انتقادات شديدة وجهها إبراهيم الفاسي الفهري، الرئيس المؤسس لمعهد أماديوس، إلى بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، على خلفية التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بخصوص قضية الصحراء، مشيرا إلى أنها تتماشى تماما مع أطروحة "البوليساريو" والجزائر، منبها إلى الدلالة المكانية التي صدرت منها، وهي الجارة الشرقية الجزائر. وعبّر الفاسي الفهري، في بيان توصلت به هسبريس، عن استغرابه بخصوص ما صدر عن بان كي مون من عبارات، ووصفه للصحراء ب"المحتلة"، قائلا إن فيها "إهانة للحكومة والشعب المغربي"، منبها إلى أن كي مون ورغم وجوده بالجزائر لم يكلف نفسه عناء الحديث عن مسؤوليتها التاريخية في النزاع، كما لم يأت على ذكر تدهور الأوضاع بمخيمات تندوف، مشددا على أن هذا "انحياز كبير من قبل مسؤول أممي تتطلب مهمته الحياد". واعتبر رئيس "أماديوس" أن كلام بان كي مون الأخير "مثير للقلق ويكتسي خطورة غير مسبوقة"، لاسيما وأن العبارات التي تفوه بها تتناقض تماما مع القانون الدولي ومع قواعد الحياد التي تفرضها الممارسة الأممية. المتحدث أوضح أنها المرة الأولى التي "يتجرأ" فيها مسؤول أممي على التفوه بمثل العبارات الصادرة عن بان كي مون، كما أن الهيئات الرئيسية للأمم المتحدة، سواء تعلق الأمر بمجلس الأمن أو الجمعية العامة، لم يسبق لها أن استخدمت عبارة "احتلال" في أي من قراراتها منذ عام 1980. ووصف الفاسي الفهري سلوكيات ومواقف المسؤول الأممي خلال جولته بالمنطقة ب"الدنيئة"، موضحا أنه عمل على "تحريف الحقائق"، و"مس بمشاعر المغاربة المرتبطين بأقاليمهم الجنوبية". وذكَّر رئيس "أماديوس" بكون بان كي مون في نهاية ولايته على رأس الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن هذا لا يمنحه الحق في التفوه بالعبارات التي أطلقها، والتي تمس الوحدة الترابية للمملكة. الفاسي الفهري أنهى كلامه بالقول إن تصريحات كي مون التي "تنحاز إلى الأطروحات الانفصالية"، سوف تزيد الوضع تأزما، وستساهم في خلق مزيد من تباعد مواقف الأطراف المتنازعة، وذلك على حساب الساكنة الصحراوية، وفي المقام الأول ساكنة مخيمات تندوف.