استفزني إلى درجة الغثيان ما تعيشه القناة الثانية من فوضى. ولن أفاجئ أحدا إذا قلت إننا نحن كمستخدمين مسؤولون عن هذا التردي قبل الإدارة بمختلف مصالحها "فكيفما تكونون يولى عليكم". صحيح هناك دائما، في كل مكان و زمان، أرواح ظالمة لديها تعطش للتسلط، لكن الظالم و المستبد لا يستطيع التطاول على الحقوق إلا إذا وجد نفوسا مريضة ألم بها داء الأنا المتضخمة أو السكيزوفرينيا أو الوصولية و الزبونية.. مما يسهل على المستبد خلق الشقاق بين هذه النفوس، أوالانفراد بكل نفس على حدة و تحطيمها، وساعتها لا يبقى لها سوى العويل في الكولوارات. ومع مضي الوقت تستطيب هذه النفوس المحطمة هذا الوضع، و دون أن تعي تساهم في استمرار انتصار الإدارات السيئة. " ألا يليق بنا أن نتوفر على قدر بسيط من الأخلاق التي نسعى كأباء وأمهات أن نلقنها كل يوم وساعة لأبنائنا... ألا يحدث كل لحظة أن يتواجه الواحد فينا مع ابنه أو بنته و يخاطبه: "عفاك أولدي ما تكدبش. عفاك ولدي ما تنافقش. علا ش أولدي انت أناني، حشومة.." لماذا لا يضرب الواحد منا صدره بقبضة يده بقوة و يقول لنفسه كل يوم: لا تكذب، لا تنافق، كن حقانيا. في القناة الثانية لسنا شيئا بدون نقابتنا. ليس لأن النقابة هي الإطار للدفاع عن حقوقنا، بل لأنها هي أرقى أشكال الدفاع عن الروح الجماعية الشفافة في لحظات الكدر والتردي، و في ساعات الفرح و الانتشاء. لكن نقابتنا يتم تهريبها عن مهمتها الأساسية التي هي : الدفاع عن مصالح و حقوق مستخدمي القناة الثانية، التي وحدها تكفل الرقي بالقناة الثانية إعلاميا. طيب، من يقوم بتهريب النقابة عن هويتها و أهدافها؟ سأتحدث عن عمليات التهريب، التي يظهر أنها غير مدركة من طرف الكثيرين منا ، و أترك لكم مهمة البحث عن الفاعلين: 1-أبدأ بالقضية الكبرى المتعلقة بتقلبات المغرب السياسية. هذه مسألة عظيمة القدر تستدعينا كمواطنين و مهنيين أن ننخرط فيها، ونناضل من أجل الوطن الذي ننشده، و لو أن بؤس الساسة و السياسة في بلادنا، والخوف من المجهول، وأمراض الوصولية والانتهازية، كلها أمراض جعلت كل جماعة تنشد مغربا خاصا بها، لدرجة أن البعض يعتقد أنه بقرار تنظيم وقفة لأجل الملك يوم 9 مارس يخدم المغرب. و المؤكد أنه سيضر الملك والمغرب، فالمغاربة كلهم ملكيين فلماذا هذا العبث بالحقائق الذي قد يأتي لا سمح الله بالطاعون. يجب على نقابتنا إذن أن تهتم بهذه القضية الكبرى و تساهم في هذا المخاض، لكن ليس بالطرق التي اتبعتها لحد الآن، إن أعظم مساهمة يمكن أن تقدمها نقابتنا هي أن تصعد النضال داخل دوزيم من أجل دوزيم بأبناء دوزيم، حتى تنبعث من الأنقاض لتؤدي واجبها الاعلامي التقدمي. إذا استطعنا ان نحقق مطالبنا الصغيرة في دوزيم سنقدم دفعة قوية لتغيير أشياء كثيرة في المغرب. وأعتقد أن التيار الذي يزج بالنقابة في خضم القضايا الوطنية الكبرى يعرف أنه لا يدفع بالنقابة إلى الأمام بل يدفع بنفسه إلى الأمام في إطار علاقات عامة لا تنفعه إلا هو. وهنا ينبغي أن أسجل شعورا أوقفني طويلا. إنني أحترم السيد الوافي وأثق فيه كثيرا، لكنني تمنيت لو لم ينجح في انتخابات المؤتمر الوطني للاتحاد المغربي للشغل، فقد شرد منا. و لو كان موجودا روحا وعقلا ما سمح بانزياح النقابة. إليكم الأخطاء المتعلقة بقضية الوطن الكبرى: * إن تنظيم وقفة أولى تتعلق بمطالبنا المهنية، وجلب بعض شباب وقفة 20 فبراير إلى داخل القناة للمشاركة فيها، وإعطائهم الكلمة. هذا غير لائق، و أكثر من ذلك هذا باطل. قد يقول قائل: المكتب النقابي له تفويض و قد اجتهد؟ فأقول إن المكتب النقابي له تفويض أساء التصرف فيه. إننا جميعا مع حركة 20 فبراير، لكن لا ينبغي استعمال النقابة أداة في أيدي بعض المتسيسين من أعضاء المكتب. بإمكاني أنا حسن الرميد، الذي لا أعبر إلا عن نفسي أن أقول لشباب 20 فبراير "تعالوا ساندونا في وقفتنا غدا"، و يتعين على النقابة أن تقول لي، إن كانت تدرك هويتها و دورها " الرميد، أطلب منهم أن يساندونا في مكانهم و في وقفاتهم، أما داخل القناة فلا يجوز، وهو أمر غير قانوني". أتعرف نقابتنا العزيزة أنه لا يمكن للاتحاد المغربي للشغل أن يسمح لغريب أن يدخل في وسط و قفة احتجاجية لمناضليه في أحد القطاعات، فيمكن أن يعتقل و لا تستطيع أن تدافع عنه. و إذا كثر الغرباء يمكن أن تتدخل السلطة لمهاجمة الوقفة، و يمكن للسلطة أن تأخذ وجود الغرباء ذريعة للتعسف على النقابة. أتعرفون لماذا ظل الاتحاد المغربي للشغل صامدا رغم الزوابع و المكائد التي حيكت ضده ؟ لأنه أبقى السياسة والسياسيين بعيدين عن التأثير في خطه النقابي. * إزاء هذه القضية الكبرى في وطننا، اجتمعنا اجتماعين حضرهما جمع كبير من المستخدمين، و قد أصررت أكثر من مرة على إبداء ملاحظاتي حتى أزعجت الأخ بوزافور. وللأسف لم تؤخذ بعين الاعتبار رغم أنها ليست مجرد وجهات نظر، و إنما هي تصويب تشريعي لتجنب انحراف النقابة. جاء البيان النهائي، الذي حضرت صياغته دونما رضى مني و لو نسبي على مضمونه. لقد قلت أن غالبية المطالب تجعل من نقابتنا القطاعية كأنها حزب سياسي: - أولا، لا توجد نقابة تدعو إلى الحوار. النقابة تطالب بحقوق و الباطرون يدعوها للحوار، فبالأحرى أن تدعو لحوار وطني من أجل الإعلام. النقابة القطاعية الخاصة بدوزيم تتكلف بكنس بيتها، و إن لم تستطع تصمد حتى تتمكن من كنس بيتها. من له رغبة أن يصبح شخصية وطنية فليذهب إلى الرباط حيث تتقرر المصائر الوطنية. من يسبح في هذه الشعارات الوطنية ليست له مشاكل وهموم يومية في دوزيم. من يريد من نقابة إقطاعية أن ترفع مطالب إعادة النظر في الهاكا و إلغاء وزارة الاتصال يجب أن نتوسط له ليدخل إلى حزب ينسجم مع أفكاره. فهو شخصية عظيمة أكبر من قدرنا، و هو شخصية خطيرة لا يريد لنقابتنا أن تحقق شيئا. * إزاء هذه القضية الكبرى في وطننا، و هي مخاض الديموقراطية و كيفية تعامل دوزيم معه. كان حريا بنقابتنا - وهي قوة اقتراحية تجمع خيرة المهنيين - أن تراسل الإدارة و إدارة الأخبار و إدارة البرامج، و تطلب إليهم أن يمدوها بتصور عن الحملة الإعلامية المفترض القيام بها دعما للحركية الوطنية من أعلى قمة في البلاد إلى تفاصيل و مفاصل المجتمع. أو كان بإمكان النقابة أن تقدم تصورا لما يجدر القيام به في سبيل تحقيق الشفافية و التنعددية ، و في سبيل إبراز مشاكل المغاربة الحقيقية. و عند عدم استجابة الإدارات الثلاث لروح التعاون. يشرع في رصد ما تقوم به القناة، و في حالة الوقوف على يبعدها عن قيم المهنة و شروطها يتم فضح ذلك، و تصعيد النضال. هكذا يمكن للنقابة أن تقدم الخدمة الحقيقية لهذه الحركية الكبرى في المغرب. قد يقول قائل: "سيكون الأمر مجرد مضيعة للوقت. لن يستجيبواّ". و ما أدرانا. المعارك لا تخاض بالتخمينات. بل بالسلاح و سلاح النقابة هو الوثائق. و على ذكر الوثائق. هل قامت النقابة بأوليات وأساسيات عملها، و هي التقارير و التحقيقات: - هل لديها وثائق و إحصائيات عن الصحفيين و التقنيين و الأطر الذين يعملون و الذين همشوا؟ - هل لديها وثائق عن وسائل الإنتاج في القناة؟ - هل قامت بتحقيقات عن "إشاعة" أن إدارة الأخبار تستأثر بغالبية إمكانات القناة ؟ أقول إشاعة ذلك أنه ما لم توجد فيه تقارير، يبقى في نظر القانون و العمل النقابي مجرد إشاعة. - هل تعرف أجور كل المستخدمين حتى يمكن لها أن تتخحدث عن العدالة و تضرب الطاولة؟ ملفات كثيرة لا تتوفر عليها نقابتنا، وعوض ذلك تريد أن تغادر عين السبع في اتجاه الرباط. 2- في إطار تبادل القصف بين السيدة سميرة سيطايل والسيد عبد الرحيم تفنوت، والذي فرض علينا لأنه اقتحم كومبيوتراتنا. إن التهم التي وجهت إلى زميلنا لم يقم هذا الأخيربتكذيبها. و هذا يطرح على النقابة مشكلة كبيرة. لا يجوز أن يقوم شخص من مستخدمي القناة الثانية بمهاجمة زميل له أمام الناس و يحمله عورات القناة.لا أريد أحدا أن يختلف معي في هذا الطرح - أعلن بداية أنني أشمئز من قابلية بعض الصحفيين في الأخبار لقلب الحقائق و تحويل الأسود إلى الأبيض. فالصحفي مثل عالم الدين يجب أن يكون أمين هذا الشعب. وحتى إذا لم يكن يستطيع رفض التوجه المريب المأمور به، فليناور ولا يصدم الناس، والله وكيله - قلت لا أحد سيختلف مع في طرحي لسببين: * أولا، إذا رضينا، خصوصا النقابة، بإهانة بعضنا البعض أمام الرأي العام، فما الداعي لأن نرسل البلاغات للصحف دفاعا عن سمعة صحفيينا، و نجلب شبابا من حركة 20 فبراير، و نشحنهم ليخطبوا فينا قائلين "حنا عارفين أن صحفيي القناة مهنيين أبرياء من الرداءة . * ثانيا، يمكنني أنا حسن الرميد، الذي لا أعبر إلا عن نفسي أن أنفعل وأقع في خصام مع زميل لي في الأخبار مثلا. و لكن لا يجوز بالمطلق أن يقوم عضو بالمكتب النقابي أن يقوم بذلك و أمام الناس. 3-مؤخرا، قام مستخدمو دوزيم (لي فري لانس) بوقفة احتجاجية من أجل ترسيمهم. هذا حقهم و مغامرتهم، وأنا أشد على أيديهم و أحس بهم لأنني مررت من هذا الوضع، وأعرف المعاناة المترتبة عليه. و قد شاهدت الأخ بوزافور يقف معهم و يحمل الشارة. ما معنى ذلك؟ إنه يعني أن النقابة منحت هؤلاء الشباب غطاءها، و هذا يعني أصبحت هي المنظمة. وهذا خطأ، أولا من حيث التوقيت: نحن في معركة من أجل إصلاح دوزيم، حين سيتحقق الإصلاح أوتوماتيكيا سيتم البث في قضية الفري-لانس، أما إثارتها معزولة ستشوش على المعركة دون أن يتحقق الهدف. الأخ بوزافور يدرك أن هذه هي الحقيقة. و ما حركه مجرد محاباة، النقابة لا يجب أن تحركها دوافع إنسانية أو علاقات عامة. النقابة تحركها العقلانية. ثانيا، وضع الفري-لانس وضع إداري سليم، هؤلاء الشباب والنقابة أيضا - ربما- يرغبون في تطوير وضعهم. ولكن تشجيعهم على الاحتجاج من طرف النقابة في هذا الظرف العصيب، يمكن أن يدفع الإدارة إلى اتخذا إجراءات قاسية في حقهم. وهنا لا يمكن للنقابة و لا حتى للعدالة أن تقف إلى جانبهم؟؟ 4- في مسألة التنسيق مع نقابات "الإرتم"، في العمل النقابي. لم أفهم أبدا لماذا؟ هل مشاكلنا و مطالبنا واحدة؟ ربما نلتقي في مسألة واحدة، وهي أساسية في الحقيقة، وتتعلق بمطلب الحق في الخبر والحق في الانفتاح على المغاربة وعلى تطوير إعلامنا مهنيا على قاعدة " الأصل في الصحافة هي الحرية". وهذا مطلب وطني سيتحقق بدون حاجة إلى تنسيق. ما يلزم نقابتنا في أن تنسق فيه مع نقابات "الإرتم" ليس بوسع هذه الأخيرة أن تخوض فيه: - هل يمكنهم أن ينتفضوا إلى جانبنا من أجل عدالة في توزيع دعم الدولة؟ - هل يمكنهم أن ينتفضوا من أجلنا في الحصول على نسخ من أرشيف القناة الأولى؟ - هل يمكنهم أن ينتفضوا من أجلنا في الحصول على نفس الحظوة و الموقع الذي لديهم في الأنشطة الملكية؟ - نحن بالنسبة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بعيدون، وحدها نقابتنا تحمل شعار "إننا جزء من هذه القطب العمومي" في الوقفات. في الوقت الذي لا توجد فيه أي علاقة، سوى رئيس مشترك لدينا إحساس أنه يتعمد إهمالنا. * من أسرة 2M