سوق العمل عالم متغير خاضع للعرض والطلب. وخلال السنوات القليلة القادمة سيسعى أصحاب الشركات خلف موظفين يملكون مهارات تختلف عن تلك التي يبحثون عنها حالياً. في الواقع ثلث المهارات المطلوبة بشدة في وقتنا هذا سيتم استبدال أخرى بها لا تعتبر من تدخل ضمن الأولويات حالياً. الواقع الذي قد يعرض مناصب عدد كبير من الموظفين للخطر، تم عرضه خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير. التقرير الذي جاء تحت عنوان «وظائف المستقبل» استند إلى استطلاعات للرأي شملت أكثر من 350 شركة حول العالم، وفي مختلف القطاعات. لذلك وكي لا تجد نفسك في وضع حرج بعد سنوات قليلة، سنعرض أهم المهارات التي سيكثر عليها. المرونة الإدراكية المرونة الإدراكية هي نظرية قائمة بحد ذاتها، وهي باختصار القدرة على التعلم في بيئة عمل معقدة تمكن الشخص من إعادة هيكلة معرفته وفق الظروف. أي أنها نقل المعلومات والمهارات إلى ما هو أبعد من هدفها الرئيسي. تتضمن هذه المهارة القدرة على التفكير بمفاهيم متعددة في الوقت عينه، والإبداع، التفكير المنطقي والقدرة على التنبؤ بالمشاكل والعقبات. هذه المهارة لم تكن تدخل في حسابات أصحاب الشركات قبل العام 2015، لكنها بدأت تتحول إلى مهارة ينشدها الجميع في موظفيهم. مهارات التفاوض بشكل عام المهارات الاجتماعية سيستمر الطلب عليها؛ لأنه رغم كل التطور التقني فإن «البشر» هم من يتخذون القرارات في نهاية المطاف، مهارات التفاوض مطلوبة حالياً لكن الطلب عليها سيرتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات القادمة خصوصاً في مجالات الكمبيوتر والرياضيات كالوظائف، التي تتعلق بتحليل البيانات وتطوير البرامج. مهارة توجيه الخدمات هذه المهارة تدخل أيضاً ضمن المهارات الاجتماعية التي لا يمكن للكمبيوترات أو أي من وسائل التكنولوجيا القيام بها. التفاعل سمة خاصة بالبشر والكمبيوترات ما زالت لا تملك القدرة على تحفيز الآخرين. قدرة توقع المزاج ومعرفة ما يدور بخلد الآخر هو حصيلة تطور البشر خلال آلاف السنوات. التفاعل هذا يشمل العمل كفريق واستغلال نقاط قوة الأفراد والعمل على نقاط الضعف والتأقلم بسرعة مع المتغيرات. مهارة إصدار الأحكام واتخاذ القرار هذه المهارة كانت ثامن أكثر مهارة مطلوبة في العام 2015 لكنها ستصبح في مراكز متقدمة أكثر خلال السنوات القليلة القادمة، تتطلب القدرة على اتخاذ القرار من خلال تحليل المعلومات، الشركات حالياً تعمل من خلال جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول أي جزئية كانت، وعليه فإن الشخص الذي يمكنه تحويل هذه المعلومات إلى قرارات سيكثر الطلب عليه. الذكاء العاطفي يمكن للكمبيوتر والروبوتات القيام بالكثير من المهام بطريقة أكثر دقة وفعالية من البشر، ولكنها لا تملك القدرة على قراءة البشر. تتضمن هذه المهارة القدرة على فهم وتوقع ردود أفعال الآخرين، كما قد تتداخل مع وظيفة اتخاذ القرار استناداً إلى الحالة العاطفية والمعنوية لهذا الفريق أو ذاك. مهارات التنسيق مع الآخرين أيضاً تدخل ضمن المهارات الاجتماعية التي لا يمكن للكمبيوترات والروبوتات إنجازها. صحيح أنه بإمكان الذكاء الاصطناعي وضع أفضل طريقة ممكنة لإنجاز العمل، لكنها قائمة على معطيات لا يدخل فيها التفاعل البشري. التنسيق مع الآخرين يتطلب مهارات اجتماعية وقدرة على تحليل قدراتهم وتشجعيهم؛ من أجل الحصول على أفضل نتائج ممكنة. مهارات إدارة الأفراد إدارة الأفراد تتطلب القدرة على تحفير العاملين وتكليف المهام استناداً إلى قدراتهم. هذه المهارة ستكون مطلوبة جداً في مجالات الطاقة والإعلام، القدرة على تمييز مدى ملاءمة الوظيفة للشخص لا تتعلق بالخبرة أو بالشهادات التي يملكها، فهناك الكثير من الموظفين الذين يملكون خبرة سنوات، ومع ذلك تجدهم لا يجيدون القيام بعملهم. الإبداع الإبداع كان عاشر مهارة مطلوبة في سوق العمل عام 2015، لكنه خلال السنوات القادمة سيصبح ثالث أكثر مهارة مطلوبة، مع هيمنة التكنولوجيا الحديثة، فإن الإبداع سيكون العامل الحاسم الذي يمكن الشخص من الخروج بأفكار وأساليب تساعد الشركة على استغلال هذه التكنولوجيا لإنتاج منتجات وخدمات جديدة. مهارات التفكير النقدي القدرة على استخدام المنطق لرصد نقاط القوة والضعف في مختلف أنواع الحلول والمقاربات مهارة ستكون مطلوبة بشكل كبير. هذا النمط من التفكير، يتطلب القدرة على تمييز الحقائق والمرونة والتمييز بين الافتراضات الصحيحة والخاطئة. مهارات حل المشاكل المعقدة هذه المهارة كانت في المركز الأول خلال العام 2015 وستستمر كذلك خلال الأعوام القادمة، صحيح أن القرارت حالياً في مجالات العمل تتخذ استناداً إلى المعطيات والبيانات، لكن الشركات ما تزال بحاجة إلى أشخاص يمكنهم الخروج بحلول للمشاكل المعقدة.