بالرغم من مما لحق الطلبة الأساتذة من تعنيف، خلال مسيرات محلية وجهوية سابقة لاقت تنديدا كبيرا وتضامنا واسعا مع قضية المحتجين، أبت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين إلا النزول من جديد إلى الشارع عبر 15 مسيرة احتجاجية جهوية عبر أنحاء المغرب، في إطار برنامجها الاحتجاجي. وعرفت كل المسيرات الجهوية، التي ضمت بالإضافة إلى الطلبة الأساتذة، هيئات حقوقية ونقابية بالإضافة إلى عائلات المحتجين وطلبة الجامعات والمعطلين، إنزالا أمنيا كثيفا في محيط المسيرات، تطور في بعض المدن الكبرى إلى منع من التقدم صوب الأكاديميات أو الساحات العمومية، بل تعداها إلى تدخل وتعنيف في حق مسيرة مدينة تطوان وتسجيل عدد من الإصابات. وعرفت مسيرة تطوان الجهوية، والتي شارك فيها كل من مراكز طنجة والعرائش والحسيمة، انطلاقا من ساحة الحمامة في اتجاه وسط المدينة، تطويقا أمنيا وتهديدا باستعمال العنف، والذي قوبل برفض المشاركين إيقاف المسيرة ما حذا بعناصر الأمن إلى ضرب المحتجين مخلفين إصابات متفاوتة يستدعي بعضها تلقي إسعافات، وفق سفيان اعزوزن عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بمركز طنجة. كما قام الأمن بمنع تقدم المسيرة الجهوية بمدينة كلميم، والتي عرفت مشاركة كل من مركز مدينة طاطا والعيون وكلميم، وأفاد عبد الله أقدي منسق المركز الجهوي بكلميم، أن عناصر الأمن طبقت حصارا أمنيا مكثفا على محيط ساحة البريد مركز انطلاق المسيرة ومنعت المحتجين من التجمهر فضلا عن مصادرة اللوجستيك كاللافتات والملصقات ومكبرات الصوت. وسجل المحتجون الممنوعون بمدينة كلميم إدانتهم الشديدة لما أسموه " اللأساليب القمعية المستعملة مع الأساتذة"، مُدينين هذه الممارسات المعبرة عن غياب الإرادة الحقيقية لدى المسؤولين لحل القضية مؤكدين إصرارهم أكثر من أي وقت مضى على إلغاء المرسومين. من جهة اخرى، استطاعت عدد من المسيرات أن تجد طريقها وسط الشوارع الكبرى لعدد من المدن الكبرى، دون منع أو قمع، حيث أكد شعيب بونقيشا عضو التنتسيقية الوطنية بمركز مدينة فاس، أن مسيرتهم الجهوية التي تضم كلا من مراكز فاس وفرعيه ومركزي مدينة تازة انطلقت بشكل عادي رغم الإنزال الأمني المكثف. خالد الهلالي، الطالب الأستاذ بمركز آسفي، أكد من جهته، أن مراكز مدينتي آسفي والجديدة، بالإضافة إلى الهيئات النقابية والسياسية والجمعوية ومجموعة من المتضامنين، انطلقوا بمسيرتهم الاحتجاجية من مركز آسفي لمهن التربية والتكوين في اتجاه ساحة الطاجين، نافيا أن يكون المحتجون قد تعرضوا لأي محاولات لمنع المسيرة، رغم الحضور الأمني المكثف.