أشرف الأمير مولاي رشيد،وولي عهد إسبانيا الأمير فيليبي دي بوربون ، أمس الخميس ، على تدشين المقر الموسع لمعهد ثيربانتيس بالرباط. "" وفي كلمة بالمناسبة، قال الأمير فيليبي دي بوربون الذي كان مرفوقا بعقيلته ، أميرة استورياس ليتيثيا أورتيث، أن حضور الأمير مولاي رشيد هذه المراسيم " يعكس روابط الأخوة والتقدير والاحترام المتينة بين شعبينا وأسرتينا " مضيفا أن الملك محمد السادس ما فتيء يعمل على تعزيز هذه الروابط وتعميقها. وأكد الأمير فيليبي أن هذا التدشين " يجسد الأهمية الكبيرة التي توليها إسبانيا لعلاقات حسن الجوار والصداقة مع المغرب". وفي هذا السياق ، أبرز الأمير فيليبي الحضور القوي للمقاولات الإسبانية بالمغرب ودينامية أفراد الجالية المغربية بإسبانيا ، التي قال إنها "تساهم بفضل جهودها وعملها في تحقيق الرخاء الاقتصادي للبلدين". وأضاف أن إسبانيا ، التي ستتولى قريبا رئاسة الاتحاد الأوروبي ، ستعمل على تعزيز علاقات الاتحاد مع المملكة. ومن جانبه ، أشار وزير الشؤون الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أن هذا التدشين يكتسي بعدا سياسيا كبيرا ويعكس الاهتمام الخاص ، الذي توليه إسبانيا لتعزيز علاقات التعاون مع المغرب ، في العديد من المجالات خصوصا في المجال السياسي والثقافي والاجتماعي . وذكر موراتينوس بأن المغرب يتوفر على أكبر عدد من مراكز معهد ثيربانتيس في العالم ، بعد البرازيل وهو ما يعكس عمق روابط الصداقة القائمة بين إسبانيا والمغرب وقوة علاقاتهما التي تتجسد من خلال العديد من أوجه التعاون الثقافي . وفي السياق ذاته ، شدد موراتينوس على حرص الحكومة الإسبانية على جعل التعاون في مجالي الثقافة والتربية أحد المرتكزات الأساسية للعلاقات الثنائية. وفي كلمة بالمناسبة ، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري ، إن تجديد وتحديث معهد ثيربانتيس بالرباط يعد إنجازا ملموسا لضمان حيوية هذه العلاقات وإغناء التواصل والتعارف المتبادل بين الشعبين الصديقين . وأضاف أن هذه الخطوة تعد مساهمة فعالة أخرى للتعريف بالإرث الحضاري العريق لإسبانيا، وكذلك نشر إنتاجها وإبداعها الثقافي المعاصر، وذلك من خلال تلقين لغة ثيربانتيس في قلب عاصمة المملكة المغربية دعما للحضور الدائب للمعاهد الإسبانية في مختلف المناطق المغربية شمالا وجنوبا. وشدد الفاسي الفهري على أن هذا الحدث الثقافي الرفيع يجسد عمق الإرادة السامية لكل من الملك محمد السادس والملك خوان كارلوس الأول، وكذا رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو، في المضي قدما نحو تدعيم التفاعل الثقافي ومد جسور التقارب الإنساني وتنمية وتنويع آليات التعاون ، سواء في الإطار الثنائي أو الأوروبي ، والتعامل مع جميع قضايا البلدين ، مهما كانت طبيعتها، بروح من الثقة والتضامن البناء والتفاهم المشترك والنظرة المستقبلية المجدية بين البلدين ونخبهما وقواهما الحية . وأكد في هذا الصدد على الأهمية القصوى للدور الهام لجاليتي البلدين في إنجاح ديناميكية هذا التقارب والتوجه الواثق نحو آفاق رحبة وواعدة لعلاقاتهما التقليدية موضحا أن الدبلوماسية الثقافية أصبحت ، في عالم اليوم ، مكونا جوهريا بامتياز في تحسين النظرة نحو الآخر "وخاصة لما يتعلق الأمر بجار صديق وبلد شريك نتقاسم معه انشغالات حقيقية وطموحات كبرى لكسب رهانات التنمية الجماعية والترابط المتضامن والجوار الآمن والحوار الحضاري ، ليس فقط داخل فضائنا المشترك ، بل أبعد من ذلك ، في جميع دوائرنا و فضاءاتنا الجيو- إستراتجية" . وأعرب الطيب الفاسي الفهري عن يقينه بأن "الشراكة المثمرة والمتعددة الأوجه مع إسبانيا تعد عاملا مصاحبا لمساراتنا الإصلاحية الجريئة بأبعادها المؤسساتية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية والبيئية وكذلك للمخططات القطاعية المختلفة والأوراش الكبرى التي انخرط فيها المغرب ، المنفتح على تعاونه الدولي ، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس ". من جهتها، أبرزت مديرة معاهد ثيربانتيس كارمن كافاريل أن معهد الرباط يطمح لتأكيد المكانة التي تحتلها هذه المؤسسة باعتبارها عاملا ثقافيا ومكانا للالتقاء بين مجموع المثقفين والفنانين والمهنيين بالبلدين. وقالت إن إسبانيا أعطت ، من خلال تدشين هذا الفضاء الجديد، إشارة قوية لتوفير " فضاء حر ومفتوح للتعاون بين ثقافتين كبيرتين في التاريخ، وهما الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الإسبانية". وبهذه المناسبة، قام الأمير مولاي رشيد وولي عهد إسبانيا بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمعهد، قبل زيارة قاعة افتراضية لتدريس اللغة الإسبانية ومكتبة المعهد. وفي ختام هذا الحفل، وقع الأمير مولاي رشيد وولي عهد إسبانيا وكذا الأميرة ليتيثيا في الدفتر الذهبي للمعهد.