يضطر الكثير منا إلى تغير برنامجه اليومي أو على الأقل إعادة ترتيب فقراته بما يستوجبه شهر رمضان المبارك، فالشهر الفضيل يفرض على الصائمين إدخال تعديلات على حياتهم اليومية، وتختلف هذه التعديلات من شخص لآخر. فكيف يا ترى يعيش السياسيون والإعلاميون والفنانون والرياضيون ومشاهير المجتمع يومهم في رمضان؟ ذلك ما تحاول "هسبريس" تقريبكم منه من خلال دردشة يجريها الموقع في كل حلقة طيلة شهر رمضان الأبرك مع أحد الوجوه المعروفة سياسيا أو إعلاميا أو فنيا. الحلقة الثالثة مع: عبد الباري الزمزمي: رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل ضيفنا لهذه الحلقة صاحب شخصية مثيرة للجدل، فقيه وسياسي، واعظ في المساجد ونائب في البرلمان، ربما لأنه يرأس جمعية لفقة النوازل فهو يصدر فتاوى عجيبة غريبة، مواقفه السياسية لا تختلف كثيرا عن مواقفه الفقهية، أصدقاؤه كثر وكذلك خصومه كثر لكنه لا يبالي، برنامجه في رمضان عادي جدا كما يقول، لأنه يتناول وجبة السحور متأخرا فإنه لا يستيقظ مبكرا، الساعة العاشرة صباحا تجد "فقيهنا" بين يدي خالقه يصلي ما تيسر من "قيام النهار" كما وصفه، ثم بعدها يتفرغ لكتبه وكتاباته، يطالع ويكتب ويرد على من كتبوا عنه –وما أكثرهم-. يستمر ضيفنا على هذه الحال إلى موعد صلاة العصر، وبعدها مباشرة يباشر الشيخ الزمزمي دروس الوعظ والإرشاد في أحد مساجد الدارالبيضاء، إذا كان برنامجه الشهري خاليا من سفر إلى إحدى المدن الأخرى حيث يحاضر "فقيهنا" بدعوة من جمعيات ومجالس علمية محلية بعد صلاة التراويح في مواضيع مختلفة. بعد إنهائه لمهام الوعظ والإرشاد يعود الفقيه البرلماني إلى بيته منتظرا آذان المغرب، ليفطر على رزق خالقه ويذهب ظمأه وتبتل عروقه بقليل ماء وتمر و"حريرة" التي لا مفر منها في رمضان بتعبير ضيفنا، ثم يتناول ما تيسر كذلك من "البغرير" بنوعيه "البلدي والرومي"، وكل ما لذ وطاب وجده أمامه على مائدة الإفطار. ثم يغادر الشيخ عبد الباري منزله متوجها إلى المسجد لحضور صلاة التراويح كغيره من المسلمين، يذكر الله ويصلي ويلتقي مع محبيه وجيرانه، ثم يعود لاستئناف برنامجه الرمضاني بحصة الرياضة التي يفضل أن تكون عبارة عن لحظات مشي قبل وجبة العشاء. هكذا يبدو أن برنامج الزمزمي ليس مثيرا بدرجة إثارة فتاواه، إنه برنامج عادي لرجل عادي جعلت منه مواقفه السياسية والفقهية محط متابعة وانتقاد و"تربص" لكل صغيرة وكبيرة تصدر عنه. الحلقة المقبلة مع: الشيخ محمد الفيزازي