يشهد المعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي تتواصل فعالياته من 11 إلى 21 فبراير الجاري، أزيد من ثمانين جلسة ثقافية تتنوع ما بين ندوات وتجارب في الكتابة والشعر والفلسفة والثقافات المتقاطعة مع بلدان أجنبية والذاكرة إلى جانب الأصوات الجديدة في الكتابة. وتعتبر وزارة الثقافة، التي تنظم هذه التظاهرة السنوية تحت الرعاية الملكية، بتعاون مع مكتب أسواق ومعارض الدارالبيضاء، أنه "لا يمكن لفعل الكتابة أن يحقق تأثيره وفعاليته إلا من خلال انحيازه لمبدأ التنوع، وبالتركيز على كل القيم الكفيلة بإشاعة هذا الطموح، سواء بالتعاطي مع كل الأنواع الأدبية والفكرية والفلسفية والفنية، أو بمقاربة مختلف الموضوعات والقضايا ذات الصلة بالانشغالات الإنسانية الكبرى، حيث يظل لمطلب التنوع إغراء كبير وراهنية مطلوبة". وشدد المنظمون، في هذا السياق، على أن الدورة الحالية من هذا المعرض ستعرف مناقشة موضوعات من قبيل السياسة والآداب وإشكالية الترجمة والثقافة الأمازيغية والآداب الحسانية وتاريخ الصحراء والكتابة والطفل وأدب الرحلة وغيرها من المواضيع الآنية التي ستكون مؤشرا على مدى تحقيقها لمبدأ التنوع وملامسة كل القضايا والإشكاليات الثقافية ومجالات البحث والإبداع التي تغني الحقل الثقافي الوطني. وهكذا ابتداء من اليوم الأول للدورة الأولى لفعاليات هذا المعرض، التي تنطلق رسميا اليوم الجمعة، بعد حفل الافتتاح الذي ترأسه الأمير مولاي رشيد، ستشهد قاعة عبد الهادي التازي ندوة حول الفلسفة والمدينة، بمشاركة نبيل فازيو ومحمد الدكالي تليها في نفس المساء ساعة مع الشعر مع الشاعرين صلاح الوديع وعبد الحميد اجماهري، إلى جانب ندوة "خمسون سنة على ولادة مجلة (أنفاس)"، بمشاركة عبد اللطيف اللعبي ومصطفى النيسابوري ومحمد لمليحي. وتحتضن قاعة فاطمة المرنيسي، في اليوم الأول للدورة الحالية، جلسة تحت عنوان "أسماء فوق البوديوم" تقدم خلالها رواية "امرأة في الظل" لكاتبها عبد الجليل التهامي (جائزة كتارا للرواية العربية 2015)، ورواية "مزامير الرحيل والعودة" لزكريا أبو ماريا (جائزة كتارا للرواية العربية 2015)، وهما الروائيان المغربيان من الجيل الجديد الحاصلين على جائزة الإبداع الروائي. كما تشهد قاعة محمد العربي المساري جلسة في تجارب الكتابة الشعرية النسائية مع ثريا ماجدولين ووداد بنموسى وليلى بارع. وتقدم بهذه المناسبة كتب مغربية في الطريق إلى التتويج ضمن اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2016 منها فروع "الآداب" و"الترجمة" و"التنمية وبناء الدولة" ثم لحظات شعرية مع سميرة فرجي وجلال الحكماوي وطه عدنان. ومن مواضيع الذاكرة تحتضن قاعة محمد العربي المساري، صباح يوم غد السبت، جلسة يؤطرها الصديق معنينو تتطرق إلى المسار الفكري والثقافي والصحافي والنضال للراحل محمد العربي المساري، تليها جلسة في إطار برنامج ضيف الشرق بمحاضرة حول "تراث دولة الإمارات العربية المتحدة". وبقاعة فاطمة المرنيسي يقدم كتاب "خمسة أشهر لدى البيضان"، كاميلدوز، ترجمة حسن الطالب. وندوة "السياسيون والكتابة..بين كلمة السلطة وسلطة الكتابة" بمشاركة محمد بنسعيد آيت إيدر ومحمد الطوزي وعبد الغني أبو العزم. كما يتميز يوم غد بعقد جلسة حول تجارب الكتابة تحت عنوان "السرد..سؤال المتخيل والتاريخ" بمشاركة وحيد طويلة (مصر) وأحمد المديني ومبارك ربيع، وجلسة جائزة الأركانة مع الشاعر الألماني فولكر بروان، من تنظيم بيت الشعر في المغرب. وفي اليوم الثالث من هذه الدورة تعقد جلسة ذاكرة حول شخصية المؤرخ المغربي الراحل عبد الهادي التازي، تليها ندوة حول "الآداب الحساني..نظريات وقضايا"، وجلسة حول "أدب الطفل" من تنظيم البلد ضيف الشرف بمشاركة سعدي يوسف. وتشهد قاعة فاطمة المرنيسي "ساعة مع شكري المبخوت الحاصل على جائزة البوكر لسنة 2015"، بالإضافة إلى لحظة شعرية لشعراء من ألمانيا وفلسطين والمغرب تليها في نفس القاعة أصوات جديدة في الكتابة. ويشهد يوم 16 فبراير الجاري أنشطة متنوعة تتوزع بين قانون البيئة وتقديم كتاب "مقاربات في المسألة اللغوية بالمغرب" لفؤاد أبو علي، وندوة ضيف الشرف حول الرواية الإماراتية وأصوات جديدة في الرواية العربية، وتقديم كتاب "مسرحيات محمد الجم" منشورات التوحيدي 2015، إلى جانب لقاءات مع الفائزين بجوائز اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب. ويقدم يوم الأربعاء القادم كتاب "الرسائل" لخناتة بنونة من منشورات 2016، وندوة حول "الأدب الأمازيغي..الإنتاج، النشر والتداول". وتقدم يوم 17 فبراير بقاعة فاطمة المرنيسي مجلة "دراسات أسرية" لمركز الدراسات والأسرية والبحث في القيم والقانون، كما تنظم في نفس اليوم ندوة حول موضوع "الترجمة بالمغرب"، وساعة مع الباحث والمترجم الإيراني موسى بيدج، ولحظة شعرية مع فاطمة بنحمود وعبد الرفيع الجواهري ومراد القادري بالإضافة إلى تقديم كتاب "وجوه ومخالب" لفاطمتو البكاي. وتحتضن قاعة عبد الهادي التازي يوم الجمعة 19 فبراير الجاري جلسة ذاكرة الراحل مصطفى المسناوي. وقاعة محمد العربي المساري ندوة حول "الكتابة بالعربي..الإنتاج والتداول"، وتقديم كتاب الريف من خلال كتاب "المغرب المجهول لأكوست موليرياس، وتجارب في الكتابة مع عبد الفتاح كليطو "لغات الماضي ولغات الحاضر". ويشهد اليوم الأخير من هذه الدورة حفل الإعلان عن جائزة القراءة وندوة في إطار الثقافات المتقاطعة حول موضوع "التلفزيون والكتاب في المغرب وإسبانيا"، وندوة حول النقد السنيمائي وتقديم كتاب "أوراق من ساحة المقاومة المغربية" للمقاوم عبد السلام الجبلي وكتاب "أربع ساعات في شاتيلا" لجان جينيه، ويتابع زوار هذه الدورة طيلة أيام المعرض لحظات مصاحبة تساهم فيها مختلف الفعاليات المشاركة. يذكر أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، المنظم من طرف وزارة الثقافة، يعرف مشاركة 45 دولة وأزيد من 650 مشاركا من عالم النشر والصحافة والتوزيع. *و.م.ع