أفاد مصدر مطلع، في تصريح لهسبريس، بأن المقال الأخير الذي نشرته الجريدة بخصوص الوضعية اللاإنسانية التي يعيشها سيدي أحمد لعروسي بومهدي، وهو ناشط مغربي صحراوي شاب داخل مخيمات تندوف، ومطالبته السلطات الجزائرية بالسماح له بالعودة إلى وطنه، جر عليه وابلا من الاتهامات والتهديدات من لدن "زبانية البوليساريو". وكشف لعروسي، في تصريحات جديدة لجريدة هسبريس، أنه بعد نشر ذلك الخبر الذي كشف فيه "اختطافه" من طرف ميليشيات البوليساريو وإخفاءه يوم زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى تندوف، تلقى "تهديدات بالتعذيب والتصفية الجسدية من طرف قيادات انفصالية، قصد إسكاته ولجم لسانه". وأبدى عدد من اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف تعاطفهم مع الشاب المحتج، الذي سبق له أن انضم سنة 2012 إلى حركة "شباب التغيير" المطالبة بمحاربة الفساد والقمع داخل تلك المخيمات، إذ عمدوا إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر بعثة "المينورسو" هناك. وقال لعروسي إن مجموعة من المواطنين خاضوا أمس، أمام مقر بعثة المينورسو بتندوف، وقفة احتجاجية، طالبوا من خلالها منظمة الأممالمتحدة، التي من المفترض أن تعمل على إحلال السلام، بحمايتهم من القمع والتعذيب والتصفية الجسدية من طرف "القيادات العسكرية" للجبهة الانفصالية. وذكر المتحدث ذاته أن وقفة احتجاجية سبق أن نظمها العشرات من سكان تندوف يوم الجمعة الفائت أمام ما يسمى "مقر رئاسة" محمد عبد العزيز المراكشي، زعيم جبهة البوليساريو، انتهت بتدخل عنيف من قوات الأمن الانفصالية المدججة بالسلاح، وصودرت خلالها آلات التصوير التي كانت تروم توثيق الوقفة. وأورد لعروسي أنه يطالب "الأممالمتحدة" بحمايته وحماية من معه من المحتجين من بطش البوليساريو، مردفا بأنه يخوض حاليا إضرابا عن الطعام أمام مقر بعثة "المينورسو" في تندوف، قبل أن يناشد منظمات حقوق الإنسان الدولية "التدخل العاجل من أجل إنقاذه"، وفق تعبيره. واستطرد المتحدث بأن ما يسمى "مخابرات البوليساريو" طالبته بإنهاء اعتصامه، وإبعاد الشباب المتضامنين معه في قضيته، أو أنه ستتم محاكمته من جديد بصفته أحد مؤسسي حركة "شباب التغيير" الانفصالية، حسب تعبير ميليشيات البوليساريو، فضلا عن تهم أخرى. وكان لعروسي تحدث للجريدة قبل أيام قليلة من نقله عنوة إلى مخيمات تندوف، بعدما سلمته السلطات الجزائرية إلى ما يدعى مخابرات جبهة البوليساريو، التي أخفته في اليوم الذي زار فيه بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، مخيمات تندوف، ولم يُفرج عنه إلا بعد مغادرته المنطقة. وذكر لعروسي أنه سبق له أن شكل، بمعية ثلة من الشباب الصحراوي، معارضة مسلحة للدفاع عن "الشعب الصحراوي"، حسب تعبيره، وحمايته من قوات القمع الجزائرية، وجلادي ميليشيات البوليساريو، وذلك سنة 2012، كما ذاق ويلات التعذيب في سجن "الذهيبية" بمنطقة الرابوني عدة أشهر قبل أن يُطلق سراحه.