في فصْلٍ جديد من مسلسل انهيار المنازل الآيلة للسقوط بالمغرب، انهارَ الجزءُ العُلوي من منزلٍ في حيّ العكاري بمدينة الرباط، اليوم الاثنين، دونَ أنْ يخلّفَ خسائرَ في الأرواح أوْ إصابات، لكنّه خلّفَ ذُعرا كبيرا في نفوس سكّانِ المنازل المجاورة. وحضرت عناصر الشرطة والوقاية المدنيّة إلى عيْن المكان، لكنَّ المثيرَ هو أنَّ السلطات، ورغم مرور ثلاث عشرة ساعة على الحادث، لمْ تفعلْ شيئا سوى إحاطة البيت المنهارِ جُزؤه العلوي بحواجز حديديّة؛ فيما ظل الزقاقُ مُغلقا بحطام البيت، ولم تجرِ إزاحته إلى حدّ الآن. والمثير أكثر هُوَ أنَّ أسرةً ما زالتْ تسكنُ إلى حدود الساعة في البيت، رغمَ انهيار جُزئه العلوي؛ فحسبَ شهادات سكّان يقطنون بزقاق "محمد السلاوي"، حيثُ يوجدُ البيت المنهار، فإنَّ سيّدة رفقة أبنائها ما زالتْ تسكنُ في الطابق السفلي، إذ خرجتْ لحظة وقوع الانهيار، قبل أنْ تعودَ في غيابٍ مأوى تأوي إليه رفقة أبنائها. "فينا هُوَ المخزن وفيناهوما المسؤولين؟"، يتساءل أحدُ الجيران باستنكار حينَ سألناه عن تعامل السلطات. مواطنونَ آخرونَ يأتونَ ويتأمّلون البيتَ المنهارَ، ثمَّ ينصرفون مردّدين: "لا حولَ ولا قوّة إلا بالله". ومن نافذة بيْتٍ مجاورٍ تُطلُّ سّيدّة عجوز، تتأمّل ركامَ البيت المنهار؛ فيمَا عمّال شركة "ريضال" يقومون بإعادة ربْط البيوت بالتيّار الكهربائي بعدما انقطعَ عنها. في نهاية الزقاق الضيّقِ الذي ينفتح عليه بابُ البيْت المنهار ثمّة بابُ مسجدٍ صغير علّق القيّمون عليه "إخبارا" من بضعِ جُمل، يخبرون فيه المصلّين بأنَّ البابَ أُغلق بسبب انهيار البيت المجاور، معَ طلبٍ بعدم استعماله. وتقولُ سيّدة تسكنُ في منزل مجاور للبيت المنهار إنَّ الانهيار كانَ سيؤدّي إلى كارثة لوْ تزامنَ مع صلاة الجمعة، إذ يمتلئ الزقاق بالمصلّين. وكانَ سكان زنقة محمد السلاوي يستشعرون خُطورةَ البيْتِ المنهار، والذي أصبحَ جُزؤهُ العلوي مهجورا منذ سنوات، بسبب وفاة مالكه، فيمَا ظلَّ الجُزء السفلي مُستغلّا من طرف مستأجرين. وقامَ السكان بعد انهيار مسجد البرادعين بمدينة مكناس، سنة 2014، بتوقيع عريضة يحذّرون فيها من خطورةِ البيت الآيل للسقوط على حياتهم، وسلّموها إلى القائد، وظلّوا ينتظرون منذ ذلك الحين أنْ تتحرّك السلطات، لكنْ دونَ جدوى، حسبَ ما صرّحتْ به سيّدة تقطنُ في بيت في الزقاق الذي يضمّ البيت المنهار. ويُناشدُ السكّانُ المجاورون سلطات الرباط بالتدخّل العاجل لحمايتهم من الخطر المحدق بهم جرّاء بقاء أجزاءٍ من الجزء العلوي للبيت المنهار، والتي قدْ تسقط في أي لحظة. "إنني وأبنائي نعيش في خطر دائم كلما هممْنا بالخروج من البيت أو بالدخول إليه؛ وعلى السلطات أن تُخلّصنا من هذا الخطر"، يقول رجلٌ يقطنُ في بيت مجاور للمنزل المنهار.