تدخلت العناصر الأمنية، من جديد، مستخدمة القوّة العمومية في مواجهة المشاركين بمسيرة احتجاج ل"أساتذة الغد" بمدينة القنيطرة، والتي كان من المزمع انطلاقها من "ساحة النافورة" في اتجاه مقر عمالة الإقليم. وخلفت التدخلات الأمنية 12 إصابة، تم توجيه ضحاياها إلى المستشفى، بينهم أستاذتان مغمى عليهما، وفق إفادة عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي، الذي أكد لجريدة هسبريس الإلكترونية أن المسيرة كانت سلمية في ساحة النافورة، إلا أن الأمن، وبمجرد تحرك المشاركين صوب العمالة، بدأ يتدافع مع المحتجين، إضافة إلى توجيهه ضربات بالأيدي والركل بالأرجل. وأصيب منسق مركز القنيطرة لمهن التربية والتكوين، محمد قنجاع، إصابة بليغة على مستوى رأسه، أدخلته في غيبوبة، ويخضع حاليا للفحص بالأشعة، حيث كان في طليعة المسيرة الاحتجاجية التي عرفت مشاركة "الطلبة الأساتذة" بكل من الرباط وسيدي قاسم والقنيطرة، إضافة إلى جمعيات حقوقية وهيئات نقابية. في غضون ذلك، عرفت 40 مدينة مسيرات احتجاجية مماثلة، عرفت إنزالا أمنيا مكثفا وتطويقا للمشاركين فيها دون تعرضهم للتعنيف، كما هو الحال في مسيرة مدينة الصويرة، التي عرفت مشاركة هيئات مختلفة؛ كالاتحاد المغربي للشغل وشبيبته، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب الاستقلال، وتنسيقية المعطلن، وأساتذة عاملين. وقال عبد الغني المغمض، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب بمركز الصويرة، في تصريح لجريدة هسبريس، إن المسيرة تعرف مراقبة من طرف الأمن بعيدا عن أي التدخل في طريقها صوب العمالة، مشددا على أن التنسيقية ستستمر في احتجاجاتها السلمية إلى حين تحقيق المطالب. وفي خطوة لافتة، أعاد "أساتذة الغد" المحتجين ب"ساحة الهديم" بمكناس، تمثيل الاعتداء الذي تعرض له زملاؤهم بإنزكان، أمام جميع المشاركين في المسيرة الاحتجاجية، وعدد غير قليل من المواطنين، رافقه رفع شعارات منددة بالعنف ضدا التدخلات الأمنية التي تعرض لها "الطلبة الأساتذة" الأسبوع المنصرم في ما بات يسمى إعلاميا ب"الخميس الأسود". وتوجهت الأنظار، صبيحة اليوم الخميس، إلى مدينة إنزكان، التي شهدت مسيرة حاشدة أصر منظموها على انطلاقها من المكان الذي تعرضوا فيه للتعنيف، مطلقين عليه اسم "خميس بخميس"، حيث عرفت مشاركة 3500 من المتضامنين مع "أساتذة الغد". وأبرز الحسين أومرجيج، عضو المجلس الوطني بالمركز الجهوي لإنزكان، أن المسيرة، التي اعتبرها ناجحة، جابت شوارع إنزكان لتتعرض للمنع والحصار، ويتم تحويلها صوب المركز الجهوي كما كان مقررا، متابعا بالقول: "نعتبر الخطوة إصرارا أمام تعنت الحكومة بالرغم من التهديد. كما أن انخراط فئات واسعة للمواطنين خير رد على الأضاليل التي تقال في حق القضية"، وفق تعبير المتحدث. من جهته، أكد عضو التنسيقية الوطنية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، سفيان اعزوزن، أن مسيرتهم وصلت إلى أمام ولاية الأمن دون حدوث مشادات أو تدخلات عنيفة، مقابل حضور أمني كثيف، لافتا إلى أن المشاركين عبّروا عبر شعارات قوية بمواقفهم ورفعوا صورا للمعتدى عليهم؛ أبرزها صورة الأستاذة لمياء، التي لازالت تخضع للتطبيب بالدار البيضاء، بعد إجرائها، أمس الأربعاء، عملية جراحية على عظم كتفها المكسور. وأشار المتحدث إلى مشاركة كل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل، والشبيبة العاملة المغربية التابعة للمركزية النقابية نفسها، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلى جانب عائلات "الأساتذة المتدربين". المسيرة الاحتجاجية في مراكش تعرضت بدورها لتطويق أمني لأزيد من ساعتين من الزمن، ما حذا بالمحتجين إلى تنفيذ اعتصام في ساحة بلازا بكَيليز إلى حين فك الحصار، وفق تعبير عضو التنسيقية بوبكر الهضاري، قبل أن تنجح لاحقا في التقدم صوب ولاية مدينة مراكش، بمشاركة عدد من النقابيين والحقوقيين وطلبة جامعيين وبعض العائلات، رافعين شعارات تنادي بإسقاط المرسومين وتندد بالتعنيف والقمع. وتأتي المسيرات التي تشهدها المدن المغربية، صباح اليوم، وأخرى سيتم تنظيمها عصرا، في إطار البرنامج النضالي المكثف الذي وضعته التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب، عقب "قسم بنكيران" على عدم التراجع عن المرسومين الوزاريين، والذي يشمل مسيرات واعتصامات وإضرابا عن الطعام، ويختتم بمسيرة وطنية ينتظر أن تكون مليونية وفق الداعين إليها.