في الوقت الذي ما زال النقاش مستمرا حول لغة التدريس في المغرب، وتنامي الأصوات المنادية بتعزيز حضور اللغة الإنجليزية، باعتبارها لغة العلوم، اغتنم رئيس الوزراء الإسباني السابق، خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو، فرصة إلقاء خطاب أمام عدد من المسؤولين المغاربة، للدعوة إلى الاهتمام باللغة الإسبانية. وقال ثاباطيرو، في كلمة ألقاها تحت قبة مجلس المستشارين، في افتتاح المنتدى البرلماني الدولي للعدالة الاجتماعية، إنّ "اللغة الإسبانية في المغرب يجب أن تعطى لها أهمية، وأن تكون لها مكانتها، لأنها لغة تمتدّ لخمسة قرون، ولا يمكن مقارنتها باللغات الأخرى". على صعيد آخر، أشاد رئيس الوزراء الإسباني السابق، والذي وصفه رئيس مجلس المستشارين، حكيم بنشماش، ب"صديق المغرب الكبير"، بمستوى العلاقات القائمة بين الرباط ومدريد، إذ استهل كلمته بالقول: "حين كنت رئيسا للوزراء، كنت دائما مدافعا عن الصداقة المغربية الإسبانية"، مضيفا: "أعبر عن اعتزازي بصداقتي للمغرب". ثاباطيرو قال، في كلمته، إن علاقات الجوار القائمة بين بلده والمغرب تفرض على الجانبين التعاون على مختلف الأصعدة، خاصة في ظل تنامي مخاطر الإرهاب، وتابع: "المغرب اليوم بلد مستقر ولديه مؤسسات وملتزم بالدفاع عن السلم العالمي ضد العنف والإرهاب"، داعيا إلى تضافر الجهود بين الدول وجميع أتباع الديانات بهدف العيش المشترك بين البشرية جمعاء. وفي ما يتعلق بموضوع العدالة الاجتماعية، قال ثاباطيرو إن على كل بلد أن يضمن الحقوق الأساسية لمواطنيه "منذ ولادة المواطن إلى وفاته"، وأولها الصحة والتربية والتعليم إلى حين بلوغ ستة عشر سنة، ومحاربة الهدر المدرسي، داعيا إلى تحيين برامج محاربة الهدر المدرسي بصفة مستمرة من أجل فعّاليتها، معتبرا أن الدول تتقدم حين توفر تعليما جيدا لمواطنيها. وفي الوقت الذي ما زال الصراع محتدما بين النقابات العمالية والحكومة في المغرب، بشأن إصلاح نظام التقاعد، شدد رئيس الوزراء الإسباني السابق على خلق نظام جيد للتقاعد يساهم في الاستقرار الاجتماعي، كما أشار إلى ضرورة الاهتمام بالأشخاص في وضعية إعاقة. واعتبر المتحدث ذاته أن المغرب قام بمجهودات على مستوى العدالة الاجتماعية، لكنه دعا إلى إيلاء مزيد من الاهتمام للمساواة بين المرأة والرجل، والتي تعتبر من الأهداف السبعة عشر للألفية، كما دعا إلى تشجيع الاستثمار، وقال في هذا الصدد: "هناك كثير من المستثمرين يستقرون في المغرب، لكن يجب خلق بنية تحتية كفيلة بمواكبة وتطوير هذه الاستثمارات". وما زال ثاباطيرو يحتفظ بعلاقات جيدة مع المغرب، حسب ما صرح به، فبعد أن أشار إلى المملكتين الجارتين تتعاونان على مستويات عدّة، ختم كلمته أمام المسؤولين المغاربة تحت قبة مجلس المستشارين بالقول: "تستطيعون التعويل عليّ دائما".