قضت محكمة جزائرية بحبس الزعيم السلفي عبد الفتاح حمداش ستة أشهر، بتهمة التحريض على قتل كاتب صحفي، بحسب مصدر قضائي. وقال المصدر القضائي الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن محكمة الجنح بولاية وهران(400 كلم غرب العاصمة الجزائر)، أصدرت اليوم حكما غيابياً بحق عبد الفتاح حمداش بالحبس ستة أشهر ثلاثة منها نافدة والأخرى غير نافذة (يقضيها طليقا تحت رقابة قضائية)، وغرامة مالية، في قضية رفعها ضده الكاتب الصحفي كمال داود بتهمة التحريض على قتله نهاية العام 2014"، ويعد الحكم غير نهائي ويمكن استئنافه في درجات التقاضي الأعلى. وكتب الزعيم السلفي، بصفحته على "فيسبوك" معلّقاً على الحكم، أن "من سب الله والقرآن واللغة العربية والثوابت الإسلامية بريء ولم تحكم عليه المحكمة بأي عقوبة، ومن طالب بحكم الله ونصرة الإسلام وتطبيق الشريعة ثلاثة أشهر حبس نافذة وثلاثة أشهر حبس غير نافذة". وكان النائب العام بذات المحكمة قد التمس مطلع الشهر الجاري عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا وغرامة 500 دولار في حق حمداش، قبل أن تصدر المحكمة حكمها اليوم. وكان حمداش وهو أحد رموز التيار السلفي في الجزائر نشر في دجنبر 2014 بيانا على صفحته الرسمية على "فيسبوك" جاء فيه "قد تطاول الجزائري الزنديق كمال داود على الله(..)، ومقدسات الإسلام، وجرح المسلمين وأبناءهم في كرامتهم وطعن في بلاد المسلمين ومجّد الغرب والصهاينة، واعتدى على اللغة العربية بالقدح". وتابع "ندعو النظام الجزائري إلى الحكم عليه بالإعدام قتلا علانية بسبب حربه الفاجرة ضد الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم وكتاب الله ومقدسات المسلمين وأبنائهم وبلادهم". وجاءت "فتوى" هذا الزعيم السلفي بعد أيام من تصريحات للكتاب كمال داود خلال مشاركته في حصة نقاش بقناة "فرانس 2" الحكومية الفرنسية حول رواية جديدة ألفها باللغة الفرنسية تحت عنوان "ميرسو تحقيق مضاد" وحققت نجاحا كبيرا في فرنسا. وقال داود خلال تلك الحصة في حديثه عن مقتطفات من روايته "أنا لا أشعر بجزائريتي والعربية ثقافة وموروث، أنا جزائري ولست عربي والعروبة احتلال وسيطرة، وعلاقة العرب بربهم هي التي جعلتهم يتخلفون". ونفى عبد الفتاح حمداش الذي حوكم طليقاً خلال جلسات المحاكمة سابقا أن يكون قد دعا إلى قتل الكاتب الصحفي، موضحاً أنه طالب فقط الدولة بالتدخل لحماية الدين الإسلامي. *وكالة أنباء الأناضول