سجل الأمين العام لحزب الاستقلال "خروجا دينيا" ملفتا، بخطاب مغازل للتيار السلفي بالمغرب، وهو يتحدث عن السلفية التي دافع عنها باعتبارها "تنويرية"، ولا تمثل "رجعية" و"جمودا"، وأن المغرب في حاجة إليها "لتطوير الحياة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي". شباط، الذي كان يتحدث في فاس خلال ندوة "السلفية بين الحركة الوطنية والإنسية المغربية"، قال إن حزب الاستقلال ظل منذ تأسيسه يدعو إلى "السلفية المتنورة" و"العودة إلى الإسلام الصحيح"، معتبرا أن السلفية حاضرة في عقيدة الحزب ورصيده الفكري، وتبقى ضرورة حالية "بعدما كان الاهتمام منصبا على القضايا السياسية الاستعجالية المرتبطة بمشاركتنا في تطوير الحياة الديمقراطية". ودعا شباط، في لقاء نظمه استقلاليو التعليم العالي، إلى "إسلام الثورة الدائمة على الظلم"، و"الإسلام البعيد عن الخرافة والبدع والتقاعس عن العمل"، موردا أن حزبه دافع عن الإسلام ضد ما وصفه الفلسفات الهدامة "وضد مذاهب الجدل العقيم وظلام الجهل"، وأيضا من أجل "تحرير الفكر الإسلامي من الانحراف، وحماية سلوك المؤمن من الغلو"، عبر من قال إنهم علماء "الاستقلال" الذين تخرجوا من جامعة القرويين. شباط عاد إلى تراث علال الفاسي بالقول إن الزعيم الاستقلالي جعل من السلفية "أسلوبا للترافع عن كرامة المواطن وأداة لتحرير الأرض والوطن في مواجهة المستعمر ومقاومة الاحتلال"، موضحا: "لقد كافح الحزب بالروح والتفاني لترسيخ السلفية المتنورة بمثل ما كافح لإثبات الإنسية المغربية"، فيما قال إن الحزب وجد مقاومة عنيفة في نهجه للسلفية. وفيما رفع الأمين العام لحزب الاستقلال تهمة الرجعية والجمود عن السلفية، شدد على أنها "ليست مذهبا نتعصب له لأنها في حقيقتها إلغاء للمذاهب ونافية لأسباب النزاع"، معتبرا أن السلفية، من وجهة نظره، "رجوع إلى الأصل؛ أي الوحي المنزل وكلام منبع الرسالة لتصحيح الاعتقاد وفهم مقاصد الشرع"، ليركز على ضرورة "تطعيم الثوابت الدينية بمبادئ جديدة من الحرية في العقيدة والفكر، التي تعطي للأمم الحق في تقرير مصيرها وتكفل لها التعبير عن رأيها". الندوة، التي شارك فيها الناشط السلفي عبد الوهاب رفيقي، المدان سابقا بقانون مكافحة الإرهاب ضمن ملف "السلفية الجهادية"، طرح خلالها شباط نظريته للجمع بين ما أسماهما "السلفية والإنسية"، اللتين قال إنهما يتفقان في أسلوب العمل؛ أي "تطهير الإسلام من البدع والخرافات وتجريد الشخصية المغربية من الدخيل والطفيليات، التي من شأنها أن تلحق أضرارا بالشخصية المغربية، أو تحدث تشويها أو مسخا في جسم المجتمع"، وفق تعبيره.