افتتحت جمعية "الفنانات المغاربيات بالمغرب" برعاية مندوبية وزارة الثقافة جهة طنجةتطوان، أنشطتها بمعرض تكريمي للدكتور "أم البنين السلاوي" برواق برتوشي بدار الصنائع الوطنية يوم الجمعة 21 فبراير 2014 على الساعة السادسة والنصف مساء، وهو المعرض الذي سيستمر إلى غاية 28 من الشهر الجاري. عند دخول رواق "ماريانو برتوشي" تطالعنا بالردهة الأولى أعمال الدكتورة "أم البنين السلاوي"، وملصقة تتضمن بعض التوضيحات عن التقنية والمضمون في تلك الأعمال جاء فيها: "أن عصرنا الحالي أصبح يمتاز بكثرة الأساليب الفنية ووسائطها المتعددة التي دفعت الفنان خصوصا بعد ظهور الفن المفاهيمي أن يكون حرا في وسائلة التعبيرية على أساس إيصال مضمون رسالته الهادفة لتحقيق تواصل بينه وبين المتلقي، لذا – تقول الدكتورة – نهجت في بعض أعمالي النهج المفاهيمي لإيصال الرسالة بأفهومية مضمونها، مستعملة جميع الطرق والوسائل التعبيرية الموجود في متناول يدي وخبرتي في البحث العلمي...". وهو الأمر الذي لمسناه في تجولنا بالمعرض حيث نجد لوحة "الشهيد رقم؟؟؟" رقمية"ديجيتال"، ولوحات "مناظر طبيعية تجريدية" بتقنية أكرليك وصباغة معدنية على الورق، و "شهيد زخرفة العروبة" بتقنيات متعددة...حفر على الخشب، أكرليك وكولاج قصاصات من جرائد، و"قصيدة بصرية" بتقنية متنوعة تدخل في سياق الفن المفهومي، و"ازدواجية الكينونة" أبيض أسود، و"شهيد الفوضى المنظمة" بتقنية الرقمي، و"ازدواجية تجريدي هندسي. وبين الردهة الأولى والثانية للرواق التي ضمت أعمال "أم البنين" توسطتهما أعمال العارضات: محاسن الأحرش، سميرة زيان، أمينة الرميقي، سهام حلي، كريمة عبدلاوي، خديجة المسري، ميثاق الإسلام الداودي، فاطمة العسري، أعضاء جمعية "الفنانات المغاربيات بالمغرب" التي أعلنت في الافتتاح عن تاريخ تأسيسها أوائل فبراير 2014م برئاسة "أم البنين السلاوي"، وهي جمعية للفن البصري غير حكومية مستقلة عن كافة التيارات السياسية، من بين أهدافها: - العناية بالثقافة الفنية والنشرات الثقافية. - التعريف بتاريخ الفن النسوي ببلدان المغرب العربي الكبير في مجال الفنون البصرية. - المساهمة في تجميع الفنانات المغاربيات قصد ربط علاقة تعارف وتواصل بينهم عبر أقطار المغرب العربي... ولتنزيل هذا الهدف الأخير على أرض الواقع سيكون للجمعية نشاط يوم 8 مارس 2004م ببوزنيقة، عبارة عن معرض مغاربي كبير يضم أعمال الفنانات المغاربيات... ونواصل تجوالنا بين اللوحات، التي غلب عليها الاحتفاء بالشهيد، وموضوع الربيع العربي، ونسأل الدكتور "أم البنين": ما قصتك مع الشهيد؟. وتجيبنا الدكتورة قائلة: "إن القصة بدأت من خلال لوحة كنت أعمل عليها، حيث خامرني شعور من خلال ذلك العمل أن أمرا ما سيحدث بالوطن العربي، وبالفعل كانت أحداث مصر... وتطورت الأمور وأصبحنا أمام شهيد مصطنع"، هذا المعنى تجليه الدكتورة بواسطة ملصق لإحدى لوحاتها تقول فيه: "قضية الشهيد استبدت بكياني لما فيها من سريالية قوية المدى، أضحت في غمار اللامعقول تجاوز كل تعبير أو أي كلام...مرات أراه في أعلى العليين، وأخرى أراهم جعلوه في أسفل السافلين...تتساقط الأبدان كتل كتل، وتعبث الأيادي بالجماجم والأشلاء...افتقد الشهيد سيرته...نهب حقه، وسرق اسمه، واستهين بمقامه...سقط ضحية تهافت التهافت، وسط فوضى منظمة بإتقان...". هذه العلامة الأيقونية للشهيد التي سكنت كينونة الدكتورة "أم البنين السلاوي" نجدها مفسرة بوضوح جلي في ملصقها: "وجه ما سمي بالربيع العربي" و"شهيد ما يسمى بالربيع العربي". وقد عرف افتتاح المعرض التكريمي حضور مندوبية الثقافة في شخص "سميرة القادري" وحضور وازن للفنانين والمهتمين بكل من مدينة طنجةوتطوان، وحضور إعلامي للإذاعة الوطنية والإعلام المحلي. من هي الدكتورة "أم البنين السلاوي"؟. "الدكتور أم البنين السلاوي" فنانة الفن البصري، عضو هيئة عامة ب "بالمركز العالمي للفنون التشكيلية" العراق 2013م، رئيسة جمعية "الفنانات المغاربيات بالمغرب" 2014م، تهتم بالكتابة النقدية والتحايل السيمولوجي للإبداع الفني البصري. ازدادت بفاس سنة 1953م، حصلت على أول دكتوراه دولة في الفنون الجميلة بالنسبة للمغرب من جامعة كمبلوتنس بمدريد إسبانيا 1991م. أستاذة التعليم الفني، ثم أستاذة محاضرة في معهد الفنون الجميلة بتطوان لمدة 37 سنة. قامت بعدة معارض فردية وأخرى جماعية على الصعيد الوطني والدولي منذ 1971م لغاية 2014-02-22، حصلت على جائزة أول رتبة عالمية في القصيدة البصرية بمهرجان الفن الفكري بإيطاليا، يوجد كتابها الفني بمتحف نابولي-إيطاليا. شاركت في ملتقيات ومهرجانات محلية ودولية مثلت فيها المغرب فأحرزت على تكريمات بالأوسكار وميداليات ذهبية، كانت آخرها ميدالية نور شريف في 30 يناير 2014م، بمناسبة صالون الشرق الأوسط الثاني للقطع الصغيرة بالقاهرة. شاركت في محاضرات وندوات وموائد مستديرة محلية ودولية.