كالعريس خرج عبد الرحمان المكراوي من السجن المحلي لآسفي، بعدما صار اسمه متداولا بقوة في الأيام القليلة الماضية، في ارتباط ب"طريق مغشوشة بجمعة اسحيم"، إذ حظي مساء الإثنين باستقبال حافل من طرف متتبعين لملفه، وهم يهتفون: "عبد الرحمان ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح". وحُمل المفرج عنه فور تخطيه بوّابة السجن نحو الحرية والسراح المؤقت فوق أكتاف بعض مستقبليه؛ فيما انخرط آخرون في ترديد شعارات تضامنية معه، من بينها: "عبد الرحمان يا رفيق، لا زلنا على الطريق"، كما نوّهوا بمجهودات الهيئات الحقوقية المتتبعة للملف بالقول: "تحية نضالية، للوحدة الحقوقية". ومباشرة بعد حفل الاستقبال، ارتأى أصدقاء بطل "فيديو الزفت" الاحتفال بمعانقته الحرية التي اعتبروها خطوة إيجابية في ملف المتابعة، إذ جابوا عددا من شوارع مدينة آسفي عبر السيارات، مردّدين شعارات تضامنية ممتزجة بأصوات المنبهات، إعلانا منهم عن الانتصار في مرحلة الاعتقال، في انتظار ما ستسفر عنه جلسة المحاكمة المبرمجة يوم الأربعاء المقبل. في المقابل، نفى خالد النويكض، رئيس جماعة اسحيم، أن يكون تنازله عن متابعة عبد الرحمان المكراوي مرتبطا بضغوطات حزبية أو حقوقية أو "فيسبوكية"، مؤكّدا أن متابعته من بات يُعرف ب"فاضح الطريق المغشوشة" "أجّجت صراعات حزبية ومزايدات سياسية، واتخذها بعض الحقوقيين فرصة لتصفية الحسابات، فكان من الضروري وضع حدّ لهذه المشاكل"، حسب تعبيره. وأوضح النويكض، في تصريح لهسبريس، أنه تقدّم بملتمس يرمي إلى التنازل عن الدعوى القضائية من أجل طي الملف، وإنهاء القضية "التي أخذت أبعادا أخرى، وأحيَت صراعات بين الحقوقيين أنفسهم"، على حد قوله؛ كما أن أطرافا أخرى، يضيف النويكض، "حاولت الركوب على الملف ونهج سياسة التحريض لتأجيج الوضع"، ما دفعه إلى وضع ملتمس التنازل الذي بموجبه خرج عبد الرحمان من السجن. وعن الشروط التي سبق أن وضعها خالد النويكض من أجل التنازل عن القضية، والمتمثلة في ضرورة اعتذار المشتكى به، أكّد المتحدث ذاته أن والد المشتكى به حضر إلى منزله، وتقدّم باعتذار أمام عدد من المستشارين، الذين حاولوا بدورهم الدفع بالقضية إلى الحلّ. وفي الوقت الذي تداول متتبعون للقضية خبر دخول مسؤولين سياسيين من حزب الاستقلال على الخط، والضغط على النويكض، باعتباره منتميا إلى "حزب الميزان" من أجل التنازل، وتجنّب تبعات هذا الشد والجذب، شدّد رئيس جماعة اسحيم على أنه يتمتع بشخصية لا ترضخ للضغوطات، والتي لم تطله أي منها من طرف مسؤولي حزبه، لكنه استجاب لملتمس والديه اللذين ناشداه التنازل عن الشكاية.