اختطفت ميليشيا جبهة البوليساريو، ثلاثة من قادة الحراك في المخيمات، أول أمس الأحد، من أمام مقر بعثة المينورسو في ميجك، وذلك بعد يومين من الاعتصام الذي أقامه الحراك للمطالب برفع ظلم جبهة البوليساريو. وبينما تنفي جبهة البوليساريو ارتكابها لأي عملية اختطاف كعادتها، أكد شهود وأقارب للضحايا أن عناصر تابعة لمليشيا ولد البوهالي هي من اختطفت الأشخاص الثلاثة وأخضعتهم للتعذيب قبل اختفائهم. ويتعلق الأمر بمحمد رمضان، وعبد الجليل القوم ميلد، والديش محمد هدة، وهم يتحدرون من البيهات من قبيلة الرقيبات. وشهدت مخيمات الصحراويين في تندوف، أمس الاثنين احتجاجات شاركت فيها النساء، ورفعت فيه شعارات تندد بعمليات الخطف والقمع التي تنفذها ميليشيا البوليساريو. وعلمت "الصحراء المغربية" من مصدر مطلع أن قيادة جبهة البوليساريو عقدت الجمعة المنصرم اجتماعا مصغرا على إثر إعلان نقباء صحراوين اعتصاما أمام مقر بعثة المينورسو في ميجك، وطالبوا الأممالمتحدة بالتدخل العاجل من أجل وضع حد للظلم الذي تمارسه جبهة البوليساريو على سكان المخيمات ووقف السياسة التي تنهجها الجبهة وتتميز بالتمييز بين أفراد القبائل الصحراوية، والإقصاء وتضييق الخناق. وذكر المصدر ذاته أن قادة الجبهة اتخذوا قرارا بتطبيق إجراءات جد صارمة ضد سكان المخيمات المحتجين على سياستهم، واللجوء إلى كل الوسائل الممكنة لإسكات الأصوات المعارضة. ونشر موقع "الصحراوي أنفو" المتخصص في الشأن الموريتاني، أول أمس الأحد، أن المدعو عبد الله لحبيب (وزير الدفاع في الجمهورية الوهمية)، هو نفسه من أعطى أوامر بمحاصرة مخيم المنقبين المعتصمين في منطقة لغويركة. مضيفا أن نحو70 سيارة مدرعة تابعة لميليشيا البوليساريو حاصرت المخيم منذ الساعة الخامسة من مساء الجمعة وشرعت في عملية الاقتحام بعد منتصف الليال. وتؤكد مصادر متطابقة أن عملية اقتحام المخيم أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى والمصابين. وانفجرت ثورة الغضب الجديدة في مخيمات تندوف بالتزامن مع الإجراءات التعسفية التي شرعت جبهة البوليساريو في فرضها على تنقل الشباب الصحراوي، ومنعه من القيام بأي نشاط تجاري أو اقتصادي. وعمدت جبهة البوليساريو في الشهور الثلاثة الماضية بتوجيه من السلطات الجزائرية فرض قيود صارمة على تحرك الشباب الصحراوي في المخيمات وحظر التنقل عليه خارجها بهدف منعه من مزاولة عمليات التنقيب عن المعادن والأحجار التي يضطرون بيعها وتحصيل بعض المال. للإشارة كانت "الصحراء المغربية" نشرت الأسبوع الماضي خبرا عن قتل الدرك الجزائري لشاب صحراوي كان يهم بالعبور إلى المخيمات، كما اعتقلت إثنين من رفاقه واقتادتهما إلى مكان مجهول. يحدث هذا في الوقت الذي ترفض جبهة البوليساريو الامتثال لقرارات مجلس الأمن الداعية إلى إجراء مفاوضات مع المغرب بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة، فيما تواصل انتهاكها للمنطقة العازلة في الكركرات، التي تخترقها ميليشياتها من حين لآخر. كما يثبت عن الجبهة في تقارير دولية تورطها في شبكات للتهريب والاتجار في السلاح والممنوعات، فضلا عن علاقات بعض عناصرها بالجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء.