تناولت الصحف المغاربية الصادرة، اليوم الاثنين، التحديات الأمنية المرتبطة بتهديدات تنظيم (داعش) في شمال إفريقيا وعملية فرار عشرات السجناء في موريتانيا. فغذاة تمديد حالة الطوارئ في تونس بسبب "الوضع على الحدود وفي المنطقة" تحدثت صحيفة (لابريس) عن "أسبوع مضطرب" تميز على وجه الخصوص بالضربة الجوية الأمريكية لمواقع الداعشيين التونسيين بمدينة صبراتة الليبية. وأشارت الصحيفة إلى أن الأنباء التي تداولتها مصادر أمريكية وليبية تؤكد بأن "الإرهابيين الذين لقوا حتفهم، والذين يفوق عدهم ال60، كلهم تونسيون كانوا يخططون لعمليات إرهابية ضد تونس". وتساءلت الصحيفة "متى ستتسلم الحكومة التونسية جثث هؤلاء الإرهابيين ومن بإمكانه تأكيد بأنهم فعلا تونسيون". وفي ذات السياق، أوردت صحيفة (الشروق) تصريحا لرفيق الشلي كاتب الدولة السابق في الداخلية والكاتب العام للمركز التونسي للدراسات اعتبر فيه أن القضاء على عدد من العناصر الإرهابية المتورطة في جرائم قتل أمنيين وعسكريين وسياح وبث الرعب في صفوف التونسيين" ستكون له فوائد على أمن تونس واستقرارها خاصة وأن القضاء على "دواعش" ليبيا سيكون له تأثير سلبي على المجموعات المرابطة بالجبال التونسية والخلايا النائمة المنتشرة بأنحاء الجمهورية لأنها تتلقى الأوامر من تنظيمات ليبيا إضافة إلى الدعم المادي واللوجستي". وأكد الشلي أن مقاومة الإرهاب مرتبطة بالوضع الأمني في ليبيا حيث تتواجد عناصر "أنصار الشريعة" المحظور الذي بايع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والذي خطط لعمليات ضد تونس. وتحت عنوان "التونسيون في حيرة" نقلت جريدة (الصريح) عن أحد المحللين السياسيين قوله إن الطبقة السياسية مشغولة هذه الأيام بالتداعيات المحتملة للتدخل العسكري الذي بدأه حلف شمال الأطلسي على مواقع (داعش) داخل التراب الليبي إلا أنهم في المقابل أكثر تخوفا من توسع نشاط التنظيم الذي يضم عددا كبيرا من التونسيين والذي من المتوقع أن يمتد نفوذه إلى مدن لا تبعد عن الحدود التونسية الليبية سوى بسبعين كيلومترا فقط. وأوضح المحلل السياسي أن التونسيين "أصبحوا في حيرة مستمرة بين سيناريوهين أحلاهما مر"، مبينا أنهم إذا قبلوا بالتدخل العسكري "فهم يخشون تكرار ما حصل في سوريا حيث تتوسع الظاهرة وتتغلغل أكثر داخل ليبيا وهو ما يجعلها أقدر على الانتقال إلى تونس". أما إذا رفضوا التدخل العسكري، يضيف المحلل، فإن النتيجة لا تتغير خاصة وأن الوحدة الوطنية بين الليبيين مازالت هدفا بعيد الاحتمال رغم المؤشرات الايجابية التي طفت على السطح مؤخرا. وفي الجزائر اعتبر ضابط سامي سابق في جهاز المخابرات أن الضربات الجوية الأمريكية ضد أهداف في ليبيا تعد تمهيدا لتدخل عسكري دولي. وقال في تصريح لجريدة (الخبر) إن أوروبا وحلفاءها "يريدون في أقرب وقت وقف موجات الهجرة خوفا على وحدتها، وهزيمة الجماعات الإرهابية المتواجدة هناك والتي تهدد مصالحها، ولهذا تستعجل الحل العسكري في ليبيا"، معتبرا أن الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا "قد يجنب البلاد تدخلا أجنبيا جديدا". وبخصوص التأثيرات المحتملة لتدخل عسكري دولي على الجزائر، قال الضابط السابق في جهاز المخابرات "قد نشهد عمليات نزوح نحو الجزائر، مع وجود احتمال لتسلل إرهابيين وسط اللاجئين، وهروب بعض العناصر من تنظيم داعش من ليبيا ومحاولة التمركز على أراضينا تمهيدا للقيام بهجمات في إطار ما يعرف بالفوضى الخلاقة"، مؤكدا أن السلطات الجزائرية تأخذ هذا السيناريو في الحسبان. أما صحيفة (الفجر) فنقلت عن مصدر أمني جزائري قوله إن ثلاثة جزائريين قتلوا في القصف الأمريكي بمدينة صبراتة الليبية، الذي خلف حوالي 60 قتيلا. وأفاد ذات المصدر بأن هؤلاء "الإرهابيين" الجزائريين الذين قتلوا في عملية صبراتة قد التحقوا مؤخرا بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قادمين من جبال بودخان وأم الكماكم بولايتي خنشلة وتبسة. من جهتها، ذكرت صحيفة (النهار) أن قيادة الجيش الجزائري شرعت منذ الجمعة الماضية في إرسال قوافل إمداد كبيرة إلى الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية بالقرب من الحدود مع ليبيا، قدرت عددهم بأربعة آلاف بين جندي ودركي، مزودين بعتاد عسكري متطور للتصدي لأي هجمات إرهابية محتملة. وذكرت بأن الجيش الجزائري كان قد ضاعف في الأشهر الأخيرة من إجراءاته الأمنية بالمنطقة الحدودية مع ليبيا، عبر تكثيف الدوريات الاستطلاعية العسكرية الراجلة والمحمولة، إلى جانب الاستطلاع الجوي عن طريق الطائرات بدون طيار وطائرات الاستطلاع، وحتى بالطيران الحربي، وهو ما أتى أكله بتوقيف عشرات المهربين والإرهابيين في الفترة الأخيرة. ومن المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الموريتانية عملية فرار مجموعة من السجناء من سجن (دار النعيم) بالعاصمة نواكشوط. فقد اعتبرت الصحف عملية فرار العشرات من السجناء الأكبر من نوعها خلال السنوات الأخيرة ومن أكبر سجن في البلاد، مبرزة أن الرئيس الموريتاني أصدر أوامره لإجراء تحقيق في الموضوع. وفي هذا الصدد روت صحيفة (الأمل الجديد) تفاصيل عملية فرار 43 سجينا منهم محكومون في قضايا الحق العام ومتهمون في ملفات ذات علاقة بالمخدرات، مضيفة أن أجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض على 15 منهم. وذكرت الصحف بتقرير أصدرته مؤخرا اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان يفيد بأن حوالي 900 سجين يقبعون في سجن (دار النعيم)، الذي لا تتعدى طاقته الاستعابية ال 300، واصفة إياه بأنه يعاني "القذارة والاكتظاظ". كما تطرقت الصحف الموريتانية لإيفاد موريتانيا دفعة ثانية من تجريدتها العسكرية للمشاركة في قوات حفظ السلام الأممية بجمهورية إفريقيا الوسطى والتي تضم 225 جنديا من أصل 750 تم تدريبهم وتكوينهم في مختلف المجالات العسكرية المرتبطة بتخصصات قوات حفظ السلام الأممية. ونقلت صحيفة (الشعب) عن وزير الدفاع الموريتاني جالو مامادو باتيا، قوله إن إيفاد هذه التجريدة العسكرية يجسد التزام موريتانيا بالمساهمة في جهود حفظ السلام والأمن الدوليين خاصة في القارة الإفريقية بناء على طلب من هيئة الأممالمتحدة. على صعيد آخر تطرقت الصحف الموريتانية لتوقيع موريتانيا والسنغال لاتفاقية في مجال إعادة تأهيل ودمج بعض الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض واحتمال استضافة موريتانيا للقمة العربية لأول مرة في تاريخها وردود الفعل التي أثارها قرار السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية "هابا" تعليق أحد البرنامج الحوارية الذي تبثه إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة لمدة شهر.