اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بالأوضاع على الساحة العربية خاصة الأزمة السورية والجهود المبذولة لمحاولة التوصل لحل سياسي لها ، والأزمة الليبية ، والعلاقات الخليجية الإيرانية، فضلا عن مواضيع محلية. ففي مصر واصلت الصحف اهتمامها بتخليد ذكرى ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس الاسبق حسني مبارك مبرزة الأجواء التي جرت فيها هذه الذكرى ، فكتبت صحيفة (الأهرام) في صدر صفحتها الأولى أن المصريين احتفلوا أمس ،وسط أجواء هادئة، لالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير حيث رفع المحتفلون في عدد من الميادين بالقاهرة والمحافظات أعلام مصر ورددوا الهتافات المطالبة بالقضاء على الإرهاب. أما صحيفة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها أن هذه الذكرى هي مناسبة مهمة يتوقف أمامها الجميع متأملا " كيف انتفض الشعب ضد الظلم والطغيان بمساندة قواته المسلحة لاسترجاع المبادئ والقيم النبيلة التي جرفها نظام فاسد على مدي أعوام طويلة". وأضافت أن مصر تدخل العام السادس للثورة وقد استكملت " استحقاقات خارطة الطريق، لتصبح دولة مدنية حديثة متطورة". بدورها كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال لها أنه بعد مرور خمسة أعوام على ما جرى "هناك ضرورة لازمة وحاجة ملحة للتدقيق في واقع الحال القائم على الأرض" مشيرة بالخصوص إلى الجدل الدائر حول ما وقع في 25 يناير ثم في 30 يونيه قبل أن تجيب إن الدستور حسم كل ذلك " عندما نص في ديباجته علي أن ما جري في الخامس والعشرين من يناير هو ثورة اختطفها الإخوان وانحرفوا بها عن مسارها، وهو ما دفع الشعب للقيام بثورته العظيمة والفريدة في "الثلاثين من يونيو" لتصحيح الأوضاع وتحقيق إرادة الشعب". وفي قطر ، دعت صحيفة (الوطن) القطرية في افتتاحيتها الليبيين جميعا إلى رفع شعار " ليبيا .. أولا " حتى لا تتحول ليبيا "إلى حالة مخيفة من الانقسام والتشرذم وهذا ما يغري بالتدخل الأجنبي الوارد جدا"، معربة عن أملها في أن يتنبه الليبيون إلى أهمية اتفاق الصخيرات الذي تكلل بعد جهود حميدة لجمع الفرقاء الليبيين والذي باركته كل الدول المحبة لليبيا وشعبها. وحذرت الصحيفة "من الانقسام المخيف الذي بدأ يلوح في الأفق خاصة في ظل مليشيات منفلتة وجماعات إرهابية مما قد يستدعي تدخل أجنبي وهذا مالا يحمد عقباه" ، مؤكدة " هذه الحالة "المخيفة، لا يرتضيها لليبيا الأشقاء والأصدقاء(..) وظلت هما امميا، استدعى التدخل العاجل بالمساعي الحميدة، بين الفرقاء الليبيين، وتكللت هذه المساعي الاممية - أخيرا- بما بات يعرف بإتفاق الصخيرات، بعد جولات حوارية كثيرة ومضنية ". في الشأن السوري ، أعربت صحيفة (الراية ) في افتتاحيتها عن رفضها للضغوط التي تتعرض لها "المعارضة الشرعية " السورية من مختلف الجهات، خاصة من الولاياتالمتحدة وروسيا، مبرزة أن القضية "ليست في تحديد موعد انطلاق مفاوضات (جنيف 3 ) الخاصة بالأزمة السورية، وإنما فيما ستناقشه هذه الجولة في ظل محاولات البعض فرض إملاءات وشروط من أجل إطالة أمد الأزمة ." وطالبت الصحيفة المجتمع الدولي بأن تقود هذه المفاوضات إلى قيام حكومة انتقالية وفقا لمقررات (جنيف1 ) " بحيث لا يكون فيها مكان للأسد ونظامه"، مشيرة الى ان المعارضة من هذا المنطلق "ترفض الإملاءات كما ترفض الشروط التي يحاول المبعوث الدولي فرضها عليها ". وفي البحرين، استعرضت صحيفة (الأيام) عوامل عدم استقرار العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، مشددة على أن تعامل دول المجلس مع طهران بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، يجب أن يتم وفق قواعد صارمة لحماية هذه الدول من "الأطماع الإيرانية المثبتة على مر التاريخ". وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان "العلاقات الخليجية الأمريكية في مهب الريح"، أن التاريخ يؤكد أن الولاياتالمتحدة تربط علاقاتها الدولية بمصالحها، وتقوم بتغيير تحالفاتها مع تغير هذه المصالح، مؤكدة أنه يتعين على دول مجلس التعاون الخليجي أن تعتمد هي الأخرى رؤية واقعية جديدة لعلاقاتها مع الولاياتالمتحدة تقوم على أسس مصالحها أولا وأخيرا. وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (الوسط) إن "(الخريف الطائفي) اختطف (الربيع العربي)"، وإن هذا الاختطاف قلب المعادلات رأسا على عقب، والدماء لازالت تسيل، والبلدان لازالت تتعرض للتدمير بسبب ذلك، مبرزة أن الوضع بصورة عامة يمر بمخاض عسير، والمستقبل ستحدده السنوات العجاف التي لازالت لم تنته بعد. وكتب رئيس تحرير الصحيفة أنه قبل خمس سنوات، خرج الشباب العربي مطالبا بالكرامة الإنسانية وبالحرية السياسية، ومنددا بالفساد والفقر والاضطهاد والظلم، وبدأت معالم السياسة الدولية تتغير مع انطلاق موجة من التفاؤل بحدوث إصلاحات سياسية واقتصادية، مستطردا أن "(الخريف الطائفي) غير المشهد السياسي، والآن لدينا انهيارات أو اهتزازات لأنظمة، وانتشار للإرهاب والفوضى والتخريب، وعادت القبضة الحديدية لتخنق الحريات العامة في الكثير من الدول بصورة لم تحدث من قبل (..)". وبلبنان، علقت صحيفة (الجمهورية) على المشهد السياسي بالقول إن الاهتمام بالملفات الداخلية وأبرزها الملف الرئاسي العالق، بدأ يتراجع أمام إعلان المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا موعد مؤتمر جنيف 3 في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، حيث ستبدأ المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السورية. وأشارت الى أن هذا المؤتمر سبقته "محطة بارزة" تتمثل في لقاء الرئيس الايراني حسن روحاني والبابا فرنسيس اليوم في الفاتيكان، قبل القمة الفرنسية الايرانية المرتقبة بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره الايراني غدا، والتي ستنعقد، وفق الصحيفة "على وقع رهانات لبنانية مقرونة بآمال البعض في أن تتمكن هذه القمة من تذليل العقبات من أمام الاستحقاق الرئاسي اللبناني". أما (النهار) فأشارت، نقلا عن أوساط لبنانية متابعة للزيارة المرتقبة للرئيس الايراني حسن روحاني للفاتيكان ومن ثم لباريس ولقائه نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند أن الجانب الايراني "لا يجد حرجا في أن يطرح الجانب الفرنسي في المحادثات ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان"، لكن جواب الرئيس روحاني، تقول الصحيفة، "معروف سلفا وتعلمه باريس وهو أن طهران لن تتدخل في الشأن اللبناني الذي هو على عاتق اللبنانيين أنفسهم".