اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأحد، بالأزمة السورية، واحتفالات مصر بذكرى تحرير منطقة طابا في سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، والعمليات الإرهابية في تركيا، وكذا مواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) عن احتفالات مصر بذكرى مرور 27 سنة على تحرير طابا، مشيرة في افتتاحيتها بعنوان "تحرير طابا" إلى أن معركة استعادتها كانت وسوف تظل واحدة من أكثر محطات التاريخ المصري ضياء. واعتبرت الصحيفة أن الدرس الأهم في هذه المعركة، كان هو تأكيد حقيقة أن التراب المصري مقدس ولا يفرط المصريون في أرضهم أبدا، مبرزة أن إسرائيل خلال هذه المعركة التفاوضية المحتدمة في ساحة التحكيم الدولي حاولت بشتى الطرق الالتفاف على حقائق الجغرافيا والتاريخ، إلا أن المفاوضين المصريين نجحوا في إثبات أن طابا أرض مصرية خالصة منذ فجر التاريخ، وصدر قرار لجنة التحكيم الدولية لمصلحة مصر. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الجمهورية) إلى البرنامج الحكومي المنتظر عرضه على البرلمان في أواخر الشهر الجاري، مشيرة إلى أن نواب الشعب يستعدون لعمل مكثف وجلسات ساخنة لكامل أعضاء المجلس واللجان المتعددة التي اتسعت لتلائم المهام الملقاة على البرلمان الجديد مع الدستور، ولتكون نقطة الانطلاق إلى أعباء وتكليفات المستقبل، وقدرة المجلس على ممارسة المهام الرقابية ودفع أحوال الوطن والمواطنين للأمام. وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان "إرادة المواطن.. وجدية الحكومة"، أن هذه القدرة تعتمد في الأساس على بداية التعامل المباشر للحكومة مع النواب من خلال إلقاء بيان رئيسها في جلسة 27 مارس الحالي، مبرزة أن البرنامج يتضمن إبراز منهج العمل الوطني وأجنحته المتمثلة في ثوابت الأمن القومي وترسيخ الديمقراطية وتحقيق عناصر الأمل المرجوة للعدالة الاجتماعية وتطوير البنية الأساسية (...). وعلى الصعيد الاقتصادي، أشارت صحيفة (الأخبار) إلى أنه بعد صدور قرارات البنك المركزي لضبط سوق الصرف ثار الجدل وتضاربت الآراء حول الآثار الإيجابية والسلبية لهذه القرارات، مبرزة في مقال في هذا الصدد أن هذه القرارات استهدفت السيطرة على انفلات سوق الصرف الذي جنحت فيه المعاملات منذ عدة شهور إلى المضاربة والضغط على الجنيه المصري لإلحاق الضرر بالاقتصاد القومي. وأكد صاحب المقال على أنه حتى لا يتم استغلال هذه القرارات في توحش وجشع واستغلال التجار، فإنه لابد لأجهزة الدولة المعنية أن تقوم بمسؤولياتها في رقابة وضبط الأسواق لحماية المستهلك من الارتفاع العشوائي والمبالغ فيه في أسعار الاحتياجات المعيشية. و في قطر، أعربت صحيفة (الراية) عن أسفها الشديد لفشل المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس، ملاحظة أن هذا الفشل قد وضع الجميع أمام امتحان واختبار عسير بعد تأكيدات الشعب السوري في الذكرى الخامسة لاندلاع ثورته أنه لن يتراجع وأنه لامكان للأسد ونظامه في سوريا المستقبل، ومؤكدة أنه بات من المهم "أن يدعم المجتمع الدولي مواقف المعارضة السورية التي تسعى من خلال المشاركة في مفاوضات جنيف لإنهاء معاناة الشعب السوري خاصة أنها أثبتت للجميع مدى جديتها ومصداقيتها بطرحها خريطة طريق واضحة لسوريا المستقبل على عكس وفد النظام الذي يسعى لشراء الزمن بمواقف واهية". ومن المهم ، تقول الصحيفة في افتتاحيتها ،"أن يدرك المجتمع الدولي أن حل الأزمة السورية مرهون بإرادة دولية واضحة تجاه محادثات جنيف الحالية والتي يسعى النظام ( السوري ) لإفشالها بطرح قضايا انصرافية يجب ألا يسمح بها المجتمع الدولي خاصة أن الجميع يدرك خطورة الأوضاع بسوريا "، مشددة على أن فشل المحادثات "سينعكس سلبا على الوضع الإنساني للنازحين واللاجئين داخل وخارج سوريا كما ينعكس على السلم والأمن الدوليين". وتعليقا على توالي العمليات الإرهابية في تركيا ، وآخرها التفجير الانتحاري الذي شهده شارع الاستقلال الشهير وسط اسطنبول أمس السبت، كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها " أنه أصبح واضحا أن أمن تركيا ووحدة الشعب التركي، يتعرضان لتهديدات خطيرة من المنظمات الإجرامية ومن ورائها ممن يستهدفون دولة وشعب تركيا من خلال هذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع مبادئ الإسلام، وكل القيم والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية". وشددت الصحيفة على أن الشعب التركي "قادر في هذه المرحلة الدقيقة على مواجهة التحديات والتهديدات التي تحيط بتركيا من خلال التحلøي بروح الوحدة الوطنية، وعدم الانجرار وراء أهداف ومخططات منظمات الإجرام والإرهاب التي تسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي وتفتيت وحدة المجتمع التركي، فضلا عن إلهاء تركيا عن القيام بدورها الريادي في المنطقة، خصوصا في ظل الاضطرابات والتحديات الأمنية الكبيرة التي يفرضها ما يحدث من تطورات خطيرة في سوريا والعراق". وبالإمارات، لاحظت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن الاجتماعات والاتصالات التي يقوم بها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا حتى الآن مع مختلف أطراف الأزمة السورية في جنيف، هدفها استطلاع المواقف والأفكار قبل الانتقال إلى مرحلة أخرى. وأوضحت أن المبعوث الأممي يعمل وفق استراتيجية "الخطوة خطوة"، أي أنه يريد الوقوف على مجمل الرؤى وتجميعها ثم غربلتها، لمعرفة القواسم المشتركة والبناء عليها قبل إطلاق عملية المفاوضات المباشرة. وأضافت الصحيفة أن دي ميستورا يعمل على تذليل العقبات غير المعقدة مثل المرحلة الانتقالية التي تتضمن البحث في تشكيل سلطة ذات صلاحيات، مؤكدة على أن مشوار المفاوضات يبدو طويلا وصعبا، لكنه انطلق لأنه لا خيار غيره، وإن كان بحذر وهدوء، وأمامه مطبات قد تبرز عند كل منعطف وتؤخر سبيله ما يستدعي تدخل الراعيين الروسي والأمريكي اللذين يبدو أنهما حسما الأمر بضرورة وضع نهاية للحرب السورية مهما كلف الأمر، وقبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لأن ما بعده مجهول وغير واضح المعالم. ومن جهتها، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن الإرهاب ضرب مجددا في تركيا، وقبلها، اجتاح دولا أخرى تحت عÜناوين دينية وسياسية، لكنها كلها تصب في المحصلة باتجاه واحد، تكريس الإرهاب، باعتباره السبب الأول في العالم العربي والإسلامي، عن تخريب الدول وتدمير حياة الشعوب، وتفكيك الوحدة الاجتماعية لكل بلد، وسفك دماء الأبرياء. وشددت الصحيفة على أن كارثة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي، أدت إلى نتائج خطيرة جدا، تتماثل مع نتائج الاحتلالات والحروب في التاريخ، غير أن الفرق هنا، "أن أهل المنطقة يتولون قتل بعضهم البعض، مثلما نرى في دول عديدة، وهذه بحد ذاتها بحاجة إلى معالجة فكرية وذهنية عميقة من جانب الخبراء، لمعرفة الأسباب التي تقنع إنسانا بقتل بعض قومه، أو تدمير بنية بلاده". وخلصت الافتتاحية إلى أنه قد آن الأوان أن تقف كل شعوب المنطقة وأنظمتها، في وجه الإرهاب، فلا إرهاب مقبول، وآخر غير مقبول، لأن نيران الإرهاب تحرق الجميع، وتختطف شعوبا ودولا مستقرة، وترسلها إلى مصير أسود، يتفوق على كل السيناريوهات المتشائمة بحق هذا البلد أو ذاك. وفي البحرين، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) أن قرار دول مجلس التعاون الخليجي إدراج (حزب الله) اللبناني على قائمة المنظمات الإرهابية بالنسبة لدول الخليج، جاء يحمل إجماعا كاملا من دون استثناء والتزاما تاما بالتنفيذ، معتبرة أن القرار الخليجي بوجود الإجماع التام، وخصوصا في مسألة تتعلق بتنظيم إرهابي، ووجود سلطنة عمان جنبا إلى جنب مع باقي دول الخليج، في اتفاق تام على الموقف، "هو بكل المقاييس قرار قوي ومؤثر ومكتمل". لذلك، ليس من المستغرب، تقول الصحيفة، أن تكون ردة فعل إيران و(حزب الله) على القرار الخليجي الذي "يكشف للشعب اللبناني مقدار التورط الإيراني في مصادرة وسلب القرار السياسي اللبناني، ردة فعل هيستيرية". وعلى صعيد آخر، أبرزت صحيفة (الوسط) نقطة أشار إليها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في معرض حديثه عن الشرق الأوسط، وهي انتشار هويات الطائفة أو العشيرة أو القرية، حيث اعتبرها "واحدة من القوى الأكثر تدميرا في الشرق الأوسط"، موضحة أن كل رئيس أمريكي التزم بمبدأ معين، والرؤساء الذين يأتون بعده يرسمون سياساتهم على أساس مبادئ أخرى، ولكن المؤسسة الأمريكية لا تتقلب كثيرا لأن الالتزامات الدولية التي تنتج عنها اتفاقات تصبح ملزمة للبلد وليس للرئيس الذي انتهت ولايته. وبعد أن أشار رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "وجهة نظر أوباما عن الشرق الأوسط"، إلى أن الرئيس أوباما اعتبر هذه الظاهرة خطيرة إذا أصبحت بديلة عن الهوية الوطنية الجامعة، واعتبر أن المواطنين اليائسين من دولهم يلجؤون إلى الهويات الأخرى، وأن هذا "هو مصدر الكثير من المشاكل في الشرق الأوسط"، أبرز هذه النقطة تحتاج إلى معالجة فكرية، وهو ما تحدث عنه مفكرون في المنطقة العربية التي أصبحت أوضاعها الآن "لا تسر بسبب انتشار الهويات (دون الوطنية) والتي تساهم في خلق الاضطرابات في كل مكان".