كشفَ وزيرُ التنمية الاجتماعية والتضامن السابق، سعيد السعدي، في ندوةٍ نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على هامش انعقاد الدورة الثالثة للجنتها الوطنية لحقوق المرأة، جانبا من كواليسِ إعداد الخطّة الوطنيّة لإدماج المرأة في التنمية إبّان حكومة التناوب التوافقي، والتي أثارتْ معارضة شديدة من طرف الإسلاميين. السعدي قالَ إنَّ "الإسلاميين خاضوا معركة شرسة لإجهاض الخطّة الوطنية لإدماج المرأة في التنميّة، لكنْهم ليسوا وحْدهمْ من أرعبتْهم، فإذا كانَوا قدْ عبّروا عن معارضتهم للخُطّة جْهرا، ونظموا مسيرة احتجاجيّة مليونية في مدينة الدارالبيضاء ضدها، فإنَّ الأحزاب "الإداريّة" بدورها لمْ تُرحّبْ كثيرا بها". وروى وزير التنمية الاجتماعية والتضامن السابق أنَّ وزيرا من أحد الأحزاب "الإداريّة" جاءَه في مجلس حكومي، بعْد الزوبعة التي أثارتْها الخُطّة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، وقال له "أسّي سعيد آشْ هاد الزوبعة اللي نوضتي لينا"، وأردف السعدي: "كان هذا إشكالا، لكنه لم يمنعنا من العمل". وأضاف السعدي أنَّ الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، والتي قال إنها جاءت "تنزيلا لالتزام حكومي قوي"، لمْ يحصل إجماع بين مُكوّنات حكومة التناوب على تنزيلها، إذ كانتْ أطراف من الحكومة ضدّها، ولمْ يدعمْها سوى حزبان أو ثلاثة؛ فيما تراجعَ الحزب الرابع، "مْلّي شافْ القضية كاتصعاب"، وفق تعبير الوزير السابق. الوزير السابق قالَ إنَّ المرحلة التي أعقبت التحكيمَ الملكي عرفتْ معركة من طرف الإسلاميين في البرلمان (إسلاميو حزب العدالة والتنمية) بخصوص مسألة القِوامة، قائلا: "الإسلاميون قاموا بمعكرة في لجنة التشريع من أجْل الإبقاء على القِوامة، لأنهم فهموا التدبيرَ المشترك لشؤون الأسرة خطأ، لكنّهم اضطرّوا في النهاية إلى السير في الإجماع". ويبْدو أنَّ السعدي لمْ يكن "راضيا" عن إحالةِ الخطّة الوطنيّة لإدماج المرأة في التنمية على التحكيم الملكي، فرغم أنَّ تدخّلَ الملك لمْ يمنع من مناقشة مشروع الخطّة في البرلمان، إلا أنَّ السعيدي قال إنّ مسلسل اتخاذ القرار يجبُ أنْ يكون واضحا، عبرَ وضعِ مسطرة ديمقراطية، تجعلُ مشاريع القوانين تُحالُ مباشرة على البرلمان. من جهة أخرى، قلّلَ القيادي السابق في حزب التقدم والاشتراكية من أهمّية صندوقَ التكافُل العائلي، الذي أعدّته الحكومة الحالية، مشيرا إلى أنّه منذ إحداثه سنة 2012 لم يتعدّ عدد النساء المطلقات المستفيدات منه 6 آلاف؛ في حينِ أنَّ النساء المطلقات يصل عددهنّ في كلّ سنة إلى 20 ألف مطلقة. واستطرد المتحدّث: "هذا الصندوق ينطبق عليه المثل القائل: تمخّض الجبل فولد فأرا".