تناولت الصحف الصادرة اليوم الجمعة في منطقة شرق أوربا مواضيع من بينها أزمة اللاجئين والاعتداء الإرهابي في تركيا. ففي اليونان نقلت (تا نيا) عن رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس قوله خلال مشاركته في قمة الاتحاد الاوربي ببروكسيل أن مستقبل أوربا "لا يكمن في بناء الأسوار وشحن النفوس بكراهية الأجانب"، مضيفا أن أوربا توجد في مواقف صعبة للغاية لانه يتعين عليها مواجهة ثلاثة أزمات هي في الآن ذاته الازمة الاقتصادية وأزمة اللاجئين ومسألة الأمن. وقالت الصحيفة إن تسيبراس شدد على ضرورة أن تبقى أوربا موحدة وتعبر عن قيم التضامن، "التضامن ليس فقط في شمال غرب أوربا ولكن أيضا في جنوب شرقها وفي المتوسط". وأضاف تسيبراس أن "حل أزمة اللاجئين لا يكمن في بناء الأسوار وتشجيع العنصرية في أوربا، كما أن القوانين الأوربية لا يمكن أن تكون متاحة للبعض وتحت الطلب بالنسبة للآخرين". صحيفة (كاثيمينيري) ذكرت من جهتها أن القادة الأوربيين المجتمعين في بروكسيل الخميس والجمعة يحاولون الضغط على تركيا للحد من تدفقات اللاجئين، ولتنفيذ الاتفاق الاوربي التركي الموقع عليه في نوفمبر الماضي بخصوص منح أنقرة ثلاثة ملايير اورو للمساعدة في توطين اللاجئين فوق أراضيها في مقابل وقفها لتدفقات اللاجئين. وقالت الصحيفة إن الاتحاد يعول أيضا على بدء دوريات حلف شمال الأطلسي في بحر إيجة للحد من تدفقات اللاجئين، ومراقبة حركة التنقل في المنطقة قبل فصل الربيع حيث تخشى البلدان الأوربية تضاعف وتيرة الوصولات الى اليونان مع تحسن الأحوال الجوية. واشارت الصحيفة إلى إن اجتماعا كان متوقعا أمس الخميس بين تركيا وعشرة بلدان أوربية في بروكسيل لبحث الموضوع غير انه ألغي من قبل أحمد داود اوغلو بعد الاعتداء الارهابي لأنقرة يوم الاربعاء. وأشارت الصحيفة الى انه بينما تدفع بلدان أوربية وعلى رأسها ألمانيا لتعزيز التعاون مع تركيا للحد من ازمة اللاجئين تدفع بلدان شرق أوربا وعلى رأسها مجموعة فيزغراد (بولونيا وهنغاريا والتشيك وسولوفينيا) لاغلاق الحدود خصوصا مع اليونان وبناء الاسوار لمنع وصول اللاجئين. وفي النمسا كتبت (كورير) أن المحكمة الابتدائية في فيينا أدانت يوم الخميس سويدية من اصل صومالي بالسجن سنة موقوفة التنفيذ بتهم المشاركة في منظمة إرهابية، مشيرة الى أنها كانت تعتزم الالتحاق بصفوف داعش في سوريا. وقالت الصحيفة إن الفتاة البالغة 17 سنة اعتقلت في ديسمبر الماضي في ويستبانهوف كبرى محطات قطار فيينا وعثر المحققون في هاتفها رسائل تمجد الاعتداءات الارهابية لباريس في 13 نوفمبر الماضي. صحيفة (ذي بريس) ذكرت من جانبها أن المفوض الاوربي للهجرة ديميتري سافراموبولوس كتب الخميس للحكومة النمساوية لتحذيرها من مشروعها التقليص من أعداد اللاجئين الذين يدخلون أراضيها يوميا، معتبرا أن تلك الخطوة متعارضة مع القانون الاوربي. وأضافت الصحيفة أنه أوضح انه لا يتعين على النمسا أن تضع قيودا، وكون قرار حصر اعداد طالبي اللجوء في 80 واعداد العابرين الى المانيا في 3200 غير مقبول مشيرة الى ان المسؤولين الاوربيين نددوا ايضا بالقرار ومن بينهم رئيس البرلمان الاوربي مارتن شولتز. وفي بولونيا كتبت (بولسكا) أن بروكسيل كشفت عن الاجراءات التي تعتزم المفوضية الاوربية تنفيذها من اجل ضمان الامن الطاقي لاعضائها وبالخصوص في حال نقص التزود بالغاز الطبيعي. ويتعلق الأمر بالمرور من مقاربة وطنية الى مقاربة إقليمية لايجاد تنظيم جيد بشأن استيراد الغاز، ملاحظة أن بولونيا التي تقع في المنطقة نفسها لالمانيا والتشيك وسلوفاكيا بامكانها الاعتماد على مساعدات جيرانها الثلاث في حال تهديدات بأزمة طاقية. صحيفة (ريسبوبليكا) لاحظت أن التضامن في مجال الطاقة كما تقترحه المفوضية الاوربية حل جيد بالنسبة لبولونيا وضمان لمواصلة تزودها بالغاز الطبيعي في حال الأزمة. وقالت الصحيفة إن تلك تمثل فرصة لتجميد بناء خط أنبوب (السيل الشمالي الثاني) ومنع عملاق الغاز العالمي الروسي غازبروم من ممارسة هيمنة في أوربا الشرقية والوسطى. وفي تركيا ذكرت صحيفة (ييني شفق) أن البلد يعرف حالة قلق بفعل تزايد ضحايا الاعتداءات الارهابية، ونقلت عن الرئيس رجب طيب أردوغان قوله "لدينا الحق في الدفاع عن انفسنا من الاعتداءات التي تتكرر في حدودها وفي خارج حدودنا ومواجهة بيادق الارهاب ومن يحركهم، وتركيا ستوظف حقها في الدفاع الشرعي عن النفس في كل أشكاله". ومن جهتها قالت (ديلي صباح) أن تركيا حذرت موسكو التي تدعم ميليشيات حماية الشعب الكردية السورية من تقدمها نحو عزاز القريبة من الحدود التركية من عدم استخدما هذه المنظمة الارهابية لمواجهة الشعبين السوري والتركي. صحيفة (الحرية ديلي نيوز) ذكرت أن النظام السوري مسؤول بشكل مباشر عن اعتداءات أنقرة التي خلفت 28 قتيلا، مشيرة الى أن مرتكب الهجوم سوري ينتمي لوحدات حماية لشعب الكردية وهي الميليشيا التي يتحكم فيها النظام السوري. وقالت الصحيفة إن تركيا لها الحق في اتخاذ جميع التدابير والاجراءات وأن تعليمات ضرورية أعطيت لقوات الامن من أجل تنفيذ عمليات ملائمة ضد المسؤولين عن تلك الهجمات.