هناك صفات مشتركة بين الرجال لا تفهمها النساء، كما أن هناك صفات مشتركة بين النساء لا يفهمها الرجال. ويؤثر هذا على أساليب التواصل وردود الأفعال والتوقعات وطريقة التفكير. ومن الخطأ توقع أن الرجال والنساء يفكرون ويشعرون ويتواصلون بطريقة متشابهة ، لأن هذا الخطأ يؤدي إلى الإحباط والفشل في العلاقات الزوجية بصفة خاصة و العلاقات الأسرية بصفة عامة.. طباع المرأة تختلف كثيرا عن طباع الرجل، هذه الطباع يجهلها أغلبية الرجال، فلا يعرفون كيف يتعاملون مع المرأة، ولا فهمها كما يجب، مما يسبب الاستياء الكبير للمرأة والرجل على حد سواء. في حياة المرأة التفاصيل الصغيرة والأشياء التافهة لها أهمية كبيرة، فحينما يشبع الرجل هذا الطبع لديها، فهي تشعر بأنها محترمة ومحبوبة، وتبدأ بتقديره على أكمل وجه و هذا هو الذي يريده. إن الأشياء الصغيرة بالنسبة للمرأة مهمة بنفس قدر الأشياء الكبيرة، لكن يهوين الرجال كثيرا من قيمة الأشياء اليومية الصغيرة، مما يجعل الحياة بين الرجل والمرآة تعيسة، ويضيع الحب بينهما، قال أحد العلماء: “ليس ضياع الحب هو الذي يشقيني، ولكن الذي يشقيني أنه ضاع بسبب أشياء صغيرة”. صور هذه الأشياء الصغيرة كثيرة ومتعددة، مثل إيصال رسول الله صلى عليه وسلم زوجته السيدة صفيَّة -رضي الله عنها- إلى الباب عندما أتت لزيارته بالمسجد ، فقد جاء في صحيح البخاري ، أن أم المؤمنين صفية -رضي الله عنها -جاءت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، فتحدَّثت عنده ساعة من العشاء، ثم قامت تنقلب، فقام معها رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وكهذا الشاب الذي اعتاد أن يتصل بأمه من العمل مرتين في اليوم حتى موتها، وكزوج خصص بعض الوقت لزوجته، ودرب نفسه على الإنصات لها، أو مدح ما تقوم به من طبخ، وتدبير أمور البيت، وتربية الأبناء، أو التنويه بمظهرها، أو السؤال عن حالها إذا كانت مريضة، أو التعاطف مع مشاعرها عندما تشعر بالضيق. وكاب اقتطع ساعة من برنامجه الأسبوعي لابنته، للخروج معها أو الحديث إليها... إنه لسحر كبير حين يقوم الرجل بعمل الأشياء الصغيرة للمرأة، فيظهر لها بذلك أنه يحبها، وأنه يفكر فيها ، ويريد أن يدخل السرور إلى قلبها وإسعادها، فينجح في إرضاء أول حاجة أساسية طبيعية لديها، ألا وهي الاهتمام، فتبدأ المرأة في الثقة به بشكل أكبر وتصبح أكثر تقبلاً له وأكثر تفتحاً عليه .. فلماذا نبخل على المرأة أُمَّاً وابنة وزوجة بهذه الأشياء البسيطة والتافهة؟ لنتذكر جميعا أننا سنعيش حياة واحدة، وسوف نمر من هذا الطريق مرة واحدة فقط ، لذلك فإن أي خير يمكننا القيام به، وأي عطف يمكننا أن نظهره لأي إنسان سنقدمه الآن، لن نؤجله، أو نغفله، لأننا لن نعبر هذا الطريق مرة أخرى.