علم مساء اليوم الأربعاء، ان الشيخ عبد الباري الزمزمي، قد انتقل الى جوار ربه. وكان الزمزمي يعاني منذ مدة من مرض عضال، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على متن سيارة إسعاف قادما من الدارالبيضاء إلى طنجة. وسيشيع جثمان الراحل بعد صلاة العصر يوم غد الخميس، من منزله بمنطقة عين حياني بمدينة طنجة. من هو عبد الباري الزمزمي؟ رجل دين مغربي، يُعد من أبرز علماء المنهج الوسطي في المغرب العربي، هو رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، كما أنه عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مشارك في الحملة العالمية ضد العدوان، بالإضافة إلى كونه النائب الوحيد المنتمي لحزب النهضة والفضيلة في مجلس النواب المغربي. ولد "عبد الباري محمد الزمزمي" عام 1943م في مدينة طنجة الواقعة في أقصى شمال المغرب لعائلة تعمل جميعها بالدعوة الإسلامية، فنشأ في جو ديني مما كان له الأثر الأكبر على تكوين شخصيته حيث أتقن حفظ القرآن الكريم وهو لا يزال صغيراً، كما تلقى العلوم الشرعية في الفقه والحديث والتفسير من والده العالم "محمد الزمزمي". سلك "الزمزمي" طريق والده وأعمامه في العمل الدعوي منذ ستينيات القرن العشرين من خلال الخطب والدروس الدينية بمساجد مدينة طنجة والمدون المجاورة، ثم انتقل عام 1976م إلى مدينة الدارالبيضاء ليلقي خطبة الجمعة بعدد من المساجد، قبل أن يستقر إماماً وخطيباً لمسجد الحمراء بالمدينة القديمة الذي لا يزال يعقد به مجالس العلم حتى الآن. أصدر الشيخ "عبد الباري الزمزمي" عدة كتب ومقالات وأعمدة في عدد من الصحف والمجلات، فهو صاحب عمود (أفضل الجهاد) الذي نشر لبضع سنوات في جريدة "الراية" المغربية، وصاحب عمود "سبيل الرشد" في جريدة التجديد التي تولى بها ركن الفتوى لسنوات عديدة حتى تم إيقافها فيما بعد. كما أنه يتولى الإجابة في بعض الأوقات عن "الفتاوى المباشرة" بالقسم الشرعي من موقع "إسلام أون لاين" على شبكة الإنترنت، وقد تعرض خلال مشواره الدعوى لعدد من المضايقات من طرف السلطة التي أمرت بتوقيفه ومنعه من أداء خطبة الجمعة أربع مرات أعوام 1978 و1979 و2000 و2001م. تميزت دعوه الشيخ الغربي بالبعد عن الجمود والتقليد وميله للاجتهاد، آخذاً بعين الاعتبار التطور الذي عرفته حياة الناس في هذا العصر، كما عُرف بفتاواه الغريبة حيث أجاز استعمال القضيب الذكري والجزرة للتخفيف عن النساء.