يبدو أن الخلية الإرهابية التي وصفها عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بكونها "كتيبة" أو "كوماندو"، والتي اعتقلت السلطات الأمنية والاستخباراتية "أميرها" في بيت آمن بمدينة الجديدة، لازالت تكشف أسرارها يوما بعد آخر. وبعد أن تبين أن "الكتيبة الإرهابية" كانت تضم فرنسيا بين عناصرها، وطفلا قاصرا تم تدريبه على عملية انتحارية تستهدف مؤسسات حيوية بالبلاد، جاء الدور على اكتشاف أن المواد التي تم حجزها لدى عناصر الخلية ذاتها كانت بالغة الخطورة لو تم توظيفها في عملية إرهاب المغاربة. وأوردت الخبرة العلمية المنجزة من طرف المصالح المختصة، وفق بلاغ لوزارة الداخلية، توصلت به هسبريس، بخصوص المواد المشبوهة التي تم حجزها بمدينة الجديدة على خلفية تفكيك الشبكة الإرهابية في 18 فبراير الماضي، والمكونة من 10 عناصر، أنها "تحتوي على مواد سامة بيولوجية فتاكة". وأوضح المصدر الرسمي ذاته أن "هذه المواد مصنفة من طرف الهيئات العالمية المختصة بالصحة في خانة الأسلحة البيولوجية الخطيرة، بالنظر إلى قدرة كمية قليلة منها على شل وتدمير الجهاز العصبي للإنسان والتسبب في وفاته، كما أن هذه السموم من شأنها تعريض المجال البيئي للخطر في حالة تسريبها عبر المياه والهواء". "وتبعا لاعترافات أعضاء هذه الخلية، الذين تم ضبطهم وإيقافهم من عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، فإنهم قاموا بتحضير هذه المواد القاتلة تمهيدا لاستعمالها في إطار مشروعهم الإرهابي في المملكة المغربية"، يضيف البلاغ. بلاغ وزارة الداخلية قال معلقا على هذا المستجد إن "هذه المواد البيولوجية الفتاكة تظهر مدى تطور المناهج والأساليب الإجرامية التي أصبحت تلجأ إليها التنظيمات الموالية ل"داعش" من أجل زعزعة الأمن والاستقرار، وبث الرعب في نفوس المواطنين"، وفق تعبيره. وأوضح المصدر أنه تم تقديم أفراد هذه الشبكة الإجرامية، التي كانت تخطط لإثارة أكبر قدر ممكن من الفزع والخوف في نفوس المغاربة، إلى العدالة في الفاتح من مارس الجاري، بعد انتهاء البحث الذي أجري معهم تحت إشراف النيابة العامة المختصة"، يورد بلاغ الداخلية.