحكيم فهي لجنة علمية تتشكّل من دكاترة وباحثين مغاربة مقيمين بالديار الصينية، بينما يتولى التجار مهمة التمويل. وترمي المبادرة إلى تفادي تضييع المغرب للطاقات التي يمكن أن يستفيد منها، خاصة في ما يتعلق بنقل تقنيات العمل، وتجربة الصينيين في الاقتصاد والتصنيع والفلاحة والسياحة، وغيرها من المجالات التي يحتاجها المغرب الآن أكثر من أي وقت مضى. ويهدف منظمو هذه المبادرة كذلك إلى أن تحدو جميع الجاليات المغربية بالخارج حدوهم، للتعاون والتآزر ودعم الطاقات الشابة ببلاد المهجر حتى يستفيد المغرب من طاقات شبابه.