تعتبر ميثاق الإسلام الداودي فنانة مغربية شابة متعددة المواهب، تقيم بالمكسيك وتحترف الفن البصري والتشكيلي، بإبداع متعدد الأبعاد، ينهل من معين الضوء والصوت. وتتميز أعمال ميثاق الإسلام الداودي بالجمع بين وسائط متعددة في الفن البصري، بتمكن عال وقدرة على تبليغ الفكرة الفلسفية الصوفية وراء كل عمل، وهو ما يتجلى عبر إبداعات تنهل من طروح فكرية تصوفية، تخلق عالما خاصا، تلتقي فيه عبقرية الفنان بشغف المتلقي. في هذا العالم الخاص، تحول الفنانة انطباعاتها الحسية الناجمة عن التفاعل مع العالم الخارجي، إلى معطيات جمالية بصرية جديدة، كما تترجم الانفعالات إلى أشكال ودلالات ملموسة. في المعرض المفتوح حاليا للفنانة المغربية بفضاء أكاديمية سان كارلوس بالمركز التاريخي للعاصمة مكسيكو سيتي بعنوان "أبعاد دمية"، يكتشف المكسيكيون هذا البعد الفلسفي البارز بشكل جلي في أعمال التشكيلية ميثاق الإسلام الداودي. وتحاول الفنانة المغربية من خلال الأعمال التي يضمها هذا المعرض، الذي يستمر إلى غاية 5 ماي المقبل، أن تنقل بإبداعاتها الزوار إلى عوالم التصوف، عبر سفر الوجدان في جوهر المكان والتبيان. وتستعمل ميثاق الإسلام الداودي، المختصة في الفن البصري والتشكيلي المعاصر، العديد من التقنيات الصوتية (الشعر السمعي) والمرئية (الصور الفوتوغرافية والفيديو) والتشكيلية، كوسيلة لإبراز الرحلة التي تقوم بها الروح (التي ترمز لها دمية بهذا المعرض) عبر مختلف العوالم لتصل إلى المطلق. وقالت ميثاق الإسلام الداودي، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "رحلة الروح (الدمية)، والتي تحكي عن الحياة برومانسية ووجدان صوفي، تشمل أربعة حدائق، وهي حديقة الروح (حيث يوجد وادي البحث) والقلب (وادي المعرفة والمحبة)، والروح (وادي الاستغناء والرضا)، ثم أخيرا حديقة الجوهر (الوحدة والفناء)". وأضافت إن "الروح (الدمية) في سفرها سعيا للبحث عن جذورها، ومن خلال الأبعاد المختلفة، تواجه عقبات لا حصر لها، تعاني خلالها انكسارات وعثرات حتى تصل إلى الجوهر". وأوضحت أن هذا المعرض يدخل في إطار مشروع بحث لنيل الماجستير في الفنون البصرية بإحدى الجامعات بمكسيكو سيتي. وتحاول ميثاق الإسلام الداودي، من خلال هذا المعرض، السفر بالمتلقي في جولة إلى عالم مجهول أو حلم غاص بإشارات ورموز وعلامات، حيث تستغل بإتقان الإبهار البصري، لتوليد دلالات السرد، للتعبير عن فكرة تتجسد في نص بصري يحرك استجابة ذهنية ووجدانية. يذكر أن ميثاق الإسلام، التي ازدادت بمدينة فاس سنة 1976، تنحدر من عائلة مبدعة، إذ يشتهر والدها، الفنان المعطي الداودي، بأعماله التجريبية على الألوان والمساحات، أما والدتها فهي الفنانة التشكيلية أم البنين السلاوي. وقد حصلت على الإجازة في علوم التربية بجامعة غرناطة بإسبانيا سنة 2007، كما أنها خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان سنة 2010. وبعد ذلك نالت منحة من دولة المكسيك لدراسة الماجستير في الفنون البصرية من الجامعة الوطنية للفنون الجميلة بعاصمة مكسيكو سيتي. وقامت ميثاق الإسلام الداودي، العضو في جمعية الفنانات المغاربيات بالمغرب، بدورات تدريبية في تقنيات فنية جديدة بالمغرب وإسبانيا والمكسيك، كما شاركت في بعض المعارض الفنية داخل وخارج أرض الوطن، وعروض التصوير الضوئي في المكسيك، ولها مؤلفات في الشعر السمعي والشعر البصري واللساني بالإسبانية. *و.م.ع