يبدو أن "البلطجة" والاعتداءات في قلب المؤسسات التعليمية ستشكل معاناة جديدة للتلاميذ المغاربة، حيث تعرض تلاميذ ثانوية "الحسن الثاني" بتطوان لهجوم بالسلاح الأبيض من طرف شخص اقتحم المؤسسة خلال فترة الاستراحة المسائية. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها التلاميذ ومدرسوهم لاعتداءات من هذا النوع، حيث هاجم عدد من الأشخاص الغرباء، قبل شهور قليلة، تلاميذ ثانوية "ابن الخطيب" بمدينة سلا، مخلّفين إصابات في صفوف التلاميذ. محمد الخمخامي، أستاذ بالثانوية المذكورة، أفاد، في تصريح لجريدة هسبريس، بأن الحادث يعود إلى يوم الثلاثاء المنصرم، حين عمد شخص غريب عن المؤسسة إلى اقتحامها عنوة، وهو في حالة هستيرية، وخلق بلبلة وحالة من الذعر والخوف في صفوف التلاميذ وإغماءات في صفوف التلميذات. وقال الأستاذ: "أمام صراخ حارس البوابة، انتبه التلاميذ والأساتذة لوجود شخص غريب، ليقوم بعدها التلاميذ بمهاجمته، ما دفعه إلى سل سلاح أبيض كان بحوزته، فأصاب عددا من التلاميذ ومقتصد المؤسسة، نقلوا جميعا إلى المستشفى وخضعوا للإسعافات والعلاجات الأولية، رفقة عشر تلميذات أغمي عليهن". وتابع الخمخامي حديثه للجريدة بالقول: "تمكن التلاميذ من توقيف المعتدي، قبل أن تحل الشرطة بعين المكان وتقبض عليه رفقة اثنين آخرين، فيما توقفت الدراسة وحضرت السلطات المحلية وممثلون عن النيابة الإقليمية وآباء وأولياء التلاميذ وسيارات الإسعاف"، وأضاف: "حالة لا توصف من الهلع، تلاميذ يجرون في كل مكان وفي جميع الاتجاهات، وآخرون رفقة أساتذة وإداريين يسقطون أرضا بفعل التدافع والخوف الشديد". بيان لأساتذة وأطر ثانوية "الحسن الثاني"، توصلت به الجريدة، دعا السلطات إلى توفير الأمن بمحيط المؤسسة، مطالبين بالتدخل "لفرض الإجراءات المناسبة لحماية التلاميذ من أوكار الفساد في المقاهي المقابلة للثانوية"، خاصة منها مقهَيَين يعرفان تجمع عدد من الشباب مع سياراتهم ودراجاتهم النارية. وأعرب البيان عن استغراب التربويين "لعدم تفاعل السلطات المحلية مع مطالب توفير الأمن بالثانوية"، لافتا إلى أن "المقاهي المقابلة للمؤسسة تنتشر فيها المخدرات بشكل واضح"، موردا أنه سبق وتعرض عدد من التلاميذ لاعتداءات في محيط المؤسسة. النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بمدينة تطوان، رشيد ريان، قال، في تصريح لجريدة هسبريس، إن شجارا كان السبب في اقتحام ذاك الشخص للمؤسسة خلال استراحة بعد الزوال، مشيرا إلى أن واقعة الاعتداء قد تقع في أي مكان في العالم، إلا أن "يقظة الأطر والتلاميذ حالت دون حدوث الأسوأ، بالإضافة إلى سرعة حضور رجال الأمن الذين قاموا باعتقال المعتدي، بتنسيق مع والي أمن تطوان". وأفاد ريان بأن وجود المقاهي في محيط المؤسسات التعليمية ومحطات سيارات الأجرة، وغيرها، يصعب من احتواء الوضع، منوها بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها السلطات الأمنية على الرغم من كل الإكراهات، وفق تعبيره.