قال المدرب السابق للمنتخب المغربي جمال فتحي، إنه تفاجأ بهزيمة الجزائر في إفريقيا الوسطى ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا للأمم. وأضاف جمال، بأن الضغط سيكون أكثر على الجانب الجزائري، مؤكدا أن المدرب إيريك غيريتس لم يقم بأي شيء حاليا. وقال اللاعب الدولي السابق، في حوار ل''الخبر'' الجزائرية، إن المقابلة ستقام في ظروف طبيعية في حالة واحدة عندما يكف السياسيون عن إثارة القلاقل والجدل بخصوص هذه المواجهة. الجيل الجديد من الجمهور الجزائري يعرف القليل عنك، فبماذا تفيده عن مشوارك؟ - كنت لاعبا دوليا ما بين عامي 86 و91 ولاعبا سابقا وقائدا في الرجاء البيضاوي، وقد تشرفت باللعب في النادي عندما كان رابح سعدان مدربا للرجاء الذي توج بكأس أندية أبطال إفريقيا تحت إشرافه، وبعد اعتزال اللعب، تحولت إلى التدريب، وقد أشرفت على المنتخب الوطني لأقل من 20 عاما، ونلت معه المرتبة الرابعة في مونديال هولندا، كما دربت المنتخب المغربي الأول، عندما كان الفرنسي روجي لومير يشغل منصب مناجيرا للفريق، ووقتها رفضت أن أكون مساعدا للفرنسي، مما استدعى الاتحادية الملكية إلى منحي مهمة تولي تدريب الفريق الأول بالنيابة، وقد توليت المهمة بمفردي في تصفيات كأسي أمم إفريقيا والعالم (2010). وأنا حاليا أشرف على تدريب الكوكب المراكشي. توجد حالة ترقب بسبب المقابلة بين المنتخبين الجزائري والمغربي، فكيف تتصور أن تكون الأجواء؟ - يجب تجاهل الحديث الذي يقارن المقابلة التي جمعت بين المنتخبين الجزائري والمصري بأم درمان في السودان، بالمقابلة بين الفريقين الجارين، فالجزائر والمغرب يجمعهما أكثر من قاسم مشترك، وشعباهما تربطهما محبة كبيرة لا يمكن للسياسيين أن ينكروها. أما من الجانب الفني، فأعتقد بأن مستوى المنتخبين في الوقت الحالي متقاربا، وبناء على ذلك، فإن الفريق الذي يتحلى بتركيز أكبر هو الذي سيحسم المقابلة لصالحه، لأنه لا توجد أي جهة قادرة على تقديم توقع يحظى بمصداقية لنتيجة المقابلة. برأيك ما الذي يجعل المقابلة تحظى بأهمية كبيرة في البلدين؟ - المباراة تجمع بين منتخبين جارين، والضغط أمر طبيعي في مثل هذه المقابلات المحلية، وهذا النوع من الضغط يضفي عليها نكهة خاصة ويجعلها أكثر متعة، لكن ما هو سلبي هو ركوب بعض الجهات أمواج اللقاء لإثارة المشاكل والحقد، وهو ما قد يفسد العرس. من هو المنتخب الذي سيعاني من الضغط أكثر في هذه المقابلة؟ - في تقديري، فإن الضغط سيكون على المنتخب الجزائري، لأن هذا الأخير يلعب بملعبه وأمام جمهوره، كما أن المواجهة تعد فرصة له للعودة إلى سباق المنافسة بعد الخسارة المفاجئة التي تعرض لها الفريق في إفريقيا الوسطى، فقد التقيت المدرب عبد الحق بن شيخة في مصر، وطرحت عليه سؤالا حول سبب الخسارة، وفي الحقيقة، بدا هو الآخر متفاجئا بالهزيمة. المنتخب المغربي سيستفيد حتما من حنكة المدرب البلجيكي، إيريك غيريتس، اليس كذلك؟ - الواقع أن غيريتس لم يكشف عن أي شيء إلى غاية الآن يدفع إلى القول إن الفريق المغربي استفاد حقا من خبرته لأن في اعتقادي أن الامتحان الجدي له سيكون يوم 27 مارس في المقابلة التي ستجمع منتخب أسود الأطلس بمضيفه الجزائري، فالحكم على المدرب يجب أن يبقى إلى غاية حلول هذا الموعد. منتخب المغرب ظهر قويا ضد إيرلندا والنيجر، فكيف يمكن تأجيل الحكم على إمكانيات غيريتس؟ - المبارتان أمام منتخبي إيرلندا والنيجر كانتا وديتين، فالمنتخب الإيرلندي لعب بتشكيلة ضمت لاعبين بدلاء، فيما يبدو لي منتخب النيجر فريقا متواضعا. الفريق المغربي تعرض لصدمة بفقدانه خدمات المهاجم يوسف حاجي، فما هو تعليقك؟ - هذا صحيح، فاللاعب حاجي يصلح القول عليه إنه يحمل رقم تسعة ونصف في التشكيلة، لدوره في تنشيط الهجوم، ففي غياب حاجي، يصعب على اللاعبين الشماخ وخرجة العثور على مفاتيح تسجيل الأهداف، ويقال على حاجي إنه يشكل سما بالنسبة للمدافعين. كيف تتوقع سير المقابلة من الناحية الفنية؟ - أقدّر أن المنتخب الجزائري سيحاول الضغط على نظيره المغربي مع انطلاق المقابلة، في حين يميل الفريق المغربي إلى جسن النبض وامتصاص الضغط قبل أن يكشف عن أوراقه، إلا أن المقابلة ستعرف توازنا مع مرور الربع الساعة الأول. كيف تقيّم المستوى الذي أظهره الفريق الجزائري في كأسي إفريقيا والعالم الأخيرتين؟ - المنتخب الجزائري يضم لاعبين يتمتعون بجرأة وشجاعة قلما شاهدتها، أمام بخصوص كأس إفريقيا، فاستطيع القول إن البداية كانت كارثية، عندما انهزم الفريق الجزائري أمام منتخب مالاوي بثلاثية نظيفة، وبعدها عرفت أن التحضيرات لم تكن تتناسب مع أجواء كأس إفريقيا، لكن الفريق الجزائري ترك انطباعا قويا في مقابلته أمام كوت ديفوار قبل أن يواجه منتخب مصر في نصف النهائي، وفي هذه المقابلة، ظهر الفريق الجزائري في أدنى صور التحضير النفسي، وفي تقديري، كان الفريق الجزائري يبحث على تكرار ملحمة ''أم درمان''، في حين أن مقابلات كرة القدم لا تتشابه إطلاقا. وفي مونديال جنوب إفريقيا افتقد المنتخب الجزائري الجرأة في لعب ورقة الهجوم.