أقيمت، اليوم بعد صلاة الظهر، صلاة الجنازة على الشيخ الرّاحل عبد الباري بن الصديق (الزمزمي) بمسجد "هدي الرسول" بحيّ حسنونة بطنجة. وشيّع جثمان الراحل انطلاقا من بيته، الكائن بحي ادرادب، نحو مسجد "هدي الرسول"، بحضور عدد كبيرٍ من أفراد عائلته، وتلامذته ومعارفه، في حين لوحظ غياب لمسؤولي المدينة، بمختلف أطيافهم. وفي كلمةٍ له بالمناسبة، قال أحد طلبته، أيوب الأعرج العمراني، إن "الشيخ كان يستمدّ كل فتاواه واجتهاداته من منبع واحد هو الكتاب والسنة"، وأن "المختلفين معه كانوا صنفين؛ "صنف العلماء، وهؤلاء كان اختلافهم معه كاختلاف الصحابة فيما بينهم في الآراء والاجتهادات، بينما الصنف الآخر هو صنف العوامّ، فهؤلاء لم يكن يُعتدّ بأقوالهم"، بحسب تعبير المتحدّث. وأضاف العمراني أن الشيخ عاش حياته "فارسا من فرسان المنابر المدافعين عن السنة النبوية دون أن يخشى في الله لومة لائم"، مستحضرا بضع مواقف عاشها معه تظهر "إخلاص الشيخ في عمله لله، ومراقبته له، دون مبالاة بانتقادات الناس وانطباعاتهم". وقد أدّى صلاة الجنازة على الشيخ كلّ من أخيه أبيّ بن الصديق، وابنه وهب، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى عند قدميْ والدته، بالمقبرة التابعة للمسجد ذاته، تطبيقا لوصيته. وكان "محمد الزمزمي"، والد الرّاحل عبد الباري، قد أسس مسجد "هدي الرسول" سنة 1975، حيث ألقى فيه مجموعة من الدروس والخطب والمحاضرات، قبل أن يتم تحويل جزء من بناء المسجد إلى "مدرسة الزمزمي للتعليم العتيق الخاص"، والتي تخرج منها عدد من الطلبة والمشايخ. عبد الباري الزمزمي هو أكبرُ ثلاثة إخوة أبناءٍ للراحل محمد بن الصديق، يأتي بعده أخوه الراحل صهيب، ثم أبيّ بن الصديق.