أكد الدكتور سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أن المغاربة يعيشون لحظة تاريخية، سيُبنى فيها عهد جديد يتميز بفصل حقيقي للسلط وبديموقراطية حقيقة تقطع مع العهد السابق، مشددا في كلمة مقتضبة افتتح بها أشغال المجلس الذي يٍرأسه، على أن المغرب يخوض تجربة جديدة وبات من الضروري حماية "هذا المكسب" وإلا فإن المغرب سيفقد موعده مع التاريخ، كما أبرز العثماني في الكلمة ذاتها أنه لأول مرة يعرف المغاربة من سيضع الدستور ولأول مرة يشاركون في تقديم مقترحات لتعديله. وذكّر رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية بأن حزبه كان دائما مطالبا بضرورة معالجة ما اعتبره خللا يعتري السياسة في المغرب قاصدا النهج التحكمي في المسار السياسي للبلاد، وبأن المجلس الوطني لحزبه دعا في دورات سابقة إلى تحييد وإبعاد وزارة الداخلية عن العمل السياسي، لإعطاء "معانٍ جديدة" للمنافسة السياسية وإرجاع الثقة للفاعلين السياسيين على حد قوله. وحيَّى العثماني في الكلمة المشار إليها المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم العبادلة ماء العينين عضو المجلس الوطني للحزب، وهو ما قابله رفاقه في المجلس الحاضرين في القاعة بالتصفيق والشعارات المنددة بالاعتقالات السياسية وما قالت عنه شعاراتهم محاكمات صورية. ويعقد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية الذي يُعتبر بمثابة برلمانٍ للحزب، دورة استثنائية بالرباط اليوم السبت وغدا الأحد 2 و3 أبريل 2011، لمناقشة المذكرة التي تقدم بها حول الإصلاحات الدستورية، والتداول في الوضع السياسي العام وخيارات الحزب في المرحلة المقبلة حسب ما يوضحه جدول أعمال الدورة المنشور على الموقع الاليكتروني للحزب. ويرى متتبعون للمشهد السياسي المغربي أن النقاش في الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للعدالة والتنمية سيكون ساخنا، وسيجد فيه الأمين العام عبد الاله بنكيران نفسه وجها لوجه مع أعضاء المجلس الذين "تمردوا" على قراره وشاركوا في مظاهرات 20 فبراير و20 مارس، ولا يُستبعد حسب المتتبعين أن يستأثر اللقاء الذي جمع بنكيران بإلياس العماري بالنقاش الطويل، خاصة أنه أثار حفيظة قياديين في الحزب مستنكرين على أمينهم العام اجتماعه بالعماري المصنف على أنه عدو لذوذ للحزب، في الوقت الذي لم يكلّف فيه نفسه –أي بنكيران- عقد لقاء مع من اتُّخِذ في حقهم قرار "بالمتابعة" بعد توقيعهم بلاغ المشاركة في مظاهرات 20 فبراير، ونُقل كذالك عن أعضاء في المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أنهم سيطالبون بإصدار بلاغ حول لقاء الأربع ساعات الذي جمع بنكيران والعماري، يوضح المواضيع التي أثيرت في اللقاء.