قليلات هن النساء المغربيات اللواتي استطعن أن يبصمن على مسار مهني متميز وتمكن بمهارة عالية من تقديم صورة مشرفة عن وطنهن الأم في منطقة أمريكا اللاتينية. وتعتبر ميثاق الإسلام الداودي، التشكيلية المغربية الشابة المقيمة بالمكسيك، من بين هؤلاء النساء القليلات الناجحات، والتي بدأت تشق طريقها بثبات لتبصم على مسار متفرد، عبر احتراف الفن البصري والتشكيلي، بإبداع متعدد الأبعاد، ينهل من معين الضوء والصوت. وتتميز أعمال الفنانة التشكيلية الشابة بالجمع بين وسائط متعددة في الفن البصري، بتمكن عال وقدرة على تبليغ الفكرة الفلسفية الصوفية وراء كل عمل، وهو ما يتجلى عبر إبداعات تنهل من طروح فكرية تصوفية، تخلق عالما خاصا، تلتقي فيه عبقرية الفنان بشغف المتلقي. وفي هذا العالم الخاص، تحول الفنانة انطباعاتها الحسية الناجمة عن التفاعل مع العالم الخارجي، إلى معطيات جمالية بصرية جديدة، كما تترجم الانفعالات إلى أشكال ودلالات ملموسة. وتستعمل ميثاق الإسلام الداودي، في مجال إبداعاتها، العديد من التقنيات الصوتية (الشعر السمعي) والمرئية (الصور الفوتوغرافية والفيديو) والتشكيلية، كوسيلة للسفر بالمتلقي في جولة إلى عالم مجهول أو حلم غاص بإشارات ورموز وعلامات، حيث تستغل بإتقان الإبهار البصري، لتوليد دلالات السرد، للتعبير عن فكرة تتجسد في نص بصري يحرك استجابة ذهنية ووجدانية. وتنحدر ميثاق الإسلام، التي ازدادت بمدينة فاس سنة 1976، من عائلة مبدعة، إذ يشتهر والدها، الفنان المعطي الداودي، بأعماله التجريبية على الألوان والمساحات، أما والدتها فهي الفنانة التشكيلية أم البنين السلاوي. وقد حصلت على الإجازة في علوم التربية بجامعة غرناطة بإسبانيا سنة 2007، كما أنها خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان سنة 2010. وبعد ذلك، نالت منحة من دولة المكسيك لدراسة الماجستير في الفنون البصرية من الجامعة الوطنية للفنون الجميلة بعاصمة مكسيكو سيتي. وقامت ميثاق الإسلام الداودي، العضو في جمعية الفنانات المغاربيات بالمغرب، بدورات تدريبية في تقنيات فنية جديدة بالمغرب وإسبانيا والمكسيك، كما شاركت في بعض المعارض الفنية داخل وخارج أرض الوطن، وعروض التصوير الضوئي في المكسيك، ولها مؤلفات في الشعر السمعي والشعر البصري واللساني بالإسبانية. * و.م.ع