انتشار الأفلام الإباحية وسهولة الوصول إليها أمر يقلق علماء النفس، إذ قد تسبب زيادة إدمان الجنس. وهنا لا بد من التمييز بين الرغبة الجنسية والإدمان. فمتى يكون يكون الجنس إدمانا، وأي الفئاات العمرية الاكثرعرضة لذلك؟ يشكك الكثيرون في اعتبار فرط الرغبة الجنسية أو ما يعرف علميا ب" الإدمان الجنسي" مرضا. لكن وبحسب لغة الأرقام يعاني حوالي 6 بالمئة من الأشخاص من فرط الرغبة الجنسية. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإصابة بهذا المرض تزداد وأن الرجال هم الأكثر إصابة به. أكثر الفئات العمرية عرضة لإدمان الجنس ووفقا لموقع "أوغسبورغه ألغماينه"، فإن تزايد مشكلة إدمان الجنس دفع علماء النفس وأخصائيين في الطب النفسي، إلى التركيز على هذه المشكلة في مؤتمر خاص بموضوع الإدمان، عقد مؤخرا في النمسا. كريستينا رافيولا وهي أخصائية في علم النفس، وترأس معهد علم النفس السريري الجنسي في فيينا، ترى أن مصطلح "إدمان الجنس" ليس مثاليا، بل إن هذه الظاهرة تتعلق بوجود اضطراب غير متجانس. ما يعني أنه وفي أغلب الأحيان، لا يقتصر الإدمان لدى الشخص على الجنس فحسب، بل غالبا ما يعاني من إدمان أمور أخرى، مثل إدمان القمار أو إدمان الانترنت. وترى رافيولا أن هناك الكثير من حالات إدمان الجنس تعود إلى انغلاق بعض الشباب على أنفسهم وإدمانهم على رؤية الأفلام الإباحية. وفي حديثها لموقع "كورير" النمساوي، تؤكد رافيولا أن معظم مرضى إدمان الجنس، تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما. مشيرة إلى أنه وفي الآونة الاخيرة، تزداد نسبة إقبال الشباب على العلاج من مشكلة إدمان الجنس. وخاصة أن توفر الأفلام الإباحية يجعلهم يمارسون الحياة الجنسية بشكل مبكر. اختلاف كبير بين الرغبة الجنسية وإدمان الجنس! قد يدفع إدمان الأفلام الإباحية إلى مشكلة إدمان الجنس، لكن علماء النفس يرون أن رؤية الأفلام الإباحية والرغبة في ممارسة الجنس عدة مرات، لا تعني إدمان الجنس. بل إن فرط الجنس يظهر عندما تكون الرغبة الجنسية مقترنة بضغط شديد بدون أن يتم إشباعه، وتضيف رافيولا في هذا الصدد أن "ممارسة العادة السرية عدة مرات في اليوم والبحث الدائم عن المثيرات الجنسية، يكون في عمق سلوك الإدمان". فضلا عن عوامل أخرى تتمثل بالحاجة إلى وقت طويل لإشباع الرغبة الجنسية ومشاكل في العلاقة مع الشريك الأخر، إلى جانب قطع الاتصال وبشكل مفاجئ مع جميع الأصدقاء والمعارف. أما عن الأسباب التي تدفع إلى إدمان الجنس، فحتى الآن لم يتوصل علماء النفس إلى تحديد الأسباب التي تدفع إليه. ولكن المؤكد أن الإجهاد له دور كبير في ذلك إلى جانب وجود اضطرابات هرمونية وخلل في الجهازالعصبي على حد اعتبار أخصائية علم النفس رافيولا. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية