انطلقت، مساء اليوم الجمعة بالداخلة، فعاليات ملتقى كاتبات الرمال، الذي تنظمه رابطة كاتبات المغرب، من سادس إلى ثامن دجنبر الجاري، تحت شعار "الكتابة تواصل وهوية". ويشارك في هذا الملتقى، الذي ينظم بتعاون مع وزارة الثقافة، وبشراكة مع وكالة تنمية أقاليم الجنوب، وبدعم من ولاية وجهة وادي الذهب لكويرة، حوالي 45 كاتبة وإعلامية. وأبرزت رئيسة الرابطة عزيزة عمر يحضيه شقواري، في كلمة خلال افتتاح الملتقى، أن هذا اللقاء هو بمثابة "رحلة إبداعية لنساء مبدعات" إلى عمق الجنوب المغربي من أجل المساهمة في إغناء المشهد الثقافي وتقوية أواصر التواصل الثقافي والإبداعي بين مختلف جهات المملكة والانفتاح على الثقافة والأدب الحسانيين. وذكرت بأهداف الرابطة كمشروع ثقافي يتوخى إشراك المرأة المبدعة في الفعل الثقافي المغربي بمختلف تجلياته، وبما يحمله من تنوع وغنى، والاحتفاء بإبداعات الكاتبات المغربيات في إطار مفتوح على الكتابات النسائية يسعى ليكون شريكا في تدبير الشأن الثقافي المغربي بصوت ووعي وعقل المرأة المغربية. وأشار والي جهة وادي الذهب لكويرة عامل إقليم وادي الذهب حميد شبار، من جهته، إلى أهمية هذا اللقاء الثقافي الذي تستقبل فيه مدينة الداخلة ثلة من المبدعات أبين إلا أن يحتفين بالإبداع بأرض "التيرس" وهن ينظمن ملتقى كاتبات الرمال في نسخته الأولى. وأشار إلى أن هذا الملتقى سيجسد التفعيل الأمثل لمقتضيات الدستور الجديد للمملكة من خلال الاحتفاء بالثقافة المحلية في أبعادها الوطنية والإنسانية والكونية. وذكر بعدد من الملتقيات الثقافية التي احتضنتها مدينة الداخلة في مجالات إبداعية كثيرة كالمسرح والسينما والموسيقى والتشكيل، مؤكدا أن "الكتابة الإبداعية من منطلق اشتغال هذا الملتقى في مستقبل دوراته، يجب أن تنحو في اتجاه جعل الترجمة بالقلم، أكبر سفير لبلادنا، ليس للتعريف بجغرافيته وتاريخه فحسب، بل بنهضته التنموية ونصرة قضايانا العادلة لدى مختلف أقطار المعمور، ومن ضمنها القضية الأولى لوحدتنا الترابية". ودعا المبدعات المشاركات في هذا اللقاء إلى ترجمة الأعمال الروائية والقصصية لسيناريوهات سينمائية لإبراز أوجه خفية ومتنورة من ثقافة الصحراء المغربية، ورفع ملتمس للمنظمات الدولية المهتمة كاليونسكو لاعتماد سفيرات لأدب الصحراء. وألقيت خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى، الذي حضره برلمانيون ومنتخبون وفاعلون محليون ومهتمون بالشأن الإبداعي، كلمات أجمعت على أهمية هذا اللقاء الثقافي والإبداعي والعرس التواصلي بين كاتبات ومبدعات يمثلن الفيسفساء الثقافية المغربية في مختلف مناطق المغرب بتنوعه وحمولاته الثقافية والحضارية. وقدمت الروائية والشاعرة زهرة زيراوي شهادة بوح إبداعي لعلاقتها بثقافة الصحراء مع التذكير ببعض أعلامها، فيما قدمت الناقدة والمبدعة زهور اكرام قراءة بطعم ونكهة المرأة المغربية المبدعة مبحرة في عوالمها كفاعل سياسي وإبداعي ومذكرة بالكثير من الأصوات والأقلام النسائية المغربية وإبداعاتهن الفكرية في محطات زمنية مختلفة في فترة الاستعمار وبعد الاستقلال. كما قدمت المبدعات حليمة زين العابدين وعائشة البصري ونعيمة الحمداوي وخديجة ايكن وخديجة الحمراني وعواطف الإدريسي بوخريص قراءات في بعض إبداعاتهن التي تنوعت بين الشعر والقصة والزجل. وتضمن برنامج الملتقى في يومه الأول أيضا تنظيم معرض لكتب المشاركات وحفل توقيع جماعي. وسيتم يوم غد تنظيم ندوة حول موضوع "الكتابة تواصل وهوية"، وجلسة نقدية للناقدة سعاد مسكين حول موضوع "الكتابة النسائية .. الذات والهوية الأنثوية"، بالإضافة إلى تنظيم عرض للأزياء خاص بالقفطان المغربي للمصممة العالمية المغربية زهرة السملالي.