لم يتأخر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في الردّ على اتهامات المغرب بالانحياز لصالح أطروحة جبهة البوليساريو، حيث أكد بأنه يعتبر نفسه "شريكا حياديا في هذا الملف". موقف بان كي مون جاء تصريفه على لسان المتحدث الرسمي باسمه، فرحان حق، الذي قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الأمين العام يعتبر نفسه، إلى جانب منظمة الأممالمتحدة، شريكا حياديا في هذا الملف"، وأنه "فعل كل ما بوسعه من أجل تسوية الوضع الذي مضى وقت طويل على تواجده بالصحراء". وشدد الناطق الرسمي باسم الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة على أن هذا الأخير "أراد أن يضمن أن هذه الإشكالية موضوعة فعلا على الأجندة الدولية في السنة الأخيرة من ولايته"، وذلك في نفي لاتهامه من طرف الحكومة المغربية بالتخلي عن الحياد والموضوعية. وكانت الحكومة المغربية، بعد التصريحات التي أدلى بها كي مون في الجزائر ومخيمات تيندوف، قد نعتت الأمين العام ب"التخلي عن الحياد والموضوعية"، بعدما دعا، عند لقائه بالمسؤولين الجزائريين، إلى ضرورة إيجاد حل لقضية الصحراء بناء على تقرير المصير، في حين أنه اختار وصف علاقة المغرب بالصحراء باعتبارها "احتلالا". وفي الوقت الذي أكدت الحكومة المغربية أنها "تسجل بذهول استخدام الأمين العام عبارة "احتلال" لوصف استرجاع المغرب وحدته الترابية"، شددت على أن "هذا التوصيف يتناقض بشدة مع القاموس الذي دأبت الأممالمتحدة على استخدامه في ما يتعلق بالصحراء المغربية"، كما اعتبرت أن "استعمال هذا التوصيف ليس له سند سياسي أو قانوني ويشكل إهانة بالنسبة للحكومة وللشعب المغربيين"، معبرة عن "اندهاشها الكبير للانزلاقات اللفظية وفرض أمر واقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي بان كي مون، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة". وفي تعليقه على زيارة بان كي مون إلى المنطقة، قال عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن جولة الأمين العام الأمميّ لم تحقق أهدافها، كما لا يمكن الحديث عن سعيه إلى تقريب وجهات النظر وهو الذي لم يزر المغرب، باعتباره طرفا رئيسا، مضيفا أن "بلاغ الحكومة المغربية كان واضحا، ولابد لكي مون أن يعتذر، لأن ما ورد على لسانه يبقى دون سند قانوني، خاصة وأنه أعلن أن عدد ساكنة المخيمات يبلغ 200 ألفا". وتساءل البلعمشي، في تصريح لهسبريس، كيف لكي مون أن يتحدث عن احتلال المغرب للصحراء في إطار عدد من المجهودات التي تقوم بها الأممالمتحدة، حيث ضربها عرض الحائط، سواء كانت تصريحاته بقصد أو دونه، بينما المسؤول في المنظمة الأمميّة ينبغي أن يتمتع بالحياد. وتابع أستاذ العلاقات الدولية وهو يعتبر أن كي مون، قبل الحديث عن المساعدات والدول مانحة، من أجل دعم "الشعب الصحراوي"، كان عليه أن يتساءل عن مصير الأموال التي سبقتها في هذا التعاطي، "ما يبين أن تصريحات كي مون جاءت عن سوء نية، بعد تغييبه للأطروحة المغربية والحكم الذاتي والتنمية في الأقاليم الجنوبية" يزيد البلعمشي.