احتفى المغرب باليوم الوطني للكاتبة المغربية، الموافق ل 9 مارس من كل سنة، مع سعي حثيث من طرف المبدعات والأديبات المغربيات إلى خدمة الإبداع بصيغة المؤنث، في أفق إيلاء المبدعة الاهتمام الذي تستحقه، وذلك بعد أن استطاعت أن تثبت نفسها وإبداعاتها داخل المغرب كما خارجه. واعتبرت رئيسة رابطة كاتبات المغرب، عزيزة يحضيه عمر، أن "تداخل الفعل الثقافي مع حضور الكاتبة والمبدعة المغربية سينتج مزيجا نحو خلق الرقي والتربية والحماية من أي منزلقات فكرية قد تجر نحو التطرف والإرهاب"، وترى الشاعرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن من شأن المثقفة والكاتبة المغربية أن تدعم التغلب على مشاكل اجتماعية وتنموية وسياسية، كما تعمل على استقرار مجتمعها. يحضيه عمر أبرزت، خلال حديث جمعها بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المثقف يجب أن يحمل مشروعا مجتمعيا بديلا، قصد رفع مستوى الخطاب والتأسيس للاحترام ودعم مفهوم التنمية، داعية المثقفين المغاربة إلى تحمل مسؤولياتهم في إطار التطور النوعي الحاصل بالمغرب، متابعة بالقول: "إذا كنا بعيدين عن قضايا المجتمع، فنحن نجرم في حق شريحة كبيرة". من جهتها أعربت الشاعرة المغربية أمينة المريني عن تفاؤلها الكبير بما آلت إليه وضعية المثقفات والكاتبات المغربيات، قائلة: "أعطت حقوق الإنسان ومدونة الأسرة والدستور دفعة جديدة للمرأة المغربية كاتبة ومبدعة، أو غيرها". وأفادت الحائزة على جائزة الثقافة والإعلام عن ديوانها "ورود زناتة"، بأنها متفائلة كذلك من الناحية الكمية، بالنظر إلى العدد المتزايد للأديبات والكاتبات، مشيرة إلى أن المرأة باتت تغزو أفق الكتابة أكثر فأكثر، وأصبحت بعض من الأعلام مشهورات ومعروفات في هذا المجال، الذي كان ذكوريا إلى وقت قريب، لتقتحمه المرأة بكل قوة وعن جدارة واستحقاق، كما غدت تكتب في مجالات جديدة، وهو الأمر الذي يبشر بتعزيز مكانتها أكثر. أما القاصة فوزية حجبي، فأكدت أنها فخورة بالمغربيات اللواتي نجحن في التألق في مهن عديدة كما المجال الإبداعي، فضلا عما أسمته "الطفرة المميزة والمتفردة للكاتبة المغربية بكل إنجازاتها"، موضحة أن واجهات المكتبات ومعارض الكتب تشهد منشورات كثيرة ما بين الرواية والقصة القصيرة والشعر والقصاصة تعود كلها لسيدات، بالإضافة إلى التميز الحاصل على مستوى المقالة التي تعكس نضج القلم الإبداعي. "تسعدني كثيرا حركية المرأة في المجال الإبداعي في اتجاه إثبات الذات"، تقول صاحبة المجموعة القصصية المخصصة للأطفال "شجرة الخيرات"، لافتة إلى عدد من الإشكاليات التي تعانيها الكاتبات؛ من قبيل محدودية القراءة وأزمة التوزيع، وكذا الجمهور المحدود الذي يحضر حفلات توقيع الإصدارات الجديدة، مستطردة: "الكتب والإبداعات تبقى رهينة الرفوف على الرغم من الإبداعات المميزة الكثيرة". جدير بالذكر أن "رابطة كاتبات المغرب" حرصت، بدورها، على تخليد هذه الذكرى، عبر تنظيم حفل ثقافي، تحت رعاية الملك محمد السادس، بحضور أزيد من 120 كاتبةً وإعلامية من المغرب وموريتانيا وليبيا وتونس والجزائر والبحرين.