عقد مجلس النواب المغربي زوال الجمعة ، جلسة انتخاب الرئيس الجديد لمجلس النواب ، بمناسبة الدورة الربيعية للموسم البرلماني الجاري ، وتم انتخاب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي عبد الواحد الراضي رئيسا للمجلس ، بأغلبية نسبية بلغت 119 صوتا ، فيما حصل المرشح المنافس ، قيادي حزب العدالة والتنمية الإسلامي سعد العثماني على 76 صوتا ، بعدما اضطر المنافسان إلى تنظيم جولة ثانية للحسم في رئيس الغرفة الأولى . وصوت على الراضي نواب الكتلة والمكونة أساسا من أحزاب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال و التقدم والاشتراكية ، بالإضافة إلى الاتحاد الدستوري ، والذي برر تصويته لمرشح الأغلبية رغم أنهم في المعارضة ، بكون التصويت للراضي جاء بناء على علاقتهم الطيبة بشخصه ، وليس وفق انتمائه الحزبي والسياسي . وبخصوص ، تقدم حزب العدالة والتنمية بالمرشح المنافس للراضي في جلسة الانتخاب لأول مرة في تاريخه ، فاعتبره مرشح الحزب سعد الدين العثماني ممارسة فعلية لقواعد الديمقراطية والتي تقتضي وجود مرشحين ذو برنامجين مختلفين ، بدل الركون إلى الهامش . وسجل في جلسة الانتخاب تصويت الأحزاب اليسارية لسعد الدين العثماني وبعض الأحزاب الغاضبة من حزب التجمع الوطني للأحرار ، في الوقت الذي يوجد منافس ثان ذو توجه يساري ، بينما اختار حزب الأصالة والمعاصرة المشاركة ب 36 صوتا ملغاة ، ملفتا الانتباه إلى أنه لن يصوت للأغلبية التي يعارضها بشكل كلاسيكي . والخاسر الأكبر من جلسة الانتخاب هذه ، هو حزب التجمع الوطني للأحرار ، والذي فقد منصبين رئيسيين في الحياة السياسية المغربية في وقت قياسي . واعتبر المراقبون المغاربة إعادة انتخاب الراضي بعثا جديدا للدبلوماسية البرلمانية والتي جمدت في عهد الرئيس التجمعي السابق مصطفى المنصوري .