تعيش مدينة طنجة، خاصة أسرة ومعارف وطلبة ومحبو الشيخ عبد الباري الزمزمي، العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس الجمعية المغربية لفقه النوازل، حزنا دفينا بعد وفاة أحد أبنائها البررة، وأحد دعاتها البارزين، والذي اشتهر بفقهه ومحاضرته وخطبه المنبرية، فضلا عن فتاواه الكثيرة. وعلمت هسبريس أن الوصية الأخيرة للشيخ الراحل، الذي وافته المنية مساء الأربعاء في بيته بمدينة طنجة، بعد أن غادر مصحة بمدينة الدارالبيضاء كان يتابع فيها العلاج، وشعر بدنو نهاية حياته، (الوصية) كانت أن يُدفن في قبرٍ تحت قدمي والدته الراحلة. ووفق أقارب الشيخ الفقيد (73عاما)، فإن صلاة الجنازة على جثمانه ستقام بعد صلاة الظهر غدا في جامع "هدي الرسول"، وهو المسجد الذي شيده والده، عالم الدين المعروف، الراحل الشيخ محمد الزمزمي، والواقع في شارع الحسن الثاني بحي حسنونة بطنجة، على أن يدفن في المقبرة المجاورة للمسجد. وكان مصدر مقرب من الشيخ الراحل قال في تصريحات سابقة لهسبرس إن الزمزمي غادر الأربعاء إحدى المصحات الخاصة بالدارالبيضاء، بعد أن مكث فيها أزيد من شهر، في اتجاه بيته بطنجة، بعد أن تدهورت صحته، ليُسلم الروح إلى بارئها وقتا قصيرا بعد وصوله إلى المنزل. الشيخ الراحل يُعد من أبرز علماء المنهج الوسطي في المغرب، نشأ في جو عائلي ديني، كان له الأثر الكبير في تكوين شخصيته، إذ أتقن حفظ القرآن الكريم وهو لا يزال صغيرا، كما تلقى العلوم الشرعية في الفقه والحديث والتفسير من والده العالم محمد الزمزمي. واشتهر الزمزمي بمقالاته وفتاواه التي كان ينشرها في إحدى الصحف المغربية؛ وكان يتولى الإجابة عن الأسئلة المباشرة في القسم الشرعي من موقع "إسلام أون لاين" على شبكة الإنترنت، كما تميزت دعوته بالبعد عن الجمود والتقليد، والميل الشديد إلى إعمال الاجتهاد.