بعد أن قضى ردحا من الزمن في غياهب سجن "الدهبية" بالرابوني، تعرض فيه لشتى أصناف التعذيب والمعاملة الحاطة بكرامة الإنسان، بسبب مطالبه بالتغيير في مخيمات تندوف، غادر الشاب سيدي أحمد لعروسي بومهدي، وهو مواطن مغربي صحراوي، هذا المعتقل، لتبدأ رحلة معاناة من نوع آخر. وانضم لعروسي، من مواليد ماي 1987 بمدينة الداخلة، إلى "شباب التغيير"، ليطالب بمحاربة الفساد والقمع داخل مخيمات تندوف، وليعارض نهب المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين من طرف قادة جبهة البوليساريو، وذاق ويلات التعذيب والمعاناة السيئة في سجن "الذهيبية"، بمنطقة الرابوني، لمدة أشهر عدة، قبل أن يُطلق سراحه. ويقول لعروسي، الذي استطاع أن يسرب أشرطة فيديو وصورا من داخل "غوانتانامو" البوليساريو، تنشرها هسبريس في الساعات القادمة، إن جواز سفره المغربي تعرض للتمزيق، كما أنه تعرض لأنواع التعذيب داخل سجون البوليساريو، جراء معارضته للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ومتاجرة قيادة الجبهة بمعاناة الشعب الصحراوي" وفق تعبيره. وبعد إطلاق سراحه، يتابع لعروسي بومهدي روايته لما وقع، توجه إلى مدينة تندوف، حيث أقدم على خوض اعتصام سلمي، وقرر أن يدخل في معركة الأمعاء الفارغة، بأن أضرب عن الطعام أمام مقر بعثة الأممالمتحدة للصحراء المعروفة اختصارا باسم "المينورسو" بتندوف. ويستطرد الناشط الصحراوي في سرد قصته "ووجهت بتدخل رجال الدرك الجزائري، وبأفراد من الأمن العسكري، الذين قاموا بتسليمي لما يسمى مخابرات البوليساريو"، وتابع بأن أجهزة المخابرات هذه حاولت اغتياله بعد أن فشلت في إسكاته مقابل مبالغ مالية أغرته بها لشراء صمته". ويتواجد بومهدي، دائما وفق شهادته لهسبريس، حليا بولاية تندوف، في حالة ضحية ونفسية يرثى لها، ويقول في هذا الصدد "أنا حاليا منهك القوى نتيجة إضرابي عن الطعام، كما أنني لا زلت أحاول الاعتصام أمام مقر المينورسو بتندوف، بينما السلطات الجزائرية متشددة في منعي من ذلك". واسترسل المتحدث بأن عناصر أمنية من البوليساريو أرسلت إليه مجموعة من أعيان قبيلة "العروسيين"، الموالين للجبهة الانفصالية، من أجل ثنيه عما هو مقدم عليه من "طرق احتجاجية"، لكن دون جدوى، يقول لعروسي بومهدي، مضيفا أنه "بسبب إصراره على الرفض للرضوخ لهم، تعرض لمحاولة فاشلة لاختطافه ليلة البارحة". وحول وضعيته الراهنة، أفاد بومهدي بأنه "ينام منذ أيام في الشارع، وبأن السلطات الجزائرية منعته من الذهاب إلى القنصلية المغربية بسيدي بلعباس، و"الأمن الصحراوي" لازال يهدده"، مؤكدا أنه "مواطن مغربي ذو عظام خضراء ودماء حمراء، و"سأجهر بأن الصحراء مغربية حتى لو تم تقطيعي إلى أشلاء" يورد المتحدث.